ترينيداد وتوباغو من البلدان التي احتلت مكانا مهما على خارطة السياحية العالمية ، هي ارخبيل مشكل من جزيرتين تحملان هذين الاسمين بالاضافة الى 21 جزيرة صغيرة، ولها برلمانها ومؤسساتها التنفيذية.


سان خوسيه:تبلغ مساحة جمهوريةترينيداد وتوباغو5128 كلم مربع وعدد سكانها قرابة المليون ونصف المليون. وبعكس الكثير من البلدان السياحية في الكاريبي فان دخل الفرد فيها مرتفع ويصل الى 16 الف دولار سنويا بسبب المشاريع المختلفة منها السياحية، كما استطاعت جلب الاستثمارات التجارية الدولية، وساهم الغاز الطبيعي الذي اكتشف فيها مؤخرا في انعاش اقتصادها. ويمكن القول ان ترنيداد وتوباغو تتميزان بطبيعة غير عادية ومختلفة عن بلدان الكاريبي، فهي تقع بالقرب من مصب نهر ارينكو، أهم أنهار فنزويلا الجارة التي تبعد 11 كلمترا فقط عنها، وعند نقطة التقاء بحر الكاريبي والمحيط الاطلسي. ليس هذا فقط ، اذ ان الجزيرة الكبيرة ترينيداد البالغة مساحتها 4825 كلم مربعا محاطة بثلاث سلاسل جبال قليلة الارتفاع وأعلى جبل فيها هو جبل سيرو ديل اريبو ( 941 مترا)، بينما شقيقتها توباغو تضم جبلا واحدا، لذا يقال عن الجزيرتين بانهما تغسلان قدميهما في البحر ويتطاير شعرها في السماء.

ومناخ الجزيرتان الاستوائي المعتدل يوفر لهما طقس شبه ربيعي على مدار السنة، حيث تصل الحرارة في النهار الى 30 درجة مئوية وفي الليل الى 20 درجة، وتمتاز ترنيداد بكثرة أراضيها السهلية رغم إحاطة الجبال بها وبتربة بركانية خصبة تسمح بزراعات مختلفة مثل قصب السكر والكاكاو وجوز الهند والحبوب الخضار والفاكهة. وما يزيد من جمال الجزيرتين الغابات الاستوائية الكثيفة. وتتوفر في هذا البلد كل المقومات السياحية، فمن يريد التمتع بالسباحة والغطس، هناك مناطق خلابة مياهها زرقاء رائعة مع شاطئ رملي بديع تظلله أشجار وارفة، ومن يريد اكتشاف الطبيعة فالغابات وفيرة ولا حاجة للتنقل كثيرا بسبب صغر المساحة، ما يوفر على السائح الكثير من الوقت. وللتمتع بالبحر وزيارة الجزر الصغيرة العديدة او الغطس لمشاهدة أسماكها ومناظرها الخلابة توجد سفن نقل صغيرة وأخرى مهيئة للرحلات الترفيهية. ومع ان الجزيرتين ليستا بركانية، لكن توجد آثار لبراكين تعود الى قبل مئات آلاف السنين عندما كانت جزء من اليابسة في أميركا الجنوبية، وفصلتها الهزات الأرضية عنها وشكلت الأرخبيل.

ووصلها كريستوفر كولومبس مكتشف القارة الأميركية عام 1498 بعد ان لفت نظره عن بعد مرتفعاتها، وهو الذي أطلق على جزيرة توباغو هذا الاسم بسب زراعة السكان الاصليين للتبغ والكاكاو. وتعتبر فيها البيوت ذات الطراز القديم من المعالم السياحية، وهي منازل تركها تتابعا المستعمرون البريطانيون والفرنسييون والهولنديون ما جعل جزيرة توباغو تغيير اسمها 31 مرة الى ان اصبحت مع ترينيداد ارضا محايدة ونالت عام 1958 استقلالها، وكانت جزيرة ترنيداد خلال الحرب العالمية الثانية اكبر قاعدة عسكرية بريطانية.

وكل مدن هذا البلد صغيرة حتى العاصمة تشاغواناس البالغ عدد سكانها حوالي 78 الف نسمة تليها سان فرناندو وسكانها قرابة 58 الف نسمة، وما يجمع بينها هو كثرة الحيوانات والطيور فيها، فهناك أكثر من 400 نوع من الطيور و55 نوعا من الزواحف و25 نوعا من الحيوانات البرمائية وحوالي 620 نوعا من الفراشات واكثر من 2200 نوع من النباتات الوعائية إضافة الى أنواع كثيرة من الأزهار.
وسكان ترينيداد وتوباجو الاصليين من هنود حمر أميركا الجنوبية، لذا مازالت بعض العادات القديمة والرقصات بالملابس التقليدية تعرض في مناسبات عديدة وتحولت مع الوقت الى مظاهر لجذب السياح. كما تكثر الكارنفلات من اهمها ا لكارنفال العالمي ويقام هذه السنة في ال11 من شهر اذار( مارس) المقبل، وكما كرنفال ريو يحضر المئات انفسهم لهذه المنافسة من أجل تجهيز أجمل الملابس وفي النهاية يتم اختيار أجمل ملابس وملكة جمال الكرنفال.