القليلون في العالم من يعرف بان الاكوادور( واكوادور تعني بالاسبانية خط الاستواء) من أهم البلدان على سطح الكرة الأرضية، ففيها تقسم الكرة الأرضية بسبب مرور خط الاستواء فيها، وهو خط وهمي يلف كوكب الأرض أفقيا في منتصف المسافة بين قطبيه ليقسمه الى قسمين نصف كرة شمالي ونصف كرة جنوبي لذا يعتبر هذا الخط مرجعا لمعرفة أغلب المناخات في العالم، ويبلغ طول خط الاستواء 40,070 كلم تقريبا.


سان خوسيه: تتميز منطقة الأكوادور التي يقع فيها خط الاستواء عدم وجود فوارق في درجات الحرارة بين فصول السنة وتكون حارة متوسطة، لكن في مناطق أخرى فانها غير عادية، فهي تختلف تماما بين قرية أو مدينة واخرى حتى ولو كانت المسافة بينهما قصيرة، ولكن المرتفعات بشكل عام باردة وتكسوها الثلوج وأعلى جبالها هو جبل تشيمبورازو ويصل الى 6370 مترا.

وتمكنت الأكوادر في السنوات القليلة الماضية من فرض حضورها سياحيا، وذلك عبر العروض المغرية في أبرز مناطقها السياحية التي تلبي أذواق مختلفة، من محبي السواحل والسباحة والغطس وحتى محبي الطبيعة والحيوانات الغريبة الى مناطق النقاهة والاستشفاء حيث بحيرات الماء المعدنية التي تجاور البراكين مثل مدينة بانيوس القريبة من بركان تونغوراهوا ففيها ثلاث برك تصب فيها مياه ينابيع دافئة بسبب نسبة الكبريت العالية.

المدينة القديمة تحاكي المباني العصرية


لكن ذلك لا يقلل من أهمية العاصمة كيتو التي تعتبر أقدم المدن في أميركا الجنوبية التي بنيت على أنقاض المدن القديمة التي انشأتها شعوب حضارة الاينكا والشعوب التي أتت بعدها ومازالت محافظة عليها وتشمخ بالقرب من المباني العصرية، وبناء عليه فانها أقل المدن في أميركا الجنوبية التي غيرت وجهها التاريخي ما دفع الاونيسكو الى وضع كيتو على لائحة المدن ذات الارث الثقافي العالمي، ومايزيد من جمال المدينة امتدادها على واد رائع تحيط بها سلسلة جبال الانديز وقمم بركانية.

وفتحت حكومة الاكوادور قبل سنوات قليلة الأبواب امام السياح لزيارة غاباتها الأمازونية البالغة مساحتها مئة ألف كلمتر مربع وتمتد الى المحيط الأطلسي، وتشتهر بشكل خاص بالجزر الجميلة منها جزيرة غالاباغوس الواقعة شرق المحيط الاطلسي.

وعلى بعد حوالي ألف كلم من العاصمة يقع خليج غالاباغوس حيث تحول الى مقصد لحماة الطبيعة بعد ان أنشأت الدولة محمية للحيوانات البرية المهددة بالانقراض ويعيش فيها آلاف الأنواع من الحيوانات والطيور والنباتات التي لا يمكن العثور عليها في أماكن أخرى من العالم. كما وان مياه الخليج تتميز عن غيرها، فتنوع الحياة النباتية والحيوانية في أعماقها جعلها هدفا أمام السياح لاستشكاف ما هو مثير، لذا فانها وضعت على قائمة منظمة اليونسكو كتراث عالمي.

شجر الصبير والسلاحف العملاقة

وفي جزيرة غالاباغوس التي اكتشفت في القرن الـ 15 بالصدفة من قبل الاسبان ظواهر ملفتة منها وفرة مياه الشرب وكثرة أشجار الصبير والسلاحف العملاقة التي يصل وزنها الى 250 كلغ وطولها الى 150 سنتم وتعيش حوالي قرن ونصف، إضافة الى سباع البحر، ومع انها كانت قديما جزيرة بركانية ، لكن لا أثر حتى اليوم لوجود هذه البراكين سوى بركانين في جزيرة ايزابيلا وفرناندا غير ناشطين.

وأطلق على جزيرة غالاباغوس اسم الجزيرة السحرية لان لا أحد من العلماء كان يعتقد بوجودها، خاصة وانها تتعرض بشدة الى التيارات المائية البحرية، حتى ان البعض يعتقد بانها تغير موقعها كل فترة.

ومن المعالم السياحية الجميلة الأخرى بلدة بويرتو باغويريسو مورانو الرومانتيكية، وفيها مرفأ صغير يتميز بمنازله المزينة بالازهار والنوافذ الملونة والطرقات الحجرية والمقاعد الملونة في كل زاوية وأحواض الأزهار. ومن يريد القيام بنزهة على الشاطئ يمكنه مشاهدة البجع وطيور الفرقاطة، والتمتع في المساء بحفلات الرقص الشعبية على أنغام الغيتار التي تقام بشكل عفوي.

ويمكن للسياح مشاهدة الحياة اليومية للهنود الحمر في عدة قرى منها قرية اوتافالو التي يعيش أهلها من الطبيعة فيحيكون أمام الزوار الوسائد والسجاد والملابس من صوف المواشي ، ومن جلود الحيوانات يصنعون الأحذية وأدوات أخرى، وقبل مغادرة القرية لا بد من مشاهدة الغابة التي تنمو فيها مختلف أنواع الزهور أبرزها الاورشيديا.