إيلاف من برلين: حل فصل الخريف، ومع منظر الاشجار التي تتخلى عن أوراقها، تزداد رغبة الناس، وخصوصاً النساء، في التوصل إلى "وصفة سحرية" سريعة لوقف تراكم الشحم في أجسادهم خلال فصل الشتاء.&

ويحذر الباحثون الألمان الناس، وخصوصاً النساء، من مغبة الحمية الشديدة حد تجويع النفس، بهدف إزالة الشحوم خلال وقت قصير، لأنها تزيد من مخاطر التهابات المرارة ومخاطر تكون حصاها. ورغم أن مخاطر المرارة تنطبق في غالب الأحيان على النساء في عمر متقدم، إلا أن مخاطر الحمية الشديدة تهدد الشابات أيضاً.

وأمراض المرارة هي من الأمراض التي تصيب النساء أكثر من الرجال وتنطبق عليها قاعدة الفاءات Fالانجليزية الست عند التشخيص، فالمعرض أكثر من غيره لأمراض المرارة هو: انثى Female ، 40-50 سنة Fourty to Fifty ، بدين Fatty ، غازات Flatulance ، انجبت عدة أطفال Fertile.

وذكر البروفيسور فرانك لامرت من العيادة الطبية الثالثة في جامعة شتوتغارت الألمانية أن أفضل طريقة لتجنب خطر حصى المرارة هو الرياضة وتخفيف الوزن بالطرق العلمية ووفق برنامج محدد ومدروس. وعكس ذلك، فإن الحمية الشديدة غير العلمية وغير المدروسة قد تزيد مخاطر إصابة المرارة وخصوصاً عند النساء. وأجرى لامرت، المختص بالأمراض الناجمة عن اضطراب الاستقلاب، دراسة حول الموضوع نشرت في"المجلة الطبية الاسبوعية الألمانية" تقول إن حمية سريعة تؤدي الى فقدان 25% من وزن الجسم تضاعف مخاطر أمراض المرارة والحصى.

الحمية الشديدة ترفع مخاطر الحصى 200%

وتشي الدراسة التي أجريت على مجموعة من البدناء والبدينات أن فقدان ربع وزن الجسم خلال 4 أشهر يزيد مخاطر حصى المرارة 200%. بل أن الاصرار على تناول الأغذية الخالية من الدهن تقريباً يقلل نشاط المرارة ويؤدي إلى تراكم المادة الصفراء فيها، وبالتالي إلى زيادة مخاطر تركز الأملاح وتحولها إلى حصى. فالمرارة بحاجة لأن تفرغ محتوياتها بتأثير الوجبات الدسمة بين الآونة والأخرى.

وتثبت الدراسة أن حمية علمية وتدريجية، لا تتعدى خفض كيلوغرام واحد كحد أقصى في الاسبوع، تعين البدينة على خفض وزنها بشكل علمي دون تأثير على المرارة. وتحدث لامرت عن ظاهرة &التذبذب بين الحمية والنهم، فقال إن على الإنسان تجنبها لأنها تؤدي إلى نتائج معاكسة. ونصح لامرت بالرياضة، إلى جانب الحمية المدروسة، لتقليل مخاطر أمراض المرارة. وقال الباحث إن الهرولة لمدة 2-3 ساعات في الاسبوع، أو ركوب الدراجة الهوائية بنفس الشدة يقلل مخاطر الإصابة بحصى المرارة بنسبة تتراوح بين 20-40%.

وأشار الباحث الألماني إلى دراسات تتحدث عن دور فيتامين سي في خفض مخاطر حصى المرارة. هذا عدا عن دراسات أميركية حديثة تقول إن التعاطي المعتدل للكحول والقهوة التي تحتوي على الكوفايين يسهم في خفض مخاطر حصى المرارة أيضاً.

تحذير من حمية الدهن (صفر)

وسبق &للمعهد الألماني"للتغذية والنقرس الناجم عن الحمية" أن حذر من &دور حمية الدهن (صفر)، أي تناول الطعام الخالي تماماً من الدهن، في زيادة مستوى الكوليسترول بالدم ومن حصول حالات مغص المرارة واضطراب القلب. وجاء هذا التحذير قبل "أربعاء الرماد " الماضي، حينما قادت الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية حملة للصيام أمدها 7 أسابيع خالية من الدهن والشحم واللحم. وشارك في هذه الحملة كما هو معروف 2,5 مليون ألماني من مختلف الأعمار، بينهم من المعرضين لأمراض المرارة والقلب والنقرس.

ومعروف ان اسلوب التغذية يلعب دوراً مهماً في التهابات المرارة وتكون الحصى فيها. ويمكن للتغذية الغنية بالدهون، وخصوصاً المشبعة منها، أن ترفع مخاطر تكون الحصى، وان ترفع معدل الكوليسترول السيئ(ل د ل). وهذا يفسر لماذا يشكل الكوليسترول معظم مكونات حصى المرارة.

زيادة مخاطر أمراض القلب

يتحدث الطب منذ عقود عن علاقة أمراض المرارة، وخصوصاً الحصى، بالإصابة بمختلف أمراض القلب، إلا أن دراسة اميركية جديدة تثبتت من ذلك الآن. ونشر الأطباء الاميركيون من جامعة تولان، في نيواورليانز، دراسة اعتمدت تحليل معطيات 848 ألف أميركي، وتوصلت إلى ان المعانين سابقاً من حصى المرارة أكثر عرضة 23% من غيرهم لأمراض القلب بعد 10 سنوات من الإصابة.

وكانت مخاطر جلطة القلب، عند مرضى المرارة السابقين، عالية أيضاً بعد عقد من ازالة الحصى بالعمليات الجراحية. وإذا كانت النساء أكثر عرضة مرتين من الرجال لحصى المرارة، فإن مخاطر اصابتهم لاحقاً بأمراض القلب ترتفع 3 مرات عنها بين الرجال.&

نشر التقرير في مجلة "بيولوجيا تكلس الشرايين والجلطات"، وجاء فيه أن مخاطر أمراض القلب&ترتفع بين مرضى المرارة&لاحقاً، بغض النظر عن معاناتهم من البدانة والسكري وضغط الدم.

الجدير بالذكر أن أمراض المرارة تنتشر كثيراً بين سكان العالم الصناعي، وتصيب 10-15% من سكان ألمانيا، مع ملاحظة أن 75% لايعرفون بأنهم يحملون الحصى في مراراتهم إلا بعد تفاقم الأعراض، لأن آلام المغص لاتظهر إلا في 25% منهم.