اجتمع سراً قبل بضعة أيام ما يقرب من 150 عالماً، محامياً، ورائد أعمال، لمناقشة احتمالية تطوير جينوم بشري مصطنع بالكامل. وهو ما يعني أن العلماء سيتمكنون كيميائياً من إعادة تطوير المادة الوراثية التي تنتقل بشكل طبيعي من الأبوين للأبناء.&


القاهرة: هذه الخطوة قد تعني إمكانية القيام بانجازات كبرى على صعيد العلوم البيولوجية والصحة العامة، فقد أبدى بعض الخبراء تخوفهم من الجانب الأخلاقي للفكرة، مشددين على أن أمراً هاماً كهذا لا يجب أن تتم مناقشته خلف الأبواب المغلقة.&

وأفادت بهذا الصدد صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بأن ذلك الاجتماع الذي اقتصر على مَن وُجِّهَت لهم الدعوة قد أقيم في كلية الطب في جامعة هارفارد في بوسطن، وأنه قد طُلِبَ من الحضور ألا يتواصلوا مع الإعلام أو يغردوا بشأن الاجتماع.

وأوضحت نيويورك تايمز أن ذلك المشروع المثير للجدل الذي أطلق عليه اسم "كتابة الجينوم البشري: اختبار جينومات اصطناعية كبرى في الخلايا"، يهدف إلى تصنيع جينوم بشري كامل في خط خلية خلال مدة زمنية قدرها 10 أعوام.

ومن بين الأشخاص الذين شاركوا في ذلك الاجتماع كل من جورج تشيرش، أستاذ علم الوراثة لدى كلية الطب في جامعة هارفارد، جيف بويك، مدير معهد علم وراثة الأنظمة التابع لمركز لانغون الطبي في جامعة نيويورك، أندرو هيسيل، أخصائي توقع المستقبل بمجموعة النانو/ الحيوية البحثية لدى شركة أوتوديسك ونانسي كيلي.

وفي مقابلة أجراها مع الصحيفة، أوضح دكتور تشيرش أن المشروع، الذي لم يتم تمويله بعد، يهدف في الأساس إلى تحسين القدرة الخاصة بتصنيع سلاسل طويلة من الحمض النووي من أجل استخدامها لدى الحيوانات، والنباتات وكذلك الميكروبات.

ويمكن للعلماء الآن التلاعب بالحمض النووي في الخلايا لعدة أغراض، من بينها تصنيع الأنسولين لمرضى السكري.

أما تصنيع الجينوم بأكمله فهو خطوة من شأنها أن تسمح بمزيد من التغييرات الأكثر أهمية، وسط مخاوف متعلقة بالتداعيات الأخلاقية لذلك الأمر، في ظل ما يقال عن احتمال نشوب منافسة على صعيد هندسة الجينومات.