سان خوسيه: عندما نتحدث عن جزيرة برمودا لا يخطر في البال إلا الخوف من المثلث الذي يتجنبه الكثيرون. فعبر التاريخ غرقت فيه عدة بواخر حربية ومدنية واختفت عشرات الطائرات لأسباب لا تزال مجهولة إلى اليوم.

وبرمودا ارخبيل مشكل من 320 جزيرة من الشعاب المرجانية في المحيط الاطلسي لكن المأهولة منها لا يتعدى الـ20 جزيرة أي ان مساحة لا تتعدى الـ51 كلم مربع يسكنها ما يقارب من 65 الف نسمة، وهي تابعة لأقاليم ما وراء البحار البريطانية وعاصمتها هملتون. 

وتعتمد برمودا في جذب السياح على طبيعتها الرائعة وعملت في السنوات الأخيرة على تحسين مرافقها الحيوية كي توفر للسائح أفضل وسائل التنقل وأحسن أماكن التسلية وأجمل المنتجعات في أحضان الطبيعة وكل ما يسعى اليه من الاسترخاء والراحة للتمتع باجازته. 

مياه مثالية لهواة ركوب الأمواج

عدا عن ذلك فان مياهها تتأثر بالتيارات الاتية من الخليج ما يجعلها مكانا مناسبا جدا لهواة ركوب الأمواج وتنافس مياهها أعذب المياه في كل المنطقة الكاريبية التي تتمتع بصفائها وجمال أعماقها حيث الصخور المرجانية الرائعة الالوان اضافة الى شواطئها ذات الرمال الوردية فيعيش السائح طبيعة غير عادية يزيد سحرها الغابات الاستوائية الصغيرة.

ويمكن للسائح ممارسة الكثير من أنواع الرياضات بالاخص الغولف، فمع ان مساحة الجزيرة قليلة لكن فيها ثمانية ملاعب للغولف معظمها ملك خاص، وتقام فيها أشهر المباريات لذا تعتبر منتجعا للسياح الأغنياء ومعظمهم من الولايات المتحدة، إضافة الى رياضة الغوص، ويأتيها بعض المغامرين للبحث عن كنوز في خزائن حطام المئات من السفن التي يقال بانها غرقت خلال حروب القرون الماضية.

فن العمارة البريطانية

ومن المعالم الأثرية التي تفخر بها برمودا القلاع التي بناها البريطانيون عندما احتلوها في القرون الماضية وبالاخص في القرن الـ19 إضافة الى البيوت حيث كانت الهندسة المعمارية البريطانية في أوج شهرتها، منها اقدم منزل في حي القديس جورج وبيت المفوضية يضاف الى ذلك حديقتها التي تضم أغرب أنواع الأزهار والأشجار والنباتات التي اتى بها البحارة من كل العالم وتوفقوا فيها ناهيك عن مركز البحوث في أعماق مياه البحر ومغاور الكريستال.

ويتدفق السياح لمشاهدة اكواريوم برمودا الذي يعيش مختلف أنواع من الأسماك غريبة الشكل. ونفس الحال في متحف برمودا للحيوانات المائية والدلافين حيث تقام العروض على مدار الساعة تقريبا. 

والكثير من السياح سمعوا او شاهدوا أفلام رعب عن مثلث برمودا لذا يأتون إليها بهدف إشباع فضولهم والسعي للاقتراب من المكان الذي يشكل المثلث، وعليه تنظم شركات السياحة رحلات بحرية الى هناك، لكن سلطات الجزيرة تمنع الاقتراب كثيرا منه حرصا على حياتهم على الرغم من ان سكان برمودا لا يؤمنون بالخرافات التي تطلق وبان هناك قوة خارقة غير مرئية بل يعيدون هذه الحوادث الى التغييرات المناخية في هذه النقطة بالتحديد من المحيط الاطلسي.

مناخ استوائي

ومناخ برمودا شبه الاستوائي يوفر لها الامكانية للتنوع الزراعي منها زراعة الازهار المختلفة كالزنبق وهذا سمح لها بانشاء مصانع صغيرة لتجهيز العطور ومستحضرات التجميل وبعض الأدوية التي تعتمد على الأعشاب.

وتتميز برمودا بكثرة مطاعمها الدولية حتى ان السائح يقع في حيرة، هل يختار الاكل الايطالي ام الفرنسي ام البريطاني ام الهندي ام الشرقي. ومقارنة مع بلدان سياحية اخرى تعتبر برمودا منطقة للسياح المميزين لان الاسعار فيها مرتفعة جدا.

ففيها فنادق فخمة وشقق وفيلات إيجارها باهظ، لذا يقصدها عامة الأغنياء بالاخص من الولايات المتحدة والشخصيات المشهورة. إضافة الى ذلك فان الفرد الواحد يتمتع بمستوى معيشي جيد فنسبة البطالة العمالية في برمودا تكاد تذكر، وتخصص الحكومة أكثر من 80 في المائة من ميزانيتها للتعليم والتأهيل إضافة الى الخدمات الاجتماعية. ورغم عدد سكانها القليل لكن فيها وحدة مكونة من 700 مسلحة ومسلح يقومون بحراسة المراكز الحساسة والمباني الحكومية.