ابتداء بالقمصان الشبابية و مرورا بالفساتين و الجلابيات وانتهاء بالحقائب والأحذية ، تجد هذه الملبوسات المزخرفة بالخط العربي والكوفي، رواجا بين الشباب والشابات بالسعودية، والذين وجدوا فيها تذكيرا بهويتهم العربية ، وبديلا للملبوسات المزركشة بالكلمات الأجنبية الغير مفهومة .

 وتعتمد هذه الملبوسات على فن "التيبوغرافي" وهو ما يعرف بفن التشكيل بواسطة الحروف، بحسب ما أوضح خالد الغامدي ، احد مصممي هذه الملابس، والذي أشار في حديثه لـ "إيلاف" إن هذا الفن بدأ في الظهور للتفنن ‏باللغة الإنجليزية عبر الطباعة على الألواح وكراسات الرسم إلى أن تطور إلى الملابس، ثم تدريجيًا بدأ دخوله على العالم العربي ومحاكاته وتطبيقه على اللغة العربية 

‏‎وقال الغامدي، إن هناك اهتمام لهذا النوع من الملابس من الشباب والفتيات بالسعودية ، حيث دخل هذا الفن إلى تيشرتات الشباب و أيضا إلى الفساتين والجلابيات والحقائب والأحذية وغيرها من الملبوسات التي تهتم ‏المرأة بلبسها وحصد رواجا كبيرا ، مبينا إن الأحرف التي تطبع تكون عبارة عن كلمات لأبيات شعر ومقولات من حكمة أو ‏قصائد وعبارات تكتب بشكل بطريقة زخرفية معينة.

أزياء ذات رسالة

من جهته ، قال وليد العمودي مالك شركة ملابس عربية، إن الفكرة كانت نابعة من الاحتياج لبديل عن الملابس والتيشيرات ذات الكلمات الأجنبية ، ثم تطورت الفكرة إلى أن أصبحت ماركة تجاوزت التيشيرات لتصل مرحلة الفساتين والحقائب ، مشيرا في حديثه لـ "إيلاف" إن كل كلمة تكتب في هذه الملابس تدرس بعناية، فهو ليس مجرد تصميم على قطعة ملابس وإنما رسالة يحملها الشباب ويتحركون فيها بين الناس.

و قال العمودي ، أن هذا الفن لم تقتصر على طباعة الأحرف العربية، بل امتد أيضا إلي الرموز العربية التي لا نهاية لأشكالها وتصميماتها، كالدلة والقهوة والصحراء والنخلة والبرقع و الواحة والمشاهير، وغيرها من الوجوه المستوحاة من تفاصيل البيئة العربية والتي من شأنها أن تساهم في تذكير الشباب والفتيات ببيئتهم وتسترجع الإحساس بهويتهم السعودية العربية.

تجدر الإشارة، إلى أن ظاهرة الكتابة باللغة العربية على الملابس، ظهرت لأول مرة إبان أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث برزت موضة ملابس مكتوب عبارات تدافع الرسول باللغتين العربية والإنجليزية، لكنها كانت أعمال غير ربحية، وتدريجيا تحولت الظاهرة إلى مشاريع تجارية صنعت أزياء واكسسوارات بالخط الكوفي والرقعة والنسخ والعثماني والعربي.