بلقيس دارغوث: كان الرئيس الأميركي جون كينيدي هو صاحب المبادرة للتوقف عن ارتداء القبعات، بعدما امتنع عن ارتدائها أثناء حملته الانتخابية، وها هي أزياء الرجال تبدأ "حركة انقلابية" جديدة على ربطة العنق يقود لوائها النواب البريطانيون من جهة بمواجهة "ستايل" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لا يحظى باستحسان كبير لدى خبراء الموضة والأزياء.

إذ هدد إعلان رئيس مجلس العموم البريطاني قبل عدة أيام ببقائها عنواناً للغطلالة الرسمية العريقة بعد أكثر من قرن على اعتمادها، وذلك إثر سماحه للنواب بالتحدث على المنصة بلا ربطة عنق، ليصبح زي أعضاء مجلس العموم أو النواب أكثر تحررا من إطلالات أعضاء نوادي عريقة محيطة بالمجلس نفسه، والتي تفرض معايير عالية لدخولها.

فهل تسلك ربطات العنق مصير القبعة؟

هذه الصيحة بدأها رئيس الوزراء السابق دايفيد كاميرون، ولكن خارج المجلس، إذ شوهد أكثر من مرة بلا ربطة عنق مع فتح اول زر للقميص ورفع الكميْن. أراد بهذا عكس صورة الرجل العادي والمرتاح مع نفسه وزيه بدلا من اعتماد إطلالة رسمية جدية للتقرب من الشارع والواقع البريطاني.

وعلى الجانب من المحيط الأطلسي، كان السياسيون الأميركيون يتنهجون النهج نفسه منذ العام 2012.

خبراء في الموضة اعتبروا أن التخلي عن ربطة العنق هو تخلٍ عن التفرد والتميز، لأنه بهذا التصرف تصبح جميع البدلات موحدة اللون ومثلها القمصان، إلا ان ربطة العنق كانت اللون الثالث المميز، والتي عبرت عن تيارات صاحبها حيناً ومزاجه حيناً آخر.

ويعود تاريخ ربطة العنق إلى القرن السابع عشر، عندما استبدل الفرنسيون المناديل الملونة والمربوطة إلى ما نعرفه اليوم بالـ "غرافات". واكتسبت شهرة واسعة في أوائل القرن العشرين بعد الحرب العالمية الاولى عندما استبدل الجنود ربطة العنق المثلثة بتلك الطويلة، كنوع من التميز عن الزي العسكري.

ثم انتشرت هذه الموضة في أميركا على يد الأخوين بروكس، اللذيْن تخصصا في صناعة تصاميم هذه الربطات للأثرياء ورجال الأعمال. وميزوا الربطة البريطانية عن الأميركية باتجاه الخطوط المائلة، فالبريطانية تميل من اليمين إلى اليسار، والاميركية من اليسار إلى اليمين.

اما ستايل الرئيس الأميركي، فيعكس إلى حد كبير ذوق الرجال التقليديين فترامب متمسك جداً برطة عنقه، وبجاكيت بدلته الطويلة جدا، الامر الذي دقع بالعديدين إلى تحدي "خطه" في الموضة.

وبين تمسك ترامب بالربطة وبداية انقلاب البريطانيين عليها، تشهد الأيام معركة كباش الأيدي من جانبي الأطلسي، بانتظار انتصار أحدهما.

"إيلاف" أعدت المادة بتصرف نقلا عن الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/fashion/2017/jul/05/are-trump-and-british-mps-hastening-the-death-of-the-tie