إيلاف- متابعة: لم يعد خافيا على أحد ان رصيد الاعلام يصب لصالح الصحافة الالكترونية حتى وصلت الى مرحلة باتت تهدد الصحف الورقية من مغرب الأرض الى مشرقها. 
أضف الى ان كثير من المحللين يعتبرون ان الصحف الورقية هي في مرحلة موت سريري.

في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي توجهنا بسؤال القراء حول الوسيلة المتبعة لتلقي الخبر، فكانت الغلبة للمواقع الالكترونية.
وجاء السؤال والنتيجة كالتالي:
عبر أي وسيلة إعلامية تتابع الأخبار اليومية؟ 
- مواقع التواصل الاجتماعي 11.11% 
- الصحافة الالكترونية 69.12% 
- التلفزيون 12.75

وان دلت النتائج فهي تدل على ن مواقع التواصل الاجتماعي لم ترقى الى مستوى الوسيلة الخبرية بالنسبة للقارئ فهي تبقى منبرا للتواصل الاجتماعي وحلقات للنقاش السياسي وغيره، أما التلفزيون فأصبح تلك النافذة الترفيهية التي تسلي المشاهد وتجذبه غالبا عبر برامج المسابقات وتلفزيون الواقع والمباريات الغنائية وغيرها.

وإذا ما عدنا على الوسيلة الأكثر رواجا لتتبع الخبر لا تزال الصحافة الالكترونية في طليعة الوسائل الاعلامية التي يقصدها المتلقي. ففي لحظة ما ومكان ما يتحول الحدث عادة الى خبر عاجل تتناقله المواقع الاخبارية بسرعة حتى باتت تطرق شاشاتنا الذكية دون استئذان أو محاولة للبحث عنها . وهو واقع أصبح يهدد أهمية ومستقبل الخبر في الصحف الورقية.

وتعددت الدراسات في السنوات الأخيرة حول سطوع نجم الصحافة الالكترونية وتأثيرها على الورقية. كما تنوعت الآراء حول أهمية الوسيلتين في إيصال الخبر، ففريق يرى أن التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والإعلام سيكون السبب في اختفاء الصحف الورقية مستقبلاً. وفريق آخر يعتبرأنّ الصحف الورقية سوف تشهد تطوراً كبيراً مستقبلاً مما يجعل منها وسيلة إعلامية لها دورا كبيرا في مختلف مجالات الحياة، رغم التطور الكبير الذي شهدته الصحافة الإلكترونية على مستوى الشكل والمضمون. 

ورأت دراسات سابقة ان عدد متتبعي الصحف الإلكترونية في ازدياد مستمر، ويوضِّح تقرير صدر عن مركز بيو للأبحاث مؤخرًا تناول تحديات الصحافة الورقية والإلكترونية ومستقبلها، أن مزيدًا من الأمريكيين يتجهون إلى الإنترنت لمعرفة الأخبار، في مقابل انخفاض قراء الصحف المطبوعة أو الورقية.

الثورة الذكية لعبت دورها 

وإذا ما ألقينا نظرة على أهمية الأجهزة الذكية في تعزيز دور الصحف الالكترونية لوجدنا ان الثورة الذكية عززت دور الصحف الالكترونية وسهلت تصفحها، ففي وقت كنا نحتاج الى أجهزة الكمبيوتر لتصحف الأخبار الكترونيا، أصبح بامكاننا تتبع الخبر في أي مكان أو زمان وجدنا فيه. فلم يعد العامل الزمني او الجغرافي عائقا أمام الوصول الى المعلومة.
وأضف الى ذلك ميزة تضمين الخبر مقطع فيديو ما يجعل من تغطيته ذات أهمية وميزة لا توجد في الاعلام المكتوب. ناهيك عن تفاعل القارئ المباشر مع الخبر 

أرقام 
ونتيجة لذلك وقبل فترة يسيرة، أعلنت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" عن إيقاف نسختها الورقية نهائيًّا (بعد انخفاضها إلى 200 ألف نسخة)، والاكتفاء بنسختها الإلكترونية (التي يتجاوز زوَّارها المليون قارئ)، أما صحيفة اللوموند الفرنسية، فوصلت إلى حافَة الإفلاس؛ (حيث وصلت ديونها إلى 150 مليون يورو العام الماضي)، في حين تحقق نسختها الإلكترونية نجاحات متواصلة بين الشعوب الناطقة بالفرنسية.

ولولا دخل الإعلانات المرتفع في هذه الصحيفة "الرياض السعودية"، لتوقفت بدورها كونها توزِّع 260ألف نسخة ورقية مقابل 1,200,000زائر يومي لنسختها الإلكترونية. وليس آخرها توقف جريدة السفير العريقة في لبنان عن الاصدار وتعلعل صحف ورقية أخرى ووقوعها في أزمات مالية أثقلت كاهلها منها صحيفة النهار العريقة. 

لماذا تشتري الجريدة 

ومما لا شك فان العامل الاقتصادي يلعب دوره في عزوف القارئ عن شراء الصحف الورقية في وقت يستطيع تصفح الخبر بشكل شبه مجاني وفي أي وقت يرتقيه . ورأت احدى الدراسات الأميركية أن حوالى نصف القراء يشترون الصحيفة لقراءة الأخبار المحلية في مدينتهم، و21% يشترونها بسبب الكوبونات الموزعة معها للحصول على خصم عند شراء سلع من المحلات التجارية المعلنة في تلك الصحيفة، و14% يريدون قراءة الأخبار الوطنية أو الدولية و7% بسبب العادة، و3% يريدون معرفة الوفيات، وفقط 2% يشترونها لقراءة الأعمدة والتعليقات. أما الـ 7% الباقية فهي مجموعة أسباب أخرى متفرقة. لكن دراسة أخرى وجدت أن الصحافة الورقية تعاني من نقص الإعلانات والدخل، وتراجع في التوزيع والأعداد المباعة، وارتفاع في التكاليف، ما يرسم صورة قاتمة لمستقبلها.