إيلاف من لندن: توصلت دراسة جديدة الى ان سبب شيخوخة البشر ليس اندثار اعضاء الجسم واستهلاكها بمرور الزمن وانما عمليات بيولوجية كانت مفيدة لكنها لا تتوقف بعد انتهاء دورها المفيد.

وقال العلماء الذي أجروا الدراسة من كلية لندن الجامعية وجامعة لانكستر وجامعة الملكة ماري في لندن ان برامج جينية كانت مفيدة ذات يوم تستمر في العمل بلا جدوى في فترة لاحقة من الحياة مؤدية الى امراض ترتبط بالشيخوخة.

وعلى سبيل المثال ان الأُم حين تُرضع طفلها من الثدي يؤخذ الكالسيوم من عظامها لتقوية حليبها ولكن استمرار هذه العملية بعد انتفاء الحاجة اليها في مرحلة لاحقة من الحياة يمكن ان يؤدي الى الاصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل وتكلس الأوعية الدموية، الأمر الذي يزيد خطر الاصابة بمرض القلب.

ويصح الشيء نفسه على ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون المفيد لزيادة عدد الحيوانات المنوية في المراحل الأولى من حياة الرجل ولكنه يصبح مصدر ضرر لاحقاً، كما أوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلات علمية وعلى موقع كلية لندن الجامعية.

والمعروف ان الهَرَم، وهو تضافر مجموعة عمليات خلل في الوظائف البيولوجية، يشكل السبب الرئيسي للمرض والوفاة في انحاء العالم لأنه يؤدي الى الخرف والسرطان وامراض القلب والأوعية الدموية والانسداد الرئوي المزمن ولكن التحدي الذي واجه العلماء يتمثل في معرفة اسباب هذا الهرم.

لذلك ركز الباحثون على اكتشاف المبادئ الأساسية للشيخوخة بدراسة مخلوقات بسيطة مثل دودة الربداء الأنيقة وهي دودة خيطية تعتاش على الفواكه وتموت بسبب الشيخوخة بعد اسبوعين أو ثلاثة اسابيع.

وقال البروفيسور ديفيد جيمز رئيس فريق الباحثين من كلية لندن الجامعية "ان اكتشاف اسباب الشيخوخة في هذه المخلوقات الصغيرة يمكن أن يوفر المفتاح لفهم شيخوخة البشر ومصدر الأمراض التي تحدث في مراحل لاحقة من الحياة".

ولاحظت الدكتورة مارينا ايزكورا عضو فريق الباحثين ان الجينات التي تقف وراء عمليات الشيخوخة المدمرة في هذه الديدان تتحكم بالعمر الذي تعيشه الثدييات ايضاً ولذلك "نحن نعتقد ان النتائج تصح على البشر وتؤشر نقلة منهجية حقيقية في فهمنا للشيخوخة".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع كلية لندن الجامعية. الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.ucl.ac.uk/news/news-articles/0818/090818-genes-drive-ageing