جانب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية
AFP
جانب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية

ناقشت صحف عربية اليوم التطورات بين لبنان وإسرائيل بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي انطلاق عملية عسكرية على الحدودِ الشماليةِ، تستهدف كشف ما يُقال إنه أنفاق تحفرها جماعة "حزب الله" إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

وكان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، جبران باسيل، قد وجه تعليمات إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى ضد إسرائيل، في ظل ما وصفه بقيام إسرائيل ﺑ"حملةٍ دبلوماسية وسياسية ضد لبنان تمهيداً لشن اعتداءات عليه".

"قدرة ردع فتاكة"

يشير موقع "التيار الوطني الحر" اللبناني إلى تحذير إسرائيل للبنان بأنه "تحذيرٌ جدي"، ويقول إن "كُلّاً من واشنطن وباريس ولندن وموسكو، بدأت اتصالاتها مع إسرائيل داعيةً إيّاها الى ضبطِ النفس وعدمِ الانتقال من مرحلةِ ̕ضبطِ الأنفاق̔ داخل الأراضي الإسرائيلية إلى اعتداءٍ على لبنان".

من جهته، يقول راجح الخوري في "النهار" اللبنانية إن الأنفاق "تبتلع" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويضيف الخوري "بنيامين نتنياهو يتعلّم من دروس جبران باسيل ويسابقه، فها هو يسارع الى دعوة السفراء الأجانب لمرافقته في جولة على ما يقول إنه أنفاق حفرها حزب الله من لبنان الى فلسطين المحتلة".

ويرى عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية أن التزام حزب الله الصمت تجاه إطلاق إسرائيل عملية "درع الشمال" هو "أكثر ما يثير غيظ الإسرائيليين".

ويقول عطوان "لا نعتقد أنّ بنيامين نتنياهو الذي لا يوجد في تاريخه السياسي أنه خاض حرباً واحدةً رئيسيّةً وانتصَر فيها.. أنه يجرؤ على فتحِ جبهة الشمال وإشعال فتيل الحرب مع حِزب الله".

ويضيف "قدرة الرّدع الهائلة التي يملكها حِزب الله ما زالت قويّةً وفتاكةً، والأكثَر من ذلك أنها تنمو وتتطوَّر وعصبها الرئيسي 150 ألف صاروخ".

"احتمالات نشوب حرب"

وتتساءلُ نور نعمة في "الديار" اللبنانية: "هل اقتربت المواجهة بين حزبِ الله وإسرائيل؟".

وتقول "منذ أن تغلغل صقور اليمين في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم جون بولتون المتشدد الذي لا يؤمن إلا بمنطق الحرب، واستقرارُ لبنان باتَ مهدداً. ومع هذا المسار ليس أمراً مستغرباً أن تُصعِّد إسرائيل لهجتها تجاهَ حزبِ الله وتهددُ بشنِ حربٍ عنيفة على مواقعِه ومراكز إيرانية في لبنان وليس بأمر غير متوقع أن ترتفع احتمالات نشوب حربٍ بين حزبِ الله وإسرائيل على الحدودِ الجنوبيةِ اللبنانية".

أما خير الله خير الله، فيحذر في "العرب" اللندنية من احتمالية "إلحاق أضرار كبيرة بلبنان".

ويقول خير الله "ما الذي يجعل حزب الله يحفر أنفاقاً بين لبنان وإسرائيل؟ هل يُعتقد أن حرباً لبنانية - إسرائيلية يمكن ان تنتهي بانتصار يزيل الكيان الصهيوني من الوجود أم كلّ ما في الأمر أن إيران تريد توجيه رسالة إلى العالم فحواها أن لبنان ورقة من أوراقها تستطيع استخدامها كما تشاء وكيفما تشاء وأن القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن في أعقاب حرب صيف 2006 آخر همّ لديها؟".

ويضيف "يستطيع حزب الله حفر أنفاق قدر ما يشاء. يستطيع تطوير صواريخه إلى ما لا نهاية. لن يفيد ذلك إيران في شيء. كلّ ما يستطيع عمله هو إلحاق مزيد من الخسائر بشيعة لبنان الذين راهن قسم كبير عليه في الماضي".

وترى رندة حيدر في "العربي الجديد" اللندنية أن حزب الله "يحاول فرض قواعد جديدة على اللعبة السياسية اللبنانية، مستغلاً نتائج الانتخابات البرلمانية أخيرا التي كانت لصالحه".

وتقول "كيف سيدير حزب الله معركته الداخلية في لبنان ضد خصومه السياسيين، في ظل التهديدات الإسرائيلية أخيراً؟ عادةً كان الحزب يسعى إلى إيجاد إجماع لبناني حوله في كل مرة تهدّد إسرائيل لبنان، ويصور نفسه درعاً للبنان الذي يحمي البلد من إسرائيل. لكن في الوقت الذي يضع الحزب درعه هذا في خدمة حلفائه من اللبنانيين ضد فئة أخرى منهم، في معسكر خصومه السياسيين، أصبحت حقيقة الدرع الحامي للسلامة لبنان موضع تساؤل".