نجح باحثون فرنسيون في القضاء على خلايا مصابة بفيروس نقص المناعة بعد اختراقه وتدميره من خلال تقنية جديدة. فيما يأمل الباحثون قريباً في صناعة دواء يمكنه أن يعالج المصابين بالفيروس القاتل.

وأجرى الباحثون بمعهد باستور الفرنسي تجربة علمية نشرتها مجلة "سيل ميتابوليزم" الطبية، أكدت أن الخلايا المناعية التي تعرف باسم "سي دي 4" تعتبر الهدف و "المخزن" الرئيسي لفيروس نقص المناعة المكتسبة.

وفقا للباحثين قد يساهم هذا الكشف الجديد في القضاء على الفيروس القاتل من خلال مهاجمة تلك الخلايا ليتم إنهاء معاناة الملايين من الناس حول العالم الذين يكتفون بالحصول على علاجات تساعدهم على التعايش مع المرض لأطول فترة ممكنة دون التخلص منه نهائيا.

وقال الباحث ساييز سيريون، المشرف على التجربة إنه "بفضل الانزيمات الأيضية يمكن تدمير الخلايا المصابة خارج الجسم. وقد لاحظنا أن إصابة خلايا الجسم تتوقف بفضل مثبطات التمثيل الغذائي"، نقلاً عن الموقع الإخباري الألماني "إن فرانكن".

وفيروس نقص المناعة عندما يصيب الجسم يستهدف بشكل دقيق الخلايا المطلوبة لتحفيز استجابة الجسم المناعية لأي عدوى، ويغزو على وجه التحديد خلايا (CD4T)، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، ويخضع حينها لمصيرين، إما الاندماج معها في حال تكاثرية مما يؤدي إلى إنتاج المئات من النسخ الفيروسية المعدية التي تسيطر على الحمض النووي الخاص بالخلية، أو الاندماج في حال كامنة ولا ينتج نسخا منه.

وتفيد آخر بيانات منظمة الصحة العالمية بأنّ نحو 37 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع فيروس نقص المناعة المعروف اختصارا باسم "إتش آي في"، في حين أنّ 9.4 ملايين شخص لا يعرفون أنّهم مصابون به، و1.8 مليون شخص أصيبوا به في عام 2017. وتكمن الخطورة خصوصاً، في أنّ عدم إدراك الأشخاص المصابين بأنّهم كذلك، يوسّع مجال نقل العدوى إلى آخرين.&

يرى البروفسور في الأمراض المعدية ينس لوندغرين في المستشفى الملكي الوطني في كوبنهاغن أنّ الأرقام التي تنذر بالخطر ليست تلك المعروفة، بل تلك غير المعروفة. فثمّة كثيرون لا يدركون أنّهم مصابون بالفيروس. ويقدّر لوندغرين المشارك في إعداد تقرير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها والمكتب الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، أنّ "عدد الإصابات المسجّلة في العام الماضي الذي أشير إليه بـ130 ألف إصابة، قد يكون بالفعل ضعفَيه بسبب الأشخاص الذين التقطوا العدوى من دون أن يتمّ تشخيصهم".&