أشارت دراسة في جامعة هارفارد وجامعات أمريكية أخرى أن الطقس الحار يؤثر سلبا على أداء الطلبة في الامتحانات.

ويقول الباحثون إن هناك "علاقة قوية" بين ارتفاع درجات الحرارة وتدني أداء الطلبة في المدارس. وبين تحليل نتائج 10 ملايين طالب في المدارس الثانوية الأمريكية خلال 13 عاما أن الطقس له تأثير سلبي على أداء الطلبة.

وتنصح الدراسة بتوسيع استعمال مكيفات الهواء في المدارس للتخفيف من تأثير الحرارة.

موجات حرارة

ويشتكي الطلبة الذين يشاركون في الامتحانات صيفا كثيرا من الحرارة، ويقولون إنها كانت عائقا لهم. وتعد هذه الدراسة، التي أشرف عليها أكاديميون من هارفارد وجامعة كاليفورينا وجامعة جيورجيا، أول دليل على أن ارتفاع درجة الحرارة يقابله هبوط أداء الطلبة في الامتحانات.

وفحص الباحثون أداء الطلبة في مختلف الامتحانات عبر السنوات من 2001 إلى 2004 في الظروف المناخية المختلفة بالولايات المتحدة.

وخلصت الدراسة، التي نشرها مكتب الدراسات الاقتصادية الأمريكية، إلى أن الطلبة يسجلون نتائج سيئة في الظروف المناخية الحارة، وتكون نتائجهم أحسن إذا كان الطقس لطيفا. وينطبق هذا على مختلف أنواع المناخ، سواء في الولايات الباردة شمالا أو تلك الأكثر حرارة جنوبا.

ولاحظ الباحثون أن كل ارتفاع في درجة الحرارة بقيمة 0.55 درجة مئوية يقابله هبوط في الاستيعاب بنسبة 1 في المئة.

ويبدأ التأثير السلبي، حسب الدراسة، كلما ارتفعت الحرارة فوق 21 درجة مئوية. ويتسارع عندما تتجاوز 32 درجة مئوية. ويزداد تأثير الحرارة أكثر على الاستيعاب إذا بلغت 38 درجة مئوية.

الحرارة
Getty Images
الباحثون ينصحون بمكيفات الهواء في المدارس

مكيفات الهواء

وخلصت الدراسة أيضا إلى أن تأثير الحرارة أكبر على العائلات ذات الدخل الضعيف وعلى الطلبة من الأقليات العرقية.

وأوصت الدراسة أن تتدخل العائلات الثرية والمدارس في الأحياء الفقيرة لمعالجة تأخر الطلبة في الدراسة بتوفير دروس دعم للطلبة لسد هذا التأخر. ولكنها قالت إن "الحل البسيط" هو توفير مكيفات الهواء للعائلات الكبيرة والمدارس التي فيها عدد كبير من الطلبة.

يؤكد الأستاذ، جوشوا غودمان، من جامعة هارفارد وفريق الباحثين معه إن "تأثر الحرارة السلبي" هو سبب تدني أداء الطلبة في الامتحانات. ويقول إن الطلبة يجدون صعوبة في التركيز في الحرارة المرتفعة.

ويقول إن نتاءج الدراسة تطرح تساؤلات أكبر بشأن احتمال تأثير تغير المناخ على المدارس وأداء الطلبة فيها. وكشفت الدراسة أن الولايات الشمالية مثل ماساتشوستس يسجل الطلبة فيها نتائج جيدة الامتحانات الدولية، التي تختبر قدرات الطلبة في القراءة والرياضيات والعلوم.

أما الولايات الجنوبية مثل ألاباما وميسيسيبي فيسجل الطلبة فيها نتائج أدنى من المستوى الأوروبي وأقرب إلى المستوى في تركيا والمكسيك. ويرى الباحثون أن هذا الأمر يؤثر على أداء الطلبة من الأقليات العرقية مثل السود والناطقين بالإسبانية الذين يتركز أغلبهم في الولايات الحارة.

وتؤكد الدراسة أن تاثير الحرارة يساهم بنسبة 13 في المئة في تباين أداء الطلبة بين المجموعات العرقية في الولايات المتحدة. ويريد الباحثون، حسب غودمان، دراسة تأثير الحرارة على مجموعة معينة من الطلبة وتبعاته على المدى الطويل لمعرفة ما إذا كان الطلبة الذين يشاركون في الامتحان في طقس حار سيرسبون في الامتحان ويضيعون فرصة دخول الجامعة.

ويقول غودمان إن السياسيين والأولياء "قللوا من شأن تأثير الحرارة على المدارسة والأقسام المكتظة بالطلبة، أما الأستاذة والطلبة فيعرفون المشكلة لأنهم يعيشونه يوميا".