تقول وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إنها قلقة لكنها تأمل في نجاة المركبة المتجولة على المريخ من العاصفة الترابية التي يتعرض لها الكوكب الأحمر.

وتحولت المركبة المعروفة باسم "أوبورتيونتي"، التي أطلقت منذ أكثر من 14 عاما، إلى وضع الطوارئ لعدم كفاية ضوء الشمس الواصل إلى ألواحها الشمسية لتشغيل الأنظمة المثبتة على سطحها.

وانقطعت جميع الاتصالات بالمركبة نهاية هذا الأسبوع.

ويُرجح أن يكون الجزء الوحيد من المركبة الذي يمكنه استهلاك طاقة البطارية هو الساعة.

ويتوقع العلماء أن المركبة الفضائية تستخدم في الوقت الحالي هذه الساعة لإيقاظ نفسها دوريا للتحقق مما إذا كانت السماء قد صفت أم لا.

وقال جون كالاس، مدير مشروع أوبورتيونتي في مختبر الدفع النفاث في وكالة ناسا، إنه "أمر مقلق؛ فالفريق يضع آمالا كبيرة على هذه المركبة".

تحدٍ صعب

وعلى الرغم من ذلك، أذهل الروبوت الشجاع مهندسي المشروع بالفعل.

وتمكنت المركبة من الاستمرار في الدحرجة على الرغم من أنها تقوم بذلك الآن في الاتجاه المعاكس. وتضرر الذراع التي تستخدمه في وضع الآلات بجوار الصخور لاختبارها.

لكن العاصفة الترابية التي تغطي في الوقت الحالي ربع كوكب المريخ تقريبا حولت النهار إلى ليل في موقع المركبة.

ويقول فريق الباحثين في المشروع إن حالة الطقس الحالية هي أسوأ حالة طقس على الإطلاق تُسجل على الكوكب.

وستتمكن أوبورتيونتي في الغالب من توليد طاقة تتجاوز أكثر من 600 واط في الساعة من خلال لوحاتها المثبتة على متنها في هذا الوقت من السنة المريخية، وهو الوقت الذي تدخل فيه محطتها صيف نصف الكرة الشمالي.

وأشار آخر قياس للطاقة عن بعد الذي تجريه الأجهزة المثبتة أسفل المركبة إلى أن المعدل انخفض إلى 22 واط في الساعة.

وتحتوي أوبورتيونتي على سخانات تعمل بالنظائر المشعة، لذلك ينبغي ألا تتعرض أجهزتها الإلكترونية لأي ضرر في حالة وصول وضع الطاقة لمستويات قريبة من الصفر. لكن، إذا فرغت البطاريات وتوقفت الساعة الرئيسية أيضا فسيعتمد الروبوت على وضع أكثر تعقيدا لإعادة تشغيلها.

وتعتبر الساعة بمثابة مشغل ضوئي يستجيب إلى ضوء الشمس الأسطع الذي يظهر مع تبدد العاصفة.

وقال جيم واتزين، مدير برنامج استكشاف المريخ في ناسا: "نتمنى جميعا النجاة للمركبة أوبورتيونتي".

وأضاف: "كما تعلمون أنها مركبة فريدة من نوعها. بقاؤها هذه المدة الطويلة أطلعنا على الكثير على سطح المريخ. لكن بغض النظر عن كيفية انتهاء الأمر، فقد أثبتت هذه المركبة الصغيرة أنها استثمار لا يقدر بثمن، كما زادت من قدرتنا على استكشاف الكوكب الأحمر".

رقم قياسي

وحققت أوبورتيونتي رقما قياسيا كأكثر المركبات سفرا على أي كوكب، إذ تمكنت من السير قرابة 45 كيلومترا.

وكشفت الأبحاث الاستكشافية للمركبة كثيرا من الأدلة التي تشير إلى وجود بيئات قديمة على المريخ تميزت بوجود مياه سائلة وفيرة، وهي الإشارات التي سمحت للعلماء ببناء صورة أفضل لإمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر.

وكانت أوبورتيونتي تستكشف وادي الثبات (Perseverance Valley) الواقع على الحافة الغربية من حفرة إنديفور قبل أن تتسبب العاصفة في إطفائها.

وكانت المركبة تحاول تحديد ما إذا كان بالوادي آثار للمياه أو التعرية التي تسببها الرياح.

ولم تتأثر المركبة "كيوريوسيتي" المتجولة، التي قطعت نصف المسافة حول الكوكب، بالعاصفة بنفس الطريقة.

وتمتلك كيوريوسيتي مصدرا ضخما من الطاقة النووية، لذلك لا تعتمد على الألواح الشمسية. ومع ذلك ترسل صورا مهمة عن درجة عتامة السماء، ما يساعد العلماء على رصد الظروف الحالية وسبل تطورها.