مشجعو الإمارات رشقوا اللاعبين القطريين بالنعال والزجاجات المياه
AFP
مشجعو الإمارات رشقوا اللاعبين القطريين بالنعال والزجاجات المياه

ناقشت صحف عربية عواقب فوز قطر على الإمارات في بطولة كأس أسيا لكرة القدم التي تستضيفها أبو ظبي.

وكان المنتخب القطري قد تأهل إلى نهائي الكأس بعد فوزه على الإمارات بنتيجة 4-0، في أول مباراة بينهما منذ قطع العلاقات بين البلدين في عام 2017.

كما رشق الجمهور الإماراتي لاعبي قطر بزجاجات المياه الفارغة والأحذية أثناء المباراة، مما تسبب في موجة من الغضب بين كثير من مشجعي كرة القدم.

أفعال "مسيئة للإمارات والإماراتيين"

وتعليقا على مشهد رمي الجمهور لاعبي قطر بالأحذية، تقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها "أدّت طرق التأجيج السياسية المتبعة ضد قطر إلى ارتكاب (أفعال) مسيئة للإمارات والإماراتيين".

وتضيف القدس "تأتي هذه المباراة و(عواقبها) الكثيرة خلال ما يسمّى في الإمارات بـ'سنة التسامح'، التي ستستضيف فيها أبو ظبي شخصيات من الأديان (كافة)، بمن فيهم البابا فرنسيس، عن الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر من مصر، وكذلك رجال دين هندوس وبوذيون ويهود".

وتضيف الصحيفة "سياسة التسامح الإماراتية لا تتضمن كذلك، على ما يبدو، الالتزام بمبادئ الرياضة والحفاظ على كرامة اللاعبين القطريين والجمهور الإماراتي نفسه".

الوجوم غطى وجوه المشجعين
AFP
الوجوم غطى وجوه المشجعين

كما تقول سلوى الملا في "الشرق" القطرية "الذكاء الإنساني هو أن تتحلى بروح رياضية وأخلاق عالية تجعل موقفك وتصرفك وسلوكك ذكرى وصورة خالدة تقرأ عنه وتشاهده الأجيال، لصور إيجابية وراقية تمثل وطنك وتربيتك وروحك الرياضية المتقبلة للنتيجة أيا كانت، لا أن تلجأ الجماهير في هذه اللحظة إلى شغب وتدمير، ولا أن تلجأ إلى حرق وسب وشتم وقذف أحذية ونعال أعزكم الله وقناني ماء على اللاعبين كما حصل من بعض جمهور الإمارات".

وفي "الوطن" القطرية، تقول ابتسام الحبيل "استطاع العنابي تحويل العرس الرياضي الوطنيّ بما قدمه من أداء باهر وخُلق ظاهر، والمباراة وإن شهدت أهدافاً في المرمى فقد شهدت أخلاقاً في البطولة، فهل سينسى التاريخ لاعبنا - أكرم عفيف - حين ساعد لاعب المنتخب الإماراتي على النهوض بعد سقوطه أرضاً إثر احتكاك بينهما في لفتة لقمة الأخلاق العالية أم سيتذكر التاريخ ملعباً امتلأت جنباته بالقوارير والأحذية المُلقاة على لاعبينا؟".

"انتهت المهمة"

وتجاهلت الصحف الإماراتية تماماً - في المقابل - الأحداث التي شهدتها المباراة، موجهةً انتقاداً لاذعاً للمدير الفني للمنتخب ومسؤولي الكرة في البلاد.

ويقول عصام سالم في "الاتحاد" الإماراتية "أتصور أن الخسارة الأخيرة، يجب أن تعيد صياغة كل عناصر اللعبة، حتى تستعيد الكرة الإماراتية هويتها وهيبتها، إقليمياً وقارياً ودولياً".

ويقول الكاتب "إذا كان الإيطالي زاكيروني شجاعاً عندما اعترف عقب نهاية مباراة أمس الأول أنه يتحمل مسؤولية الخسارة، وأنه آن الأوان ليقول للكرة الإماراتية «وداعاً»، فهل تعترف بقية عناصر اللعبة بالمشاركة في مسؤولية ما حدث؟ وهل لدينا رغبة حقيقية في إعادة ترتيب البيت الكروي، أم أننا سنكتفي بـ'المسكنات'؟"

قطريون يتابعون المباراة في الدوحة
AFP
قطريون يتابعون المباراة في الدوحة

ويقول محمد البادع - بالمثل - في الصحيفة ذاتها إن المدرب الإيطالي "لم يكن مقنعاً على الإطلاق، حتى وهو يحقق الفوز، وتحمل زاكيروني مسؤولية الخروج الآسيوي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة نصف النهائي، ليس مجرد تصريح «بروتوكولي»، لكنها الحقيقة، والخسارة الأخيرة وبهذا العدد من الأهداف تقع بنسبة كبيرة على المدرب، الذي لم تكن لديه حلول للتعاطي مع المباراة وتغيير دفتها".

ويضيف الكاتب "الخسارة ليست نهاية العالم ... لكن الجانب الأهم في الخسارة هو أن تساعدك على فهم ما حدث وأن تستوعب دروسها جيداً، ولاشك أن دروسنا مع المدرب الإيطالي بحاجة إلى مراجعة وإلى حساب، لندرك هل بإمكاننا أن ننتظر منه جديداً، أم أن ما رأيناه هو منتهى ما لديه، ولو كان الأمر كذلك فلا حاجة لنا إلى المزيد".

وفي مقالٍ بعنوان "انتهت المهمة" في صحيفة "البيان"، يقول محمد الجوكر "يا لها من نهاية قاسية وحزينة أصابتنا جميعاً، لم يستحق الجمهور الوفي ما حدث له ... ولكن هذه هي حال الكرة، تعطي من يعطيها، فكانت النتيجة صعبة، لم نتوقعها إطلاقاً، وحرمتنا من استكمال الحلم والتأهل للنهائي للمرة الثانية".

ويرى الجوكر أن الخروج من البطولة "يرجع لتأثر اللاعبين بالشحن الزائد قبل المباراة، وهو ما لم يتحمله اللاعبون، لأنه كان فوق طاقتهم، بجانب عدم القراءة الجيدة للجهاز الفني للفريق المنافس".

ويضيف الكاتب "علينا أن ندرس الأسباب التي أدت إلى الخروج بهذه الطريقة، فالكرة لن تتوقف، وعجلة البناء تحتاج إلى عمل وجهد، وتفكير واستراتيجيات، وخطط دائمة، تستمر مع كل مجلس يأتي ويرحل، ولا تتغير حسب الأهواء والأمزجة، كما يحدث الآن".