غزة
AFP
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في قلب مؤتمر وارسو المقبل

اهتمت صحف عربية بمؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط المقرر عقده في العاصمة البولندية يومي 13 و14 فبراير/ شباط.

ودعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى عقد المؤتمر. ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة، بينما تقول وزارة الخارجية الأمريكية إن أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر.

وانتقد معلقون المؤتمر، مشككين في أهدافه، بينما رأى آخرون أنه سيعود بالفائدة على الدول العربية في المنطقة، خاصة في مواجهة إيران.

"الفشل شبه المحتم"

يرى كمال زكارنة في "الدستور" الأردنية أن "مؤتمر وارسو يستهدف القضية الفلسطينية، وهذا يعني استهداف الأمة العربية بأسرها من المحيط إلى الخليج، لأنها قضية العرب الأولى والمركزية، وانكسارها يعني انكسار أمة وهزيمتها، وتصفيتها تعني انتزاع قلب الأمة من مكانه".

ويضيف الكاتب أن "هذا المؤتمر الذي يعتبر في رأيي الأخطر بعد سايكس بيكو ويأتي استكمالا له، يجب أن يواجه بتحرك عربي إسلامي شامل وواسع على الساحتين الإقليمية والدولية، لإبطال مفعول قراراته ومخرجاته وكل ما يصدر عنه، والعمل على عقد مؤتمر عربي إسلامي دولي في إحدى الدول العربية أو الإسلامية، يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض، وفق مبادرة السلام العربية التي تشكل الأساس الأفضل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

من جهته، يقول علي قاسم في "الثورة" السورية إن "قمة وارسو ترسم الكثير من إشارات الاستفهام، وتطرح العديد من الأسئلة المكتومة والمخصصة على ذمة المنظمين والموجهين بانعقادها لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط والبحث عن طريقة للتعاطي مع مشكلاته، في ظل حديث ترتفع وتيرته عن ازدحام في الأجندات، تتجاذبها مجموعة من الأهواء الشخصية، التي أضافت المزيد من الغموض والضبابية، وإن كانت متعمدة بحد ذاتها".

ويضيف الكاتب أن "الاهتمام الأمريكي أعطى زخماً للقمة لم يكن متاحاً لها أن تبصر النور من دونه، وفي بعض الكواليس يجري الحديث عن مذكرات جلب تم توزيعها على المشاركين من دون جدول أعمال واضح، ومن غير أن تحدد العناوين، والأكثر من ذلك عدم الأخذ بالهواجس التي أبدتها بعض الأطراف لجهة التحذير من مخاطر الفشل شبه المحتم".

"في صالح المنطقة"

أما أمل الهزاني فتقول في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "المؤتمر سيعالج قضايا جوهرية كالإرهاب والأمن السيبراني وتهديد الصواريخ الباليستية وأمن الطرق البحرية وملفي سوريا واليمن، وكلها تصب في صالح المنطقة العربية واستقرارها، ولو طرحت مقترحات أو أفكار تخص الدفع بعملية السلام لا تناسب الفلسطينيين، يمكن حينها الرفض علناً أمام المؤتمرين بدلاً من الصراخ عن بعد، ونظام المقاطعات الذي لم يجد نفعا".

وتضيف الكاتبة أن "من حق الفلسطينيين مقاطعة المؤتمر، والابتعاد عن أي طاولة نقاش حول القضية الفلسطينية التي تخصهم بالدرجة الأولى، لكن ليس من حقهم الإنكار على بقية الدول العربية حضورها، أو محاولة تصوير المؤتمر على أنه سيعمل على تغيير المواقف الدولية من القضية بهدف تصفيتها، أو أن الحضور تطبيع".

في الصحيفة ذاتها، يقول إميل أمين إن "إيران سيكون لها نصيب الأسد في مؤتمر وارسو، سيما وهي قولاً وفعلاً المسبب الأكبر للاضطراب في الشرق الأوسط، عبر إرهابها السيبراني، وصواريخها الباليستية، ووكلائها في المنطقة، ورجالات حرسها الثوري وجواسيسها المنبثّين في أدنى الأرض وأقصاها، عطفاً على العنف الحلزوني الذي تتبعه وتتهدد من خلاله بقية دول العالم".

ويضيف "نعم مطلوب بشكل حاسم وحازم وضع إيران في حجمها الطبيعي كما ينادي وزير الخارجية الأميركية السيد مايك بومبيو".

وفي "الحياة" اللندنية، يقول حسين معلوم إن "قمة وارسو هي محاولة أمريكية لـ(التيمن) بالمكان والاسم، لإنشاء تحالف جديد، من بعض الدول الأوروبية، خصوصاً تلك التي تشارك واشنطن المخاوف بشأن العديد من جوانب السلوك الإيراني، ودفعها إلى الانقلاب على الاتفاق النووي ومباركة العقوبات الأمريكية".

ويضيف الكاتب "بيد أن ذلك، وإن كان يعني توجيه البوصلة صوب طهران، فإنه، في الوقت نفسه، يلمح إلى مدى الاختلافات التي ستنجم عن القمة، في حال نجاحها، بين أطراف دولية عديدة، أهمها روسيا ومعها فرنسا وألمانيا وغيرهما، وبين الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا. وهو ما يعني ليس فقط ترسيخ الاختلافات داخل الاتحاد الأوروبي، وبين الاتحاد وروسيا، ولكن أيضاً تفعيل التنافس الاستراتيجي بين القوى الدولية حول الشرق الأوسط".