وليد مُرضي، وهو عامل بالشركة الوطنية لإدارة خدمات عربات النوم التابعة لوزارة النقل المصرية، بات أحد الأبطال في مصر بعد دوره في إنقاذ حياة عدد من مصابي حادث القطار الذي وقع الأربعاء في محطة مصر بالقاهرة.

في اللحظات التي يفر فيها الناس عادة من النيران، أظهر وليد بطولة نادرة بعد أن أقدم على إنقاذ ضحايا الحريق عن طريق "عبوات مياه" كان يستعين بها في عمله.

ونظرا لعدم وجود نظام للتعامل الفوري مع الحرائق في هذه المحطة التي يبلغ عمرها قرابة 150 عاما، هب وليد وبعض زملائه من العمال التابعين للشركة لإنقاذ من طالتهم ألسنة اللهب.

"لم أفعل سوى ما أملاه علي الواجب الإنساني"، هكذا قال وليد في لقاءات مقتضبة مع وسائل إعلام محلية في مصر.

ويرى وليد أن ما فعله كان تلبية لنداء ضميره للتعامل مع تلك النيران التي شبت في هؤلاء الضحايا، فكان رد فعله بهذا الشكل التلقائي.

حاول وليد في البداية إنقاذ الضحايا عن طريق سكب الماء عليهم، كما هو ظاهر في مقاطع الفيديو المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

لكن وليد قال إن هذه الطريقة لم تجد نفعا مع بعض الحالات، فحاول الاستعانة بوسائل أخرى لإنقاذ المصابين. فجلب بطاطين كانت تستخدم في المحطة وألقاها فوق كل من كان طريقه من الضحايا، في محاولة لإخماد النار المشتعله في أجسادهم.

حياة بسيطة يملؤها الرضا

وحسب مقابلات مع وسائل إعلام محلية أمس الأربعاء، قال وليد إنه يعيش في محافظة المنوفية، وهي نفس المحافظة التي ينتمي لها سائق القطار المتهم بالحادث.

القطار المحترق
BBC
أظهر حادث القطار تعاطف الكثير من المصريين مع الضحايا وأسرهم

ويعمل وليد في الشركة الوطنية لإدارة خدمات عربات النوم منذ سبعة عشر عامًا. وكان في البداية عامل خدمات على ظهر قطارات النوم بين القاهرة وأسوان جنوبي البلاد. لكنه قال إنه طلب العمل على رصيف المحطة بالقاهرة نظرًا للعناء الذي كان يلقاه على ظهر قطارات النوم جراء السفر المتكرر.

وأظهر حادث القطار تعاطف الكثير من المصريين مع الضحايا وأسرهم. لكن لا يزال الجدل دائرا على مواقع التواصل الاجتماعي حول مسؤولية الحكومة، حتى بعد استقالة وزير النقل هشام عرفات في أعقاب الحادث.

كما تداول البعض مقطع فيديو للرئيس السيسي يتحدث فيه العام الماضي عن أن تطوير مرفق السكك الحديدية بالبلاد يحتاج لكثير من المال.

لكنه رغم هذا التباين، لم يختلف أحد على بطولة وليد مُرضي، الذي بات أمس وقد أرضى كثيرين رغم آلام الكارثة.