مظاهرات الجزائر
EPA
الوزارة بدء عطلة الربيع يوم الأحد 10 مارس/آذار وحتى 4 أبريل/نيسان، بدلا من 21 مارس/آذار

أمرت السلطات الجزائرية بتقديم موعد عطلة الربيع في الجامعة، فيما يبدو أنها محاولة للحد من التوترات السياسة والمظاهرات الغاضبة التي تشهدها البلاد.

ولم تقدم وزارة التعليم العالي الجزائرية أي تفسير رسمي لتقديم عطلة الربيع عن موعدها 10 أيام. لكن القرار جاء في ظل تصاعد الاحتجاجات الرافضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، 82 عاما، لفترة رئاسية خامسة.

وقررت الوزارة بدء عطلة الربيع يوم الأحد 10 مارس/آذار وحتى 4 أبريل/نيسان، بدلا من 21 مارس/آذار إلى 5 أبريل.

ويعد الحرم الجامعي مركزا لتجمع المحتجين، وشهد وجود أعداد كبيرة يوم الجمعة، قبل أن يخرج المتظاهرون إلى الشوارع في العاصمة الجزائر للمطالبة بتنحي الرئيس.

ويقود طلاب وأساتذة الجامعات المظاهرات منذ بدايتها الشهر الماضي ضد تمديد بوتفليقه لفترة حكمه التي استمرت 20 عاما، ودخل بعضهم في إضراب عن الطعام، في حين تعهد أخرون بالإضراب يوم الأحد.

وتأمل الحكومة التخفيف من حدة المظاهرات خاصة أن غالبية طلاب الجامعات في العاصمة من أقاليم بعيدة، وسيضطرون إلى السفر إلى عائلاتهم خلال عطلة الربيع بعد إغلاق أبواب الجامعات تماما.

ويوجد في الجزائر حوالي 1.7 مليون طالب بينهم 630 ألف تقريبا في الحرم الجامعي.

كيف يتعامل الجيش مع الاحتجاجات المتواصلة في الجزائر؟

مظاهرات الجزائر: عشرات الآلاف في شوارع العاصمة في أكبر تظاهرات منذ "الربيع العربي"

مظاهرات الجزائر
AFP
مظاهرات الجمعة كانت الأكبر منذ انتفاضات "الربيع العربي" التي عمت دولا عربية عدة في 2011

يأتي هذا فيما اتهمت وزارة الثقافة الجزائرية من وصفتهم "بالمخربين" الذين استغلوا المظاهرات واقتحموا متحفا تاريخيا في العاصمة وسرقوا محتوياته وأضرموا النيران في المكاتب.

وخرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع الجزائر والمدن الأخرى، يوم الجمعة، في أكبر المظاهرات التي تشهدها العاصمة منذ 28 عاما.

ووصفت وكالة رويترز للأنباء التظاهرات بأنها الأكبر منذ انتفاضات "الربيع العربي" التي عمت دولا عربية عدة في 2011، واعتبرتها تحديا لحكم الرئيس بوتفليقة.

وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت خدمة القطارات ومترو الأنفاق في العاصمة وعززت من إجراءاتها الأمنية بهدف منع احتشاد الآلاف في هذه التظاهرات.

ويعاني الرئيس بوتفليقة من أزمة صحية، ولم يظهر علنا إلا نادرا منذ الإعلان عن إصابته بسكتة دماغية في 2013.

كان الرئيس بوتفليقة قد وجّه أول تحذير للمتظاهرين يوم الخميس الماضي، من أن هذه التظاهرات قد تزعزع استقرار البلاد.

ولم يتحدث الرئيس الجزائري في العلن منذ عام 2013 عندما أصيب بجلطة دماغية، ويخضع حالياً للعلاج في مدينة جنيف السويسرية.

بوتفليقة
AFP
بوتفليقة،82 عاما، تعهد للشعب بعدم إكمال مدته واتخاذ إجراءات اخرى بعد فوزه بالعهدة الخامسة

وحمل المحتجون لافتات كتب عليها "بوتفليقة.. إرحل" في حين ردد آخرون هتافات بأن الجزائر جمهورية وليست ملكية وبأن الانتخابات لا يجب أن تجرى قبل إسقاط ما وصفوها بالعصابات.

وانتشرت قوات الأمن بأعداد متزايدة في الأيام القليلة الماضية لكن الجيش لا يزال في ثكناته حتى الآن.

ومازال الرئيس بوتفليقة يتلقى العلاج في سويسرا حتى الآن، منذ أسبوعين في حين قال مكتبه إنه يجري "فحوصات طبية روتينية".

وكان الجيش الجزائري قد أكد حرصه على استقرار الجزائر ولن يسمح بعودة حقبة سفك الدماء.

وقال نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، بأن الجيش سيضمن الأمن في البلاد ولن يسمح بعودة الجزائر إلى حقبة سفك الدماء، مع استمرار المظاهرات التي بدأت نهاية الشهر الماضي في العاصمة ومدن أخرى.

وقال صالح، في كلمة بثتها قناة النهار الجزائرية، إن "بعض الأطراف يزعجها بأن تكون الجزائر آمنة ومستقرة، بل يريدون أن يعودوا بها إلى سنوات الألم وسنوات الجمر".