تشير دراسة أميركية جديدة أجريت على الفئران إلى أن مزيجًا من المضادات الحيوية أحدث تغييرات في فلورا الأمعاء، أدت إلى وقف تقدم مرض الزهايمر.

ماجد الخطيب: نشرت مجلة "الطبيب الألماني" تقريرًا لجامعة شيكاغو الأميركية يقول إن منح الفئران المضادات الحيوية فترة طويلة أبطأ تراكم بيتا أميلويد في خلايا الدماغ، وأدى استخدام المضادات الحيوية إلى وقف تقدم أعراض مرض الزهايمر لدى الفئران.

اعتمد فريق العمل، بقيادة الباحث سنغرام س. سيسوديا، على نتائج بحث سابق لهم، كشف عن العلاقة بين التغييرات التي تطرأ على فلورا الأمعاء في الأشخاص المُعانين من المرض وبين نشوء مرض ألزهايمر في الدماغ. وسبق لفريق العمل، في دراسة مماثلة على الفئران، أن توصل إلى أن بعض أنواع بكتيريا الفلورا المعوية تسبب للإنسان أعراضًا تماثل أعراض ألزهايمر.

خرف الشيخوخة
وصف سيسوديا نتائج البحث الجديد بـ"المدهشة"، لأنها شملت فئران اختبار مختلفة، في حين أجريت الدراسات السابقة على فصيل واحد من هذه الفئران.

يسمى ألزهايمر أيضًا العته أو خرف الشيخوخة، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف. يعرقل هذا المرض المهارات العقلية والاجتماعية، ويؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة. وهو عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة، ويؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية.

يتزايد احتمال الإصابة بالزهايمر مع تقدم العمر، ويشمل نحو 5 في المئة من الناس، في سن من 65 – 74 عامًا. وطبيعي أن تزداد نسبة المصابين بألزهايمر بين الأشخاص الذين هم في سن 85 عامًا وما فوق، لتصل إلى نحو 50 في المئة.

لا يعرف الطب حتى الآن علاجًا شافيًا، إلا أن هنالك علاجات قد تحسن جودة حياة مَن يعانون منه.

لا تأثير في الإناث
كانت مفاجأة لفريق العمل حين توصل إلى أن مزيج المضادات الحيوية الذي أثر في بنية فلورا الأمعاء، وأدى إلى وقف تقدم أعراض مرض ألزهايمر، اقتصر على ذكور الفئران، ولم يؤثر في إناثها.

رصد العلماء العلاقة بين استخدام مزيج المضادات الحيوية بسرعة تراكم بيتا أميلويد في خلايا الدماغ، إلا أن المضادات الحيوية كشفت عن تأثير مختلف لها بين ذكور الفئران وإناثها؛ إذ أدت المضادات الحيوية في الذكور فقط إلى تغييرات في فلورا الأمعاء، ومن ثم إلى التأثير في نشاط خلايا الميكروغليا المناعية، بشكل أبطأ سرعة تراكم بيتا إميلويد في الخلايا العصبية.

في إناث الفئران، أدى الاستخدام الطويل لمزيج المضادات الحيوية إلى نتائج سلبية تعلقت بضعف نظام المناعة الجسدي. وقادت المضادات الحيوية هنا إلى تنشيط جملة عوامل معروفة بالعلاقة مع زيادة نشاط خلايا الميكروغليا المناعية.

للتأكد من النتائج، زرع العلماء عينات من براز فئران لم تعالج بمزيد المضادات الحيوية في أمعاء الفئران التي عولجت بالمضادات الحيوية، فكانت النتيجة أن استردت الفئران تركيبة الفلورا المعوية السابقة في أمعائها، وتراكم المزيد من بيتا إيملويد في خلايا الدماغ، وعادت أعراض الزهايمر إلى الظهور.

كما لاحظ العلماء أن زرع عيّنات البراز في الفئران أدى أيضًا إلى تنشيط خلايا مكيروغليا المناعية في أدمغتها.

واعدة جدًا
اعتبر فريق العمل نتائج الدراسة "واعدة جدًا". وأكد على ضرورة إجراء المزيد من البحوث لكشف أسباب فشل المضادات الحيوية في وقف تقدم ألزهايمر في إناث الفئران. كما يخطط الفريق إلى بحوث مقبلة، هدفها معرفة ما إذا كان مزيج المضادات الحيوية قد أثر في أنواع بعينها من البكتيريا المعوية. وهذا يعد بتصميم العلاج كي يؤثر في هذا النوع من البكتيريا فقط.

وتقدر منظمة الصحة العالمية معاناة 35 مليون إنسان من مرض ألزهايمر على المستوى العالمي، منهم أكثر من مليون ونصف مليون ألماني، وأكثر من 5 ملايين أميركي. ويطلق العلماء على هذا المرض اسم "السكري-3" بالنظر إلى سرعة انتشاره وتحوّله إلى مرض شعبي يقلق بال البشرية منذ سنوات.&

تتوقع الدراسات أن تتضاعف الإصابات بمرض ألزهايمر مرتين ونصف مرة حتى عام 2050، ما لم يتم التوصل إلى علاج له. وهو سادس سبب للوفيات في الولايات المتحدة في عام 2014.
&