تحتوي قصة رجل الأعمال الهندي ب. راجاغوبال المحكوم بالسجن مدى الحياة على كل العناصر اللازمة لتأليف رواية ملحمية: اكتساب الثروات والشهرة والمنافسة والغيرة والجريمة... فهو بدأ من نقطة الصفر ليعود إليها أخيرا.

الأحد، يبدأ مؤسس سلسلة مطاعم سارافانا بهافان النباتية الشهيرة المنتشرة في الهند وخارجها ب. راجاغوبال تنفيذ الحكم بالسجن مدى الحياة لقيامه بعملية قتل بدافع الغيرة.

راجاغوبال (71 عاما) الذي يرتدي دائما ملابس بيضاء هو الابن المتدين لتاجر بصل من طبقة المنبوذين من قرية في ولاية تاميل نادو الواقعة في جنوب الهند.

في العام 1981، بعدما افتتح متجر بقالة في تشيناي التي تعرف أيضا بمادراس، قام بخطوة شجاعة بفتح أول مطعم له في وقت كان فيه تناول الطعام في الخارج أمرا غير مألوف بالنسبة إلى معظم الهنود. وكان الطبق الخاص واللذيذ الذي اشتهر فيه ذلك المطعم، فطائر دوسا، وهي أطعمة مقلية مقرمشة محضرة من العدس والأرز، التي تميّزت بطعمها وسعرها المعقول، ولذلك أطلق عليه لقب "ملك الدوسا".

وقال الصحافي في تشيناي ج. س. شيخار "إذا كانت عائلة من الطبقة المتوسطة ترغب في الخروج أو الذهاب إلى مكان ما للاحتفال بمناسبة معينة فإن سارافانا بهافان كان خيارا جيدا".

وقد انتشر هذا المفهوم خارج الهند، وهناك حاليا 80 مطعما تابعا له في الولايات المتحدة والخليج وأوروبا وأستراليا، وغالبا ما يرتاده مغتربون هنود يحنّون إلى موطنهم. كما أنه يعامل موظفيه بسخاء ويوفر حتى للموظفين الأقل رتبة منافع عدة منها التأمين الصحي. وفي المقابل هم يسمونه "أناشي" أي الأخ الأكبر.

إلى جانب الآلهة الهندوسية، توجد في المطعم صورتان له على الحائط، واحدة مع أبنائه الذين يديرون العمل حاليا، وواحدة مع مرشده الروحي. لكنه أثبت أنه تراجع عن معتقداته من خلال أفعاله غير المعتادة في الهند.

في أوائل الألفية الثالثة، قيل إن راجاغوبال أخذ بنصيحة منجم فلكي لاتخاذ قرار مصيري، وهو أن يتزوج زوجة ثالثة وهي ابنة موظف لديه كان يراقبها. وقال د. سوريش كومار وهو صحافي محلي "لقد كان مهووسا بها".

إلا أن المرأة المعنية كانت متزوجة ورفضت عرضه، لكن راجاغوبال ليس معتادا على الرفض.

وبعدما فشلت كل التهديدات والضرب والتعاويذ في إقناعها وإقناع زوجها وعائلتها على مدار أشهر، &قُتل زوج المرأة بناء على أوامر من راجاغوبال في العام 2001. في العام 2004، أدين وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. وعند الاستئناف، أدين بارتكاب جريمة قتل وأصبحت العقوبة السجن مدى الحياة، وهو قرار أيدته المحكمة العليا في مارس.

ومن المفترض أن يسلم نفسه في يوليو وتمضية بقية حياته وراء القضبان.

وقال شيخار "راجاغوبال هو مثال على كيف أنه يمكنك أن ترتقي في المجتمع من خلال العمل الجاد والتفكير بشكل مبتكر وغير تقليدي". وأضاف "ما أدى إلى سقوطه هو ضعفه أمام النساء واعتقاده أنه كان قويا لدرجة أنه يمكن أن يقتل شخصا ما ويفلت من الحساب". &