تيمور وياسمين تزوجا عبر تطبيق إلكتروني
BBC

يفضل البعض الزواج من خلال قصة حب، أو بطريقة التعارف التقليدية، أو مكاتب الزواج؛ لكن ماذا عن تطبيقات المواعدة التي يقبل عليها الشباب في عصر وسائل التكنولوجيا الحديثة؟

قد لا تكون تطبيقات المواعدة وسيلة جديدة للتواصل بين الجنسين بهدف الارتباط، منذ ظهور تطبيق "تندر" الشهير الذي انتشر في بعض دول أوروبا، غير أن الشباب العربي بدأ في الإقبال عليها مؤخرا مع ظهور بعض التطبيقات العربية.

ياسمين عبد العظيم، 37 سنة، اختارت تطبيقات التعارف للحصول على شريك حياتها، وتقول لبي بي سي: "بعد انفصالي عن زوجي لم أقابل شخصا مناسبا لأرتبط به، وذلك بالرغم من أنني أحظى بالكثير من العلاقات الاجتماعية".

وتتابع: "إحدى صديقاتي - والتي تزوجت عن طريق تطبيق للتعارف- رشحت لي الفكرة، وبالفعل استخدمت أكثر من تطبيق، لكن تطبيق "موزماتش" (المخصص للمسلمين) كان أكثرهم مصداقية بالنسبة ليّ، وبالفعل تعرفت على زوجي الحالي تيمور بعد أسبوع واحد من استخدامي للتطبيق".

وقد تعرفت ياسمين إلى زوجها، تيمور محمود، 41 سنة، والذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات.

ويقول تيمور لبي بي سي: "استخدمت أكثر من تطبيق للتعارف، لكن معظمها كان يهدف للربح أكثر من أي شيء، حتى رشح لي أحد الأصدقاء تطبيق موزماتش، وهناك تحدثت إلى العديد من النساء، لكنني وجدت التوافق والقبول مع ياسمين".

لا تعتبر تطبيقات التعارف من طرق الزواج الشائعة في المجتمعات العربية المحافظة، وهو ما قد يشكل عقبة أمام البعض، وهذا ما واجهه تيمور الذي آثر أن يخبر عائلته في البداية أنه تعرف على ياسمين عن طريق زميلة له في العمل.

ويعلل تيمور ذلك بالقول: "بصراحة، التقاليد الشرقية لا تولي ثقة كبيرة للعالم الافتراضي الذي نعيشه من خلال الهواتف الجوالة، وقد يظن الناس سوءً فيمن يستخدمون تطبيقات المواعدة، لكن أفراد عائلتي بعد أن تعرفوا على ياسمين، ووجدوا أنها اختيار موفق، أفصحت لهم عن حقيقة تعارفنا".

تطبيقات متنوعة

تطبيق هارمونيكا هو واحدٌ من التطبيقات العربية الوليدة، و بحسب القائمين عليه، فإنه يعتمد على الأسلوب العلمي في تحقيق التوافق بين الطرفين من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة.

ويقول سامح صالح، مدير الشركة التي تدير التطبيق، لبي بي سي: "فكرت في إنشاء التطبيق بعد استشعاري بوجود مشكلة حقيقية في تأخر سن الزواج، وفي صعوبة الحصول على الشريك المناسب، ولذا اتجهت لتطويع التكنولوجيا لتقريب الشركاء المحتملين من بعضهم البعض".

هناك أنواع متعددة من تطبيقات التعارف، بعضها يقتصر على الرسائل النصية، بينما يتيح البعض الآخر إمكانية تبادل الصور والرسائل الصوتية. وفي بعض التطبيقات، تختص الفتاة بقبول المحادثة أولا، وبعضها لا يسمح بالحديث مع أكثر من شخص في وقت واحد.

يحتاج الأمر أن تضع اسمك وصورتك وبعض المعلومات الشخصية عنك، كالهوايات ومواصفات شريك الأحلام الذي تبحث عنه، بعدها سيظهر لك الشركاء المحتملون؛ إما وفقا للقرب المكاني، أو للشروط التي وضعتها مسبقا كالسن والوضع الاجتماعي.

وإذا قام اثنان بالضغط على زر الإعجاب الخاص بكل طرف منهما، سيعني ذلك حدوث التطابق، ومن ثم يمكنهما الحديث معا، كما يمكنهما إلغاء هذا التطابق في أي وقت بعد ذلك.

الخصوصية وقواعد الأمان

من أكثر ما يؤرق المتعاملين مع الواقع الافتراضي، هو استغلال البيانات، أو التعرض للتحرش ، أو الحديث إلى أشخاص مزيفين، ولذلك تعمل بعض التطبيقات على توفير بعض عناصر الأمان.

منها اشتراط الدخول عن طريق حساب الفيسبوك الخاص بك للتحقق من هويتك، وبعضها يطلب منك التقاط صورة سيلفي لمطابقتها مع الصورة التي اخترتها لحسابك، ومعظم التطبيقات تضمن إمكانية عمل إبلاغ أو حظر لشخص أساء للغير، أو تحرش بأحد، أو وضع صورة غير لائقة.

ويتحدث سامح صالح، مؤسس تطبيق هارمونيكا ،عن أحكام الخصوصية لديه فيقول: "لا يمكن لإدارة التطبيق أو العاملين بالشركة الدخول إلى غرف الدردشة لدى المستخدمين، لأنها مشفرة".

وقد صمم تطبيق موزماتش (أو مسلم-ماتش) في الأساس لمساعدة المسلمين ممن يعيشون في دول أوروبية في التعرف إلى شركاء من نفس دينهم، ثم انتشر التطبيق في العالم العربي أيضا.

ويقول شاهزاد يونس، مؤسس تطبيق موزماتش لبي بي سي: "هناك العديد من الخصائص في التطبيق للمساعدة على إيجاد الشريك، كتصفية النتائج وفقا لدرجة التدين، وعدد مرّات الصلاة".

ويتابع يونس: "يمكنك أن تحافظ على خصوصيتك بإخفاء صورك، كما تستطيع إضافة ولي أو وصيّ إلى حسابك، كالوالد أو الأخ، وذلك لمساعدتك في البحث، و لكي يكون رفيقك في رحلتك لإيجاد الشخص المناسب".

ماذا عن الخيانة الزوجية عبر تطبيقات المواعدة؟

إذا كان بمقدورك أن تحصل على شريك بضغطة زر، هل يعني ذلك أن تطبيقات التعارف قد تسهل الخيانة بين المتزوجين؟

يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "الخيانة الزوجية موجودة بدون هذه التطبيقات، وهي تأتي من فشل العلاقة الأساسية. فمن يريد أن يخون سيفعل ذلك مع أي أحد بغض النظر عن الوسيلة".

ويتابع صادق: "الشخص السعيد في حياته الزوجية لن يلتفت إلى أي شخص يحاول التعرف عليه، ولن يتأثر بوجود مثل هذه الوسائل".

أما عن النظرة المجتمعية غير المريحة لمن يختارون تطبيقات التعارف بهدف الزواج، فيقول صادق: "قد يظن الناس أن هناك عيبا ما لدى من يستخدمون هذه الطريقة، وهذا أمر غير صحيح. فهم ربما لا يجدون شخصا مناسبا بين الجيران أو الأصدقاء أو زملاء العمل".

لكن بالنسبة للفتيات تحديدا، واللائي ينلن القدر الأكبر من اللوم والريبة إذا ما استخدمن تطبيقات التعارف، يرى صادق أن المرأة التي تلجأ لهذه الوسائل الحديثة، تكون في الغالب امرأة غير تقليدية، وتحظى بمنزلة علمية كبيرة.