"إيلاف": في وقت ظلت تقع فيع مسؤولية منع الحمل على السيدات بحكم توافر عشرات الوسائل التي تساعدهن على فعل ذلك، فإن ذلك قد يتغير، ويصير الرجل هو الطرف المتحكم في حدوث حمل من عدمه، حيث كشف باحثون عن أن أقراص منع الحمل الرجالية قد تخرج إلى النور عما قريب بعد نجاح بعض التجارب التي أجريت عليها مؤخراً.

وقال خبراء إنهم يعتقدون أن الظروف تبدو مواتية لحدوث تغيير في نمط التخطيط لشكل الأسرة ومسألة الإنجاب، لاسيما مع كثرة الحديث عن عديد الآثار الجانبية التي تتعرض لها السيدات بسبب حبوب منع الحمل المخصصة لهن ويتناولوها منذ عقود.

وتم الإعلان في نوفمبر الماضي عن أن باحثين من جامعة دندي الاسكتلندية حصلوا على منحة قدرها 900 ألف دولار من مؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية بغية العمل على مشروع خاص بتصنيع حبوب منع حمل للرجال، وهي الحبوب التي تعتمد فكرتها على إيجاد وسائل تعني بمنع وصول السائل المنوي للبويضة أثناء الجماع، وهو التحدي الذي شبَّهه البروفيسور المشرف على المشروع بمحاولة إيقاف العداء الشهير، يوسين بولت، عن بلوغ خط النهاية في سباق 100 متر. ودرس الباحثون سلوك السائل المنوي لدى الرجال المصابين بالعقم للمساعدة في أبحاثهم.

في غضون ذلك، يجري باحثون من جامعة ادنبره اختبارات على جيل خاص بمنع الحمل للرجال، يتألف من التستوستيرون والبروجستيرون، لوقف إنتاج الحيوانات المنوية.

وقال متطوع شارك في تلك التجارب لهيئة الإذاعة البريطانية إنه يستخدم ذلك الجيل منذ شهر فبراير الماضي ولم يتعرض لأية آثار جانبية من وقتها، بعيداً عن تزايد الرغبة الجنسية لديه. كما يعمل الباحثون في أميركا على تطوير قرص يتم تناوله مرة واحدة في اليوم يعرف باسم11-beta-MNTDC &ويعني أيضاً بالحد من إنتاج الحيوانات المنوية باستخدام مزيج من الإجراءات الهرمونية، مما يصيب الرجل بالعقم بشكل مؤقت دون أن يكون لذلك أي أثر يذكر على مسألة الرغبة الجنسية.

ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية بهذا الصدد عن دكتور ستيفاني بيج، الباحث المشارك في تلك التجارب، قوله "هذه هي أعمق الدراسات التي استطعنا أن نطور بموجبها قرصاً دوائياً يمكن للرجال تناوله عن طريق الفم. ونحن نعلم أن هذا القرص يعمل من الناحية النظرية على وقف إنتاج الحيوانات المنوية، وأنا أتوقع عدم طرح هذه الأقراص في السوق قبل 10 أعوام من الآن لحين إنجاز مزيد من التجارب".
وتابعت التلغراف بتشديدها على ضرورة أن تكون هناك استثمارات في مجالي البحوث والتطوير، وإلا فسينتظر العالم فترة طويلة لحين إخراج أقراص منع الحمل الرجالية إلى النور وتداولها من الناحية التجارية، وإن كان هذا الأمر لم يحبط الباحثين، الذين يواصلون العمل من جانبهم على عديد التجارب المرتبطة بهذا المشروع.

وبينما يتوقع أن يتوافر الجيل المانع للحمل لدى الرجال في غضون خمسة أعوام من الآن، فإن الباحثين ما يزالوا يعملون بجد من أجل تطوير أقراص منع الحمل الرجالية، في الوقت الذي يفضل فيه الرجال تناول تلك الأقراص المبتكرة عن طريق الفم.


أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "التلغراف" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه
https://www.telegraph.co.uk/health-fitness/body/male-pill-closer-ever-will-women-trust-men-take/


&