غولالاي
AFP
غولالاي بدأت الدفاع عن حقوق المرأة وعمرها 16 عاما

هربت الناشطة الباكستانية المدافعة عن حقوق المرأة، غولالاي اسماعيل، إلى الولايات المتحدة، بعد شهور من الاختفاء، بسبب انتقادها للجيش.

وكانت السلطات الباكستانية تلاحق غولالاي بتهمة "نشاطات معادية للدولة"، و"التحريض على العنف".

وقالت الناشطة، في توضيح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنها اضطرت إلى الهرب من بلادها خوفا على حياتها. وأضافت: "لو أنهم أخذوني إلى السجن وتعرضت للتعذيب لسنوات طويلة لما سمع أحد صوتي".

وقال والد غولالاي لخدمة الأوردو في بي بي سي إن غولالاي تواجه ست قضايا في المحاكم الباكستانية، لذلك اقتنعت بأن حياتها في خطر كبير.

وأضاف "قررت غولالاي أن تغادر البلاد لأنها أدركت أن حياتها في خطر، وأنها إذا لم تنج بجلدها فستكون عاقبتها وخيمة".

وجاء في بيان أصدرته غولالاي: "الأشهر الأشهر الأخيرة كانت فظيعة. تعرضت للتهديد والمضايقات، ولحسن الحظ مازلت على قيد الحياة".

ولم تفصح عن الطريقة التي خرجت بها من البلاد، لأنها كانت ممنوعة من السفر، ولكنها قالت لصحيفة نيويورك تايمز: "لم أخرج من المطار".

وطلبت الناشطة، البالغة من العمر 32 عاما، اللجوء السياسي في الولايات المتحدة، وتقيم حاليا مع أختها في نيويورك.

لماذا تلاحق الشرطة غولالاي؟

عرفت غولالاي اسماعيل منذ أعوام بالدفاع عن حقوق الإنسان عموما وحقوق النساء والفتيات تحديدا.

ويبدو أنها بدأت تثير حفيظة المسؤولين العام الماضي عندما بدأت تدافع عن نساء يعتقد أنهن تعرضن لاعتداءات جنسية خلال عمليات تمشيط للجيش على الحدود مع أفغانستان.

وعرفت قصة طفل جاء إليها يشتكي مما حدث لأمه على يد الأجهزة الأمنية.

وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية هذا الأسبوع في واشنطن: "عشرات النساء تحدثن إلينا بأن الاعتداءات الجنسية ليست حادثا معزولا، إنها اعتداءات منهجية تحدث منذ أعوام".

واعتقلت غولالاي أول مرة في مطار إسلام آباد لدى عودتها من لندن في عام 2018. وكانت من بين 19 شخصا اتهموا بإلقاء خطابات معادية للدولة ومعادية للجيش في أغسطس/ آب 2018.

واعتقلت مرة أخرى في فبراير/ شباط هذا العام في مقاطعة بلوشستان وهي تشارك في احتججات على مقتل الناشط أرماني لوني، الذي توفي وهو محتجز لدى الشرطة، التي نفت أن تعرض للضرب.

واعتقلت آخر مرة في مايو/ آيار بتهمة "التحريض ضد الدولة وضد جنسيات أخرى"، في احتجاجات على اغتصاب طفلة عمرها 10 أعوام. وبعدها اختبأت عن أعين السلطات.

من هي غولالاي؟

عرفت غولالاي بدفاعها عن حقوق الإنسان منذ أن كان عمرها 16 عاما.

وأسست وهي طفلة منظمة لتوعية الفتيات بحقوقهم في بلدتها شمال غربي باكستان. وبعدها عرفت حكاية طفل تعرض لغسيل دماغ ليلتحق بجماعة متطرفة، فقررت توسيع نشاطها إلى مكافحة التطرف.

وقالت في تصريح لبي بي سي عام 2014: "لا يمكننا أن ننعم بالسلام دون تحقيق المساواة بين الجنسين، ودون المساواة بين الجنسين لا يمكن أن يحل السلام، الأمران مرتبطان لا انفصال بينهما".

وفي عام 2013 أنشأت فريقا من 100 امرأة يعمل على قضايا العنف العائلي وزواج القاصرات.

وحصلت نظير نشاطها على العديد من الجوائز. ولم يكن ذلك دون مخاطرة. ولكنها كانت كلما أثارت حفيظة المزيد من الناس زادت عزيمتها على مواصلة نشاطها.

وقالت لبي بي سي عام 2014: "هذا مؤشر على أن عملي يؤتي ثماره"، مضيفة: "لقد تعرضت عائلتي لاعتداء منذ شهرين، وتلقينا تهديدات باعتداءات أخرى إذا لم نتوقف عن العمل الذي نقوم به. ولكن هذا جزء من مسار التغيير ومن النضال، وهو ما يجعلنا أكثر إصرارا".

كيف خرجت من باكستان؟

وضعت غولالاي على قائمة الحظر من السفر في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، بمعنى أنها كانت ممنوعة من مغادرة البلاد.

وحسب صحيفة الفجر الباكستانية فإن المحكمة العليا أمرت برفع اسمها من قائمة المحظورين من السفر في مارس/ آذار. ولكن ذلك لم يمنع الحكومة من سحب جواز سفرها.

وبعدما اختبأت، شنت الشرطة عمليات واسعة لإيجادها. ولكن بفضل شبكة مصغرة تمكنت من الإفلات، إلى أن غادرت البلاد.

ولم تكشف تفاصيل هروبها، ولكنها أكدت أنها لم تخرج عبر المطار.

ووصلت إلى الولايات المتحدة قادمة من سريلانكا، حيث يسافر الباكستانيون دون تأشيرة.

ورفضت الكشف عن تفاصيل اختبائها لأنها، على حد تعبيرها، لا تريد أن تعرض من ساعدوها للخطر.