في مكان ما في صحراء سيناء المصرية آثار بادية لسينما مفتوحة في الهواء، أكل الصدأ كراسيها. سمّوها سينما آخر العالم.. فما قصتها؟

القاهرة: يروي المصور الإستوني كابو كيكاس عن تجربته وتوثيقه لسينما مهجورة في الهواء الطلق وسط صحراء سيناء في مصر، وذلك ضمن تقرير نشره موقع سي أن أن بالعربية، بين مجموعات من كراسي سينما مهترئة ومصطفة في أحضان الجبال كأنها جزء من فيلم رعب... إلا أنها كانت في الواقع بمثابة جزء من حلم جميل لم يبصر النور.

بحسب كيكاس، عثر على هذه السينما في مكان مجهول عندما كان في رحلة تخييم في صحراء سيناء في عام 2010، مع صديق له كان يعمل لسنوات عديدة في شرم الشيخ. قال: "موقع هذه السينما المفتوحة لا يبعد كثيراً عن شرم الشيخ، إلا أنه كان على أرض بدوية في وادي، لذا ربما لهذا السبب على الأرجح بقي هذا الموقع سريّاً لسنوات".

ضربته بقوة

وفقًا للتقرير، أطلق كيكاس على هذه السينما اسم "سينما نهاية العالم" بسبب المشاعر الساحرة التي "ضربته بقوة" لحظة رؤيته المشهد أول مرة. قال: "إنها سينما مفتوحة تقف على رمال الصحراء في صمت تام ما عدا صوت الرياح، وتحت زرقة السماء".

بعد توثيقه المكان في عام 2010، كتب كيكاس في مدونته عن قصة هذه السينما التي بناها رجل فرنسي طموح في مطلع الألفية الثالثة، "وحلم بأن يبني سينما مفتوحة في الهواء الطلق أقرب إلى النجوم. وتتوسط الكثبان الرملية وجبال صحراء سيناء شاشةٌ سينمائية بيضاء ضخمة، حيث صدى الجبال وكأنه مكبر للصوت، بينما يصطف 700 كرسي خشبي على طراز الكراسي بفترة الخمسينيات تمامًا مثل دور العرض".

ذهب الرجل إلى القاهرة لشراء ما يحتاجه من لوازم دور العرض، وجهز صالته المفتوحة بالكراسي وبأجهزة عرض قديمة أصلية من مسرح سينمائي قديم، ثم عاد إلى سيناء وجهّز مولدًا كهربائيًا ضخمًا لشاشة العرض التي كانت تشبه الشراع الضخم، حتى أصبح كل شيء جاهزًا تقريبًا لليلة العرض.

عرض أول فاشل

لكن جرت الرياح بما لم تشته سفن كيكاس: "في ليلة العرض الأول توقف مولد الكهرباء الخاص بالشاشة، ولم يتم عرض أية أفلام بهذه السينما في نهاية المطاف، وظلت السينما مهجورةً منسية فترة طويلة من الزمن".

بعد سنوات من نشر لقطاته للموقع التي تم تداولها على نطاق واسع في عام 2014، تواصل كيكاس مع صانع السينما وعلم بأن العرض الأول كان من المفترض أن يبدأ في منتصف الليل وأن يعرض فيلم الخيال العلمي الشهير "2001: ملحمة الفضاء" للمخرج ستانلي كوبريك، أي كان من المفترض أن يُعرض الفيلم تحت أضواء النجوم الساطعة.

اليوم، لم يتبق من هذه السينما إلا الأطلال؛ إذ تم تخريب الكراسي في ظروف غامضة، لذا فإن لقطات كيكاس هي الشاهد الأخير على هذا العمل الفني الجميل.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "سي أن أن بالعربية". الأصل منشور هنا.