احتفى محرك البحث الشهير غوغل، بذكرى ميلاد الناشطة النسوية المصرية هدى شعرواي، والتي تصادف اليوم الثالث والعشرين من يونيو/ حزيران.

فلماذا؟

تعد هدى شعرواي من النساء القليلات اللائي أسهمن في تغيير العالم من حولهن. فقبل 141 عاما من يومنا هذا، ولدت الطفلة نور الهدى محمد سلطان في إحدى القرى التابعة لمدينة المنيا بصعيد مصر، وذلك عام 1879.

والدها محمد سلطان باشا، رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق. وأخذت هدى لقب شعرواي من زوجها وابن عمتها "علي شعرواي".

ولدت هدى في ظل ما يعرف بعصر الحريم في مصر، حيث كان يسود الفصل بين الرجال والنساء حتى في المنازل، حيث كان يغلب في ذلك الحين العيش في بيوت كبيرة تضم عائلات ممتدة.

كان أغلب النساء يمنعن من التعليم، ومن الظهور العلني ونادرا ما يخرجن من المنزل بالأساس. شعرت هدى بالإحباط بسبب التمييز ضد النساء، خاصة بعد منعها من تلقي التعليم النظامي مثل شقيقها، الذي كان يحظى بمعاملة تفضيلية لأنه ذكر.

ولأنها كانت تنتمي إلى الطبقة الاجتماعية العليا، فقد سمح لها بتلقي دروس في المنزل شملت عدة مجالات معرفية، مثل اللغة العربية والتركية والفارسية والخط والبيانو، لكن جنسها أعاقها عن استكمال دراستها.

تزوجت هدى عند سن 13 عاما من ابن عمتها الذي يكبرها بنحو 40 سنة، ولم يكن لديها حينها خيار آخر، وإلا لجلبت العار إلى عائلتها.

في شبابها نظمت محاضرات ودعت نساء لأول مرة إلى أماكن عامة.

شاركت في الحياة السياسية، وقادت مظاهرات النساء في ثورة عام 1919، وأسست لجنة حزب الوفد المركزية للسيدات كما أسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، ونجحت في إقناع الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية عام 1908.

وأبرز ما فعلته كان في عام 1923، حين خلعت البرقع (غطاء الوجه) خارج محطة للقطارات بالقاهرة، وشجعت أخريات على أن يفعلن مثلها. كما فتحت مدرسة للبنات وأسست الاتحاد النسائي المصري. وناضلت من أجل رفع سن زواج الفتيات إلى 16 سنة.

وتوفيت في عام 1947، بعد حياة كرستها من أجل النساء والأطفال. نالت هدى عدة أوسمة ونياشين من الدولة المصرية في حياتها، وأطلق اسمها على العديد من الشوارع والمؤسسات في مصر تكريما لها.

والآن بعد نحو 73 عاما من رحيل هدى شعرواي، أصبحت المرأة المصرية متساوية إلى حد كبير مع الرجل، وإن كانت لا تخلو حياتها من انتهاكات، أبرزها التحرش الجنسي، والحرمان الكلي أو الجزئي من الميراث، خاصة في صعيد مصر.