إيلاف من بيروت: تقع بافاريا أكبر ولاية في ألمانيا في الزاوية الجنوبية الشرقية من البلاد على الحدود مع النمسا وجمهورية التشيك، وتعتبر بافاريا واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في ألمانيا، فهي تحتضن بعض من أجمل المناظر الطبيعية في البلاد بما في ذلك قمم الجبال المدهشة والتلال المنحدرة والأنهار الواسعة، فضلاً عن تاريخها العريق الذي يعود إلى عام 555 ميلادياً، وحتى الآن ما زالت تحتفظ بالعديد من المباني التي تعود إلى قرون وهي دليل على هذا التراث الغني.

تشتهر ولاية بافاريا، بالبيرة والسجق ومهرجان أكتوبرفست الذي يقام في شهر أكتوبر من كل عام والبنطال الجلدي التقليدي. هذا بالإضافة إلى أنها إحدى أكثر الولايات الاتحادية التي تتمتع بتفكير مستقل.

وتضم ولاية بافاريا مدينة ميونخ (العاصمة) ومدينة نورمبرغ، وهي تحتل مكانة خاصة في قلوب زائريها بسبب المناطق الريفية كثيرة التلال حيث توجد مواقع رائعة الجمال، مثل قلعة هـوهنشفــانجــاو وقلعة نيوشفاينشتاين (استخدمت كنموذج عند تشييد قلعة فيلم الجمال النائم في ديزني لاند) وقصري ليندرهوف وقصر هيرين كيم سيه.
ومنذ سنوات طويلة، أصبحت ولاية بافاريا، وخاصة مدينة ميونيخ، مقصداً للسياح العرب وخاصة من دول الخليج، الذين يقصدونها في فترات الصيف، هربا من الطقس الحار في بلادهم.

ومع مرور الوقت أصبح السياح العرب موضع ترحيب كبير للمواطنين هناك، لأنهم ينعشون الحركة الاقتصادية، وينجحون بقدومهم هذا الموسم التجاري.

ولتسهيل إقامة السياح العرب وجعلهم يشعرون بأنهم في بلدهم، لم يدخر أصحاب الفنادق في هذه الولاية الألمانية جهداً، فقاموا بتعيين موظفين يتكلمون العربية في فترة الصيف، وحرصوا على تعديل لوائح الطعام، ووسعوا من البرامج التلفزيونية المقدمة لتشمل العربية، حتى أن بعض الفنادق وضعت أسهمًا في بعض غرفها، لتشير إلى اتجاه القبلة، لتسهيل الصلاة على ضيوفها العرب. وأدخلت سلسلة "ماكدونالدز" وجبة فلافل ضمن قائمة أطعمتها.

ميونيخ تبتعد عن خطط السياحة العربية لهذه السنة

هذا الصيف بدا مختلفاً على مدينة ميونيخ التي باتت أسواقها وفنادقها وحتى مستشفياتها تفتقد السياح العرب، فنظرا لما ألحقته جائحة كورونا من إجراءات صحية، فإن سياح الخليج العرب، لم يحضروا هذه السنة، وساهمت الإجراءات الألمانية التي منعت دخول العديد من السياح من خارج الاتحاد الأوروبي بجعل ميونيخ تبتعد عن خطط السياحة العربية لهذه السنة.

كما أن ميونيخ بأسواقها الكبيرة ومحلاتها توفر عامل جذب كبير للسياح العرب، "الذين يعشقون التسوق"، بالإضافة الى أن "تسامح المدينة مع البرقع والحجاب بعكس هولندا وفرنسا مثلا، التي تمنع قوانينها البرقع، يمثل راحة للقادمين من الخليج".

في السابق كان السياح العرب يقصدون ميونيخ للعلاج، حيث دعمت العديد من الدول مواطنيها لتلقي العلاج في الخارج لضعف الإمكانيات الصحية، بيد أنه ومع مرور الوقت تناقص عدد المرضى القاصدين للعلاج، وتحولت الأعداد القادمة للتمتع بالمناظر الطبيعية وهربا من حرارة الجو.

أهم مناطق الجذب السياحي في بافاريا
1- جبال الألب البافارية

تمتد جبال الألب البافارية جنوبًا من ميونيخ إلى الحدود النمساوية، ومن بحيرة كونستانس الجميلة في الغرب إلى حي سالزبورغ في الشرق، ويصل ارتفاع الجبال إلى 3000 متراً تقريبا مثل قمة زوجسبيتزي المذهلة، كما تحتضن هذه الجبال الخلابة العديد من القمم الجليدية والهضاب المرتفعة والوديان العميقة والبحيرات الجبلية الفيروزية، وتوفر جبال الألب البافارية رحلات استكشافية تشمل جولات المشي في الغابات وتسلق السهل، فيما تعد “حديقة بيرشتسجادن الوطنية” الحديقة الوحيدة في جبال الألب الألمانية جنة لهواة المشي لمسافات طويلة.

2- مدينة لينداو
تقع هذه المدينة القديمة الخلابة على جزيرة في بحيرة كونستانس، وهي موطن العديد من مناطق الجذب السياحي بما في ذلك البساتين المثالية للتنزه، والميناء الرائع للاستمتاع بأجواء البحيرة، و”المنارة القديمة” التي تعود إلى القرن الـ13، و”الأسد البافاري” الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار و”المنارة الجديدة” التي يبلغ ارتفاعها 33 متراً واللذان تم بناؤهما في عام 1856، و”المدينة القديمة” المُخصصة للمشاة مع العديد من شوارعها الجميلة والمناظر القوطية والباروكية، والشارع الرئيسي “ماكسيميليان” الذي يوفر العديد من المتاجر والمقاهي والنوافير، فيما يقع “منتجع يندنبيرغ” المشمس على بعد 20 دقيقة بالسيارة فوق بحيرة كونستانس عند سفح جبال الألب.

3- جبل زوجسبيتزي
يعد جبل زوجسبيتزي جزءًا من سلسلة جبال فيتيرشتاين التي تمتد على الحدود بين النمسا وألمانيا، ويبلغ ارتفاعه 2962 متراً وتحيط به الوديان ذات المناظر الطبيعية الخلابة، وتقدم القمة العديد من مسارات المشي ومنحدرات التزلج ومناطق التنزه فضلاً عن مطعم بانورامي على ارتفاع 2.950 متراً، ويمكن للزوار الوصول إلى القمة عن طريق السكك الحديدية المسننة البافارية زوجسبيتزي.

4- الغابة البافارية
تمتد الغابة البافارية المذهلة على طول الحدود بين ألمانيا وجمهورية التشيك، وهي أكبر مساحة محمية من الغابات في أوروبا، وتضم “المنتزه الوطني للغابات البافارية” بالإضافة إلى متنزهين كبيرين آخرين وهما “حديقة الطبيعة البافارية للغابات” و”منتزه غابة الطبيعة البافارية الشرقية”، وتحتوي هذه الغابات على العديد من مسارات المشي الجيدة بعضها يؤدي إلى قمة أبر العظيمة التي يبلغ ارتفاعها 1.455 متراً وهي أعلى قمة في سلسلة الجبال البافارية البوهيمية وموطن واحداً من أشهر مناطق التزلج في ألمانيا.

5- ساحة مارين في ميونيخ
ميونيخ هي عاصمة ولاية بافاريا وثالث أكبر مدينة في ألمانيا، وهي موطن العديد من مناطق الجذب السياحي، وتعد ساحة مارين نقطة انطلاق جيدة لاستكشاف المدينة حيث تضم العديد من المباني القديمة الرائعة بما في ذلك الكنائس وقاعات المدينة، وتوفر فرص رائعة للتسوق مع العديد من المتاجر الكبرى والبوتيكات، كما تستضيف الأنشطة الثقافية والحفلات الموسيقية والمهرجانات وسوق عيد الميلاد.

6- الطريق السريع لجبال الألب الألمانية
تأسس هذا الطريق المذهل عام 1933 ويمتد مسافة 450 كيلومترًا من بحيرة كونستانس عبر ألغوي وجبال الألب البافارية إلى بيرشتسغادن، وهو طريق شعبي للاستكشاف المنطقة والاستمتاع ببعض من أفضل المناظر الطبيعية في أوروبا، وتشمل أبرز المناطق التي تستحق الزيارة على طول الطريق العديد من القلاع القديمة بما في ذلك المنازل السابقة للملك لودفيج الثاني وماكسيميليان الثاني، ودير البنيديكتين في إيتال الذي تأسيس عام 1330 ثم تحول إلى كنيسة باروكية مقببة، ومدينة جارمش بارتنكيرشن الخلابة التي توفر العديد من الأنشطة الشتوية.

7- مدينة بيرشتسغادن
تقع مدينة بيرشتسغادن في نهاية طريق جبال الألب الألمانية، وهي واحدة من أكثر المدن السياحية الشعبية في جبال الألب البافارية، وتحتوي على العديد من معالم الجذب الفريدة مع خلفية جبال الألب الشاهقة، أبرزها “شارع كيلشتاينشتراسه” الذي يمتد لـ6.5 كيلومتراً وهو طريق خاص بني لأدولف هتلر، ومطعم “عش النسر” الذي يقع على ارتفاع 4.834 ويقدم إطلالات بانورامية رائعة.

8- بلدة أشافنبورغ القديمة
تقع مدينة أشافنبورغ القديمة في فرانكونيا السفلى على الضفة اليمنى لنهر الماين، ويهيمن عليها “قلعة يوهانسبر” التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الـ17، وتحتضن هذه القلعة المهيبة “معرض الدولة للفنون” الذي يعرض مجموعة رائعة من اللوحات الهولندية والألمانية المبكرة، بالإضافة إلى متحف القصر ومكتبة القصر وعدداً من الشقق الحكومية، وتحيط بها حدائق مذهلة توفر إطلالات على نهر الماين.