"اشتركتُ فيه لتعلم فنون الطهي، لكنه أصبح مثل بيتي الثاني" هكذا تتحدثُ آية، ذات الأعوام السبعة والعشرين، بحزن إثر إغلاق منتدى "فتكات" بعدما انضمت له مدة عشر سنوات.

فوجئت آية ومعها أخريات برسالة نشرها المنتدى على موقعه مطلع العام الجاري تقول:

"حبيباتي الفتوكات مرت اثنتا عشرة سنة على صحبتنا الجميلة. كانت أحلى صحبة وأحلى لمة. الآن نحن مضطرون بكل أسف لغلق فتكات نهائيا متمنين لكم دوام الصحة والعافية".

للنساء فقط .. لكن المؤسس رجل

يعد "فتكات" واحدا من أشهر المنتديات المصرية على الإنترنت لنقاش كل ما يخص قضايا المرأة بدءا من وصفات الطهي إلى حلول المشكلات الزوجية. ورغم تخصيص عضويته للنساء فقط إلا أن مؤسسه كان رجلا يُدعى، محمد خضر، ويقول إن فكرة إنشائه جاءته صيف عام ٢٠٠٧.

"كنتُ جالسا مع زوجتي وأخواتي الست، وكان الملل واضحا عليهن لكثرة أوقات الفراغ، وكانت حينها مواقع الإنترنت جاذبة أكثر للرجال بينما كانت معظم المنتديات النسائية خليجية صرفة، فلم تتحمس لها أخواتي لاختلاف اللهجة والمستويات الاجتماعية، كما أن المنتديات المصرية كانت مختلطة فلم يشعرن بالراحة أثناء تصفحها وإبداء آرائهن، فاقترحتُ عليهن إنشاء منتدى للنساء فقط".

خضر مبرمج كمبيوتر ولديه خبرة في التكنولوجيا، وكان قد طور من قبل موقعين إلكترونيين، ولذلك أقنع زوجته وأخواته بسهولة تامة.

محمد خضر مؤسس منتدى "فتكات"
BBC
محمد خضر مؤسس منتدى "فتكات"

باعه لشركة خليجية بعدما وصل عدد الأعضاء إلى الملايين

بعد سنوات قليلة من تأسيسه، حظي المنتدى بشهرة واسعة.

وكانت النساء يدخلن عليه لمشاركة تجاربهن والسؤال عن كل شيء: البحث عن طبيب أو طبيبة جيدة، النقاش حول وصفة طعام أو حول فتوى دينية منقولة من مصدرها وكانت العضوات الأخريات ترد على الأسئلة.

ويقول محمد خضر إن عدد الزيارات الشهرية عام 2015 بلغ 20 مليون زائرة يتصفحن نحو 160 مليون صفحة على المنتدى، بينما وصل عدد العضوات إلى 80 مليون عضوة، وهو ما دفع خضر لبيع المنتدى لشركة خليجية لإدارته.

باعت الشركة المنتدى ضمن حزمة من المواقع الأخرى لشركة ثانية، ويقول خضر إن: "الشركة الأخيرة لم تهتم بالتفاعل مع العضوات، ورغم مطالبة العديد من الزائرات بتغيير عدة خصائص بالمنتدى وتقليل الإعلانات، لم يُستجب لطلباتهن. فتناقص عدد المتابعات وبدأ المنتدى في التدهور حتى تقرر إغلاقه.

إغلاقه "تطور طبيعي للتكنولوجيا"

واجه قرار إغلاق المنتدى موجة حزن لدى كثير من متابعاته، خاصة من اعتبرن "فتكات" المنصة الأولى للتعرف على كل شيء.

لكن أستاذة الإعلام بالجامعة الأمريكية في القاهرة، رشا عبد الله، تقول إن: "ما حدث مع فتكات تطور طبيعي للتكنولوجيا، فكلما ظهرت منصات جديدة أقل تكلفة وأكثر جذبا للمتابعين خفت ضوء المنصات القديمة، ولا سيما أن المنتديات الكلاسيكية ترتفع تكاليف صيانتها وتستغرق وقتا طويلا لتطوير خصائصها مقارنة مع منصات التواصل الاجتماعي".