إيلاف من بيروت: إن أردت أن تدخل من جديد مرحلة "العشرينيات الهادرة" ما عليك سوى الصعود على متن قطار الشرق السريع، العائد إلى صخبه مجدداً بعدما سكن دهراً في مخيلة المسافرين، وألهم الكتاب أفضل أعمالهم، والرحلة باتت متاحة للراغبين كما يعلن تقرير نشرته مجلة How To Spend It Arabic في عددها الصادر حديثاً.

بكلمات تدغدغ المخلية وتداعب أحلام هواة السفر، تصف كاتبة التقرير روعة التجربة على متن القطار المجدد حديثاً بالقول: "إنها الساعة الثانية وثلاثون دقيقة من بعد منتصف الليل؛ المكان جبال الألب السويسرية. يلعب هلال قمر نحيل لعبة التخفّي خلف كتل صخرية سوداء شاهقة، فينكسر نوره وينزلق على سطح بحيرة كما مكعّبات الثلج في كأس شراب طويلة. يُصدر الخشب صريراً، ويتصاعد من البلّور على رف البار رنينٌ خفيف، وتتناغم طقطقة العجلات على سكك الحديد مع صوت اهتزاز سريري. القارة نائمة، فيما تتقدّم الرحلة ببطء شرقاً نحو النمسا، بوتيرة لم تتغير منذ قرن من الزمن".

على متن القطار
يأخذ التقرير المنشور في مجلة How To Spend It Arabic القراء في رحلة من العاصمة الفرنسية باريس إلى البندقية في إيطاليا، مروراً بزوريخ وإينسبروك وجنوب التايرول، على متن قطار كان يعد في زمانه الأشهر في العالم، وما زال حتى الساعة. وفي حين أن زمان الرحلة هو العام 2021، إلا أن كاتبة التقرير تكتب أن الرحلة "هذه الساعة، ووسط هذا الهدوء، يمكن أن تشعر بسهولة بأنك في عام 1951. أو ربما في عام 1921، حين كان قطار Venice-Simplon Orient Express، مع لمسته الحديثة، لا يزال في أولى سنوات انطلاقته، وكان يمثّل طريقة جديدة للسفر العصري المتميّز، وقد أبصر النور في أعقاب مرحلة سادتها الاضطرابات، وعلى مشارف عقدٍ تَداخل فيه الالتباس مع الأمل".

أُعيد إطلاق قطار VSOE في حزيران (يونيو) 2021، وسيكون العديد من المسارات الأوروبية الجديدة والخطط الطموحة في واجهة عصرٍ ذهبي جديد في عالم السفر، فيما نخرج من حجرٍ فرضته علينا جائحة "كوفيد-19".

سحر لا يتبدل
إن سحر قطار VSOE لم يتبدّل أبداً بحسب التقرير، بالرغم من كل التحولات التي أحدثتها السنون والثقافة في النظرة إلى الإبهار. أو ربما بقي هذا السحر على حاله بسبب هذه التحولات، فالتفكير يدور دورته كاملة ويعود إلى الجذور في إطار السعي إلى بناء عالم ما بعد "كوفيد-19".

لكن القطار، تقول كاتبة التقرير، هو أيضاً نتاجُ لمسة ركابه الخاصة. فالأبّهة، أبّهة الموظفين وأبّهة المسافرين، جزء من هذه التجربة. يرتدي الموظفون زياً أزرق ملوكياً مزيّناً بضفائر ذهبية، ويعتمرون قبعات مع حوافٍ جلدية، ويضعون قفازات بيضاء، وترتسم ابتسامات مرحِّبة على وجوههم. ويرتدي الراكب ثياب العطلة مع لمسة معززة من الأناقة والترف.

وتختم كاتبة التقرير بالقول: "ومَن يدري ماذا ينتظركم عند العودة إلى الغرفة ذات الأثاث الباذخ، إذا لم تُشتِّت جبال الألب انتباهكم...؟ من الأفضل للمسافر أن يعتني بهندامه، وأن يكون مستعداً تماماً لهذه التجربة".