إيهاب الشاوش من تونس: لم يختلف نبض الشارع التونسي، طوال العدوان الإسرائيلي على لبنان، عن تفاعل المهرجانات والفنانين التونسيين مع مأساة لبنان. فالحرب الأخيرة، ألقت بظلالها الثقيلة على مهرجانات تونس، وصيفها، وتركت بصماتها على فنانيها.
كل المهرجانات، وباعتراف القيمين عليها، منيت بخسائر مادية هامة، ليس جراء إلغاء جلّ السهرات اللبنانية،عدا قلة قليلة مثل نجوى كرم و مروان خوري، اللذان اعتبرا أنه من quot;واجبهماquot; الغناء، في وقت يدك فيه لبنان دكاً، ويموت الأطفال و الشيوخ و النساء.
ليس لذلك السبب فحسب، وإنما بسبب عزوف التونسيين، الذين تسمروا أمام شاشات التلفاز، وراعهم ما شاهدوه، من قتل للبنانيين و تدمير لمنشآتهم.
من جهتها، أعلنت الحكومة التونسية و وزارة الثقافة، الحداد ثلاثة أيام اثر مجزرة قانا الثانية، وهو ما خلق حالة فراغ، وزاد من عزوف التونسيين عن المهرجانات. رافق ذلك عودة قوية للأغاني الملتزمة و الوطنية لمارسيل خليفة وفيروز وماجدة الرومي والشيخ إمام.
الفنانون التونسيون، تفاعلوا مع أحداث لبنان، إما بإلغاء سهراتهم مثل صوفية صادق و لطيفة، أو بتغيير برنامجها على غرار سهرة الختام مع لطفي بوشناق. والبعض الآخر اختار افتتاح سهراته بأغنية لفيروز تحية لبنان أو بكتابة أغنية خصيصا لبنان.

صابر الرباعي و quot;لبنان ما يهتزquot;:
كعادته خلال السنوات الأخيرة، كانت سهرة صابر الرباعي في قرطاج ناجحة جماهيريا و فنيا. صابر الذي احتضنه لبنان و آمن بقدراته الفنية، لم ينس بلد الأرز فأهداه أغنيةquot; لبنان ما يهتزquot; وسط تجاوب و تأثر من جمهور قرطاج. كما قرر صابر ان يخصص جزءا كبيرا من عائدات حفلاته للصليب الأحمر اللبناني.

لطيفة تناشد الفنانين العرب:
لطيفة التي قررت إلغاء سهرتها في قرطاج، شاركت مروان خوري في الحمامات بأدائها لأغنية quot;بحبك يا لبنانquot;، ناشدت الفنانين العرب تشكيل قافلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى لبنان.
واكدت على ضرورة أن يتحرك الفنانون العرب سريعاً نصرة للبنان، وتضامناً مع الشعب الشقيق مطالبة الفنانين على وجه الخصوص، بالمشاركة في quot;قافلة تحمل مساعدات إنسانية الى ابناء لبنان، عبر الحدود السورية، أو عبر الجسر الجوى الأردني. وتضمن البيان عنوان بريد الكتروني لتسجيل أسماء الفنانين الذين يرغبون في المشاركة في هذه القافلة.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن سهرة لطيفة في قرطاج، كان يمكن أن تشكّل مناسبة كي تعود الى جمهورها في تونس من الباب الكبير، بعد مشاركة لم تكن موفقة في قرطاج 2005، لكنها آثرت إلغاء السهرة.
نبيهة تحي لبنان:
تحية نبيهة كراولي لبنان في مهرجان الحمامات الدولي، كانت بأغنية جميلة كتب كلماتها علي الورتاني و تقول:
quot;نحبك يا لبنان و بحبك مفتون.
نحبك با لبنان صامد مهما يكونquot;.
يا لبنان الغالي يا نجمة ما تطيح
شجر الأرز الغالي ما يركع للريحquot;.
محمد الجبالي يدعو زملائه:
الفنان محمد الجبالي، الذي وقع تأجيل سهرته في قرطاج، نظرا لتزامنها مع فترة الحداد، قرر ان يدعوا العديد من الفنانين للوقوف على خشبة قرطاج و الغناء للبنان. و كانت في الموعد إنصاف بن غالية و غازي العيادي و مهدي امين، الذين عبروا عن وفائهم و دعمهم لهذا البلد المنكوب.
بوشناق يختتم بأغان وطنية:
كانت كلمات بوشناق لإيلاف في ختام الدورة 42 لمهرجان قرطاج اكثر من معبرة. و يمكن ان تلخص موقف كل الفنانين التونسيين تجاه لبنان. قال بوشناقquot; كيف يمكن ان اغني و افرح و جاري في مأتم. هذا غير معقول و لا اخلاقي...quot;
لذلك فقد كانت فكرة بوشناق ان لا يلغي السهرة، بل قدم لوزارة الثقافة، و في اللحظات الأخيرة، مشروعا و تصورا جديدا، لسهرة الختام يتضمن أغان وطنية. و قد تمكن بوشناق، وخلال أسبوع فقط، من إعداد سهرة الختام بصيغتها المنقحة. و كانت النتيجة نجاحا لم يحققه من اختار الطرب و الرقص على أنقاض لبنان.
كما قرر المطرب التونسي تخصيص مداخيل الحفل إلى الشعب اللبناني.
و شاركت الفنانة سنية مبارك، بوشناق، في سهرة الختام بأغنيتها الجديدة quot;الحريةquot; وquot;بحبك يا لبنانquot; للفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز. في حين غنت المطربة درصاف الحمداني أغنية quot;القدسquot;.
[email protected]