برنامج نال مشاهدة واسعة في العراق
الملحن محسن فرحان : جوهر البرنامج الإهتمام بالغناء العراقي ومحاربة النشاز

عبد الجبار العتابي من بغداد: بعد رحلة إستمرت لأكثر من تسعة اشهر، من الغناء والتنافس والإختبارات، وصل قطار برنامج السباق الغنائي (على خطى النجوم) الذي انتجته قناة (البغدادية) العراقية الى محطته الاخيرة التي كانت في (دمشق) بعد أن انطلق من بغداد، متجاوزًا الظروف والعقبات وثلاث محطات مميزة نزل فيها العديد من المشاركين، وهناك تم اعلان النتائج النهائية التي كشفت عن ولادة ستة مطربين شباب من بين (250) هاويًا تباروا فيما بينهم في تقليد نخبة من مطربي العراق الكبار هم : داخل حسن ، ياس خضر، حسين نعمة ، قحطان العطار،رياض احمد وكاظم الساهر، وقد جاءت النتائج التي مرت عبر لجنة تحكيم خاصة مؤلفة من : الملحنين الكبيرين طالب القره غولي ومحسن فرحان والمطربين الكبيرين فؤاد سالم وامل خضير والناقد الموسيقي يحيى ادريس ، اضافة الى ان الجوائز خضعت لتصويت مباشر من جمهور المشاهدين ، وقد جاءت النتائج كما يأتي : مشتاق خيون عن مجموعة داخل حسن ، وحميد ضايع عن مجموعة باس خضر وعلي جبار عن مجموعة حسين نعمة وعدنان عباس عن مجموعة قحطان العطار وحسن هادي عن مجموعة رياض احمد وسعد ياسين عن مجموعة كاظم الساهر .

علي جبار كان الفائز الاول من حيث النقاط التي حصل عليها فكانت مرتبته الاولى بينهم ، ألتقيناه بعد عودته من سورية واعرب عن سعادته بهذا الفوز الذي يؤكد حقيقة موهبته وقدرته الصوتية بعد نحاجه السابق في برنامج(عراق ستار) فبل سنتين ، وقال علي : انا اغني لحسين نعمة هذا الصوت الخالد الجميل الشجي الذي اعشقه منذ الطفولة وحفظت اغانيه وغنيتها قبل ان اشارك في هذا البرنامج ، قلدته باحساسي الخاص فكان ادائي يحظى بالاعجاب الذي كانت ثمرته الجائزة الاولى ، واضاف علي : انا اسعى من خلال الغناء الى ان تكون لي خصوصية، انا قادر على الخروج من معطف التقليد والانطلاق بعيدا عنه بمهارتي وقدرتي التي اعتقد انها ترسخت بعد هذا النجاح ، وانا اشكر كل الذين اسهموا في نجاحي ومنحوا صوتي الثقة .

هذا البرنامج انطلق في الاول من نيسان / ابريل وانتهى في السابع من كانون الثاني / يناير 2008 نال مشاهدة واسعة من الجمهور الذي تفاعل مع المتسابقين وحسب القناة ان الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية كانت تشكل دليلاً على الاهتمام الجماهيري الواسع، لا سيما ان الاصوات المقلدة تعد من خيرة الاصوات العراقية الخالدة والتي لها حضور في الذائقة الجمعية ، وان التسعة اشهر التي هي عمر البرنامج اكدت حضوره وهو تعبير عن حب العراقيين للغناء واحترامهم للاصوات الجميلة والمؤثرة .
ومن اجل تسليط الضوء على هذا البرنامج ومحطاته إلتقينا الملحن محسن فرحان صاحب فكرة البرنامج ورئيس لجنة الحكم لنذهب معه في رحلة استطلاعية لشؤون (على خطى النجوم) ، يقول : فكرة البرنامج ليست جديدة ، بل هذه في بالي منذ سنوات طويلة ، وقد جاءت من خلال احد موظفي دائرة الاذاعة والتلفزيون السابقة ، حيث قال لي : كنت اكره داخل حسن ، ولكنني الان افتش عنه في طل محطة ، سألته لماذا ؟ قال : بسبب الكم الهائل من الاغاني التافهة في الاذاعات والتلفزيونات العربية!!،من هنا جاءتني فكرة ان اعد برنامجًا يهتم بمقلدي المغنين العراقيين ، وبدأت الفكرة تكبر في رأسي وطرحتها في حينها على المدير العام لدائرة الاذاعة والتلفزيون فلم ألق منه استجابة ، وحفظت الفكرة في اوراقي ، وعنما ظهرت الفضائيات العراقية طرحت الفكرة على قناة البغدادية من خلال الفنان عبد الخالق المختار المشرف الفني على القناة آنذاك ومن خلاله طرحت على ادارة القناة في القاهرة حيث انضج الفكرة الاستاذ فتيان مدير مكتب البغدادية في بغداد ، وبدأنا نعد للفكرة حيث اصبحت برنامجًا يشاهده الملايين من العراقيين والعرب ، وهذا ما لمسته من خلال الاتصالات الهاتفية والايميل .

* ما المراحل التي مر بها المتسابقون ؟
- البرنامج مر بأربعة مراحل هي : الاولى مرحلة التصفيات حيث شارك فيها بحدود (250) هاويا وهاوية بينهم من يقلد المطربين العراقيين بشكل تفصيلي ، وفيها يغني المتسابق مايشاء من الاغاني لمطربين عراقيين ، وفيها ظهر لنا المقلدون لاصوات المطربين الستة بشكل تلقائي ، والثانية : هي المرحلة الفضية ، واعتمدنا فيها نظام (الحُزم)، أي ان كل ثلاثة هواة يقلدون مطربا معينا وتسمى بـ(الحزمة) ، وفي هذه التصفيات تنافس (105) شباب ، والمرحلة الثالثة : الذهبية وفي كل حلقة مجموعتان والمجموعة بثلاثة هواة يقلدون مطربا حيث تم اعتماد ستة مطربين عراقيين هم : داخل حسن وياس خضر وحسين نعمة وقحطان العطار ورياض احمد وكاظم الساهر ، وهذا حسب التسلسل الزمني لظهور المطربين ، وفي هذه المرحلة صارت لدينا دروس، بدأنا ندرس الموشحات الاندلسية والاغاني التراثية العراقية يقوم بها الفنان عامر توفيق ، ودرس للصولفيج واصل الاغاني العراقية يحاضر فيها الفنان جواد محسن ، وبعد المرحلة الذهبية تم اختيار (12) هاويًا كان اثنين منهم يمثلان مطربًا واحدًا ، واجريت الاختبارات النهائية في دمشق، حيث فاز ستة منهم ، في هذه المرحلة كان الاختبار يعتمد خطين ، الاول ان يغني الهاوي اغنية لمطربه الذي قلده على مدى حلقات البرنامج والثانية تبتعد كليا عنه ، هنا تظهر لنا امكانات الهاوي ولونه الجديد وخصوصيته في الغناء وهذا ما اراده البرنامج حيث ظهرت لنا الوانا جديدة وطرق جديدة في الغناء .

* كيف تم اعتماد اختيار الفائزين؟
- اعتمدنا في النتائج على نسبة 25 % للجنة الحكم و 75 % للجمهور ، لأن الاصوات كانت متقاربة في القدرة والامكانية ، كل لون كان له فارسه ، لذلك تم اعتماد الجمهور ، اي ان القضية اصبحت تتعلق بالذوق العام .

* ما المشاكل التي واجهتموها والمعوقات ؟
- ليست هنالك مشاكل بقدر ما كان الظرف الامني عائقًا من خلال الوقت الذي حاصرنا مساء ، كنا نسرع في الحلقات مما كان يضعف جودة الحلقة ويحدث ارباك في طريقة تقديم الاغاني .

* لماذا اجريتم النهائيات في دمشق وليس في بغداد ؟
- كانت رؤية ادارة القناة ان تكون النهائيات في القاهرة ولكن لصعوبة الحصول على (الفيزا) وصعوبة التنقل في القاهرة أرتأت الادارة جعلها في دمشق ولوجود جالية عراقية كبيرة.

* هل هنالك صوت حزنت على عدم حصوله على جائزة؟
- حزنت على خروج (عمار العربي) كان يقلد داخل حسن ولكنه سقط في المرحلة الذهبية من خلال التصويت .

* ومن الذين فازوا ايهم لفت انتباهك اكثر؟
- كلهم اصواتهم رائعة وجميلة .

* بعدما فاز الهواة ما الذي ستفعلونه من اجلهم ؟
- من هذا الاسبوع ستبدأ لجنة في القناة باعداد النصوص الغنائية للشباب والاتصال بالملحنين العراقيين لتهيئة ألحان لهم وستكون حصة كل شاب ثلاث اغاني عاطفية جديدة سيتم تصويرها داخل وخارج العراق واغنية وطنية لكل واحد منهم، إضافة الى اوبريت جماعي يضم الشباب الستة الفائزين ، وهناك جوائز مالية خصصتها الادارة لهم .

* ما الملاحظات التي سجلتها على البرنامج لتلافيها في النسخة الثانية ؟
- اخطاء وهفوات منها طول زمن البرنامج حيث ان مدة تسعة اشهر طويلة ويمكن ان تكون اقل ، فنحن كقناة لدينا برامج كثيرة ممكن ان ننتجها ، ومعنى هذا اننا لايمكن ان نعمل اي شيء طوال هذا الوقت ، كذلك ان العلاقات العامة لدينا ضعيفة جدا حيث لم يتم الاتصال بالصحافة العراقية ومواكبة البرنامج محليًا وعربيًا، وفي المراحل الاولى كان ينقصنا العازف الجيد وقد احبط العديد من الشباب وبعدها تلافينا ذلك بفرقة موسيقية ، وهناك اخطاء بسيطة لا تستحق الذكر وهي تموت في هكذا عمل كبير.

* متى ستبدأ الدورة الجديدة ؟
- سنعمل عليها منذ الاسابيع المقبلة ونهييء موادها والاعلان عنها ليتسنى للراغبين بالمشاركة التهيئة ، والدورة المقبلة ستكون مميزة فيها مسئل جديدة ، والتقليد سيكون حسب المشاركين ، ومن الجائز ان يكون المطربين ذاتهم ، المهم ان جوهر البرنامج الاهتمام بالغناء العراقي .

*لماذا اسلوب التقليد وليس غيره؟
- سابقًا في مديرية الموسيقى في التلفزيون السابق وخلال فحص الاصوات كنا نرفض من يأتينا مقلدا حيث ان المطرب موجود ، ولكن الاصوات الناشزة التي ظهرت في المدة الاخيرة والتي لا تحمل من صفات الغناء اي شيء جعلتني افكر كيف اظهر للناس كيف كان الرواد يغنون من خلال مقلديهم ، ولاحظت ان الشباب في تقليدهم للمطربين يبحثون عن اغانيهم وعن اشرطتهم ، وهذا مكسب والناس تنتبه للمطربين الذين يغنون منذ ثلاثين سنة ، الى ان نصل بالشباب الى مرحلة نزع العباءة التي يلبسونها من خلال التقليد ويظهرون بلون جديد تتعاون معه اللجنة ومن خلال الاغاني الجديدة سيستمع الناس الى اصوات مثقفة ومدربة وتعتمد على الارث العراقي .

* ما رأي اللجنة ان جاء شباب يقلدون اصواتا نشاز فهل تقبلونهم ؟
- لا يمكن ان يأتي ثلاثون شابًا يقلدون صوتًا ناشزًا، وان اتوا فلا نقبلهم ونعتبرهم ثلاثين صوت نشاز وعلينا محاربة النشاز .

* هل ستقدم الحانك لهؤلاء الشباب الفائزين ؟
-حتى الان لم اقرر ، وان كانت القناة تلح علي ان اهيئ الحانًا ، وبالتأكيد سألزم عددًا منهم ولكنني كلفت الملحنين الكبيرين طالب القره غولي وكوكب حمزة والملحنين الشابين علي صابر ونصرت البدر من اجل تقديم الحان لهم .