أمال الهلالي من تونس:الثلاثاء28 يوليو2009تاريخ سيخطه جمهور مهرجان قرطاج الدولي في دورته الخامسة والأربعين بأحرف من ذهب، وسيبقى عالقا في أذهان كل من حضر لآخر ما تبقى من عنقود زمن الطرب الجميل وردة الجزائرية.
الحفل كان استثنائياً على كل الأصعدة، استثنائيا بجمهور لم يشهد لإقبالهمثيل في تاريخ مهرجان قرطاج الدولي واستثنائيا بفنانة جاءت بكل ثقلها الفني وروائعها الخالدة: quot;بودعكquot; ، quot;في يوم وليلةquot; ،quot;خليك هناquot;، quot;لولا الملامةquot; ،quot;حكايتي مع الزمانquot;،quot;أكذب عليكquot;، والقائمة تطول... الكل جاء يمني النفس بسهرة تاريخية وبفرصة لن تتكرر أبدا الكل استحضر ذكريات الطفولة والشباب وحكايات عاطفية فجرتها الكلمات والألحان.
العاشرة ليلا أطلت وردة الجزائرية على جمهور تونس بفستان ابيض ملائكي مزركش بالزهري وشدت لساعتين من الزمن دون توقف بدأتها برائعة quot;حكايتي مع الزمانquot; وختمتها بquot;جرب نار الغيرةquot; بمشاركة ثلاثين عازفا وبقيادة المايسترو ماجد سرور الذي استقبلها بمعزوفةquot;وردة الورودquot;تضمنت باقة من أجمل أغانيها.
الوعكة الصحية التي تمر بها وردة أثرتفي أدائها وفي تحركها فوق خشبة المسرح،والسنين لم ترحم حنجرتها كلما أرادت أن تتسلطن، وذاكرتها لما استعانت بالورقة لاستحضار كلمات أغانيها، ومع ذلك غفر لها الجمهور وصفق لها بحرارةوشاركها الغناء لأنهيعي جيدا أن حضوره لحفلها فرصة لن تتكرر، و شرف كبير لا يمنح لأي كان.
وردة وبذكاء فني كانت تطلب منالجمهور مشاركتها الغناء حيناً،و تصده أحيانا أخرى، ولم تنس أنتذكر بأصلها وجذورها قائلةquot;أنا شاوية جزائريةquot; حين سبقها الجمهور في ترديد أغنيةquot;بتونس بيكquot; وأضافت قائلة باللغة الفرنسية quot;non أنا منيبدأ الغناء أولاquot; كما لم تمانع أحيانا في ملاطفتهم قائلةquot;سمعوني الزغرودة التونسيةquot; لتتعالى على إثرها الزغاريد في كامل أرجاء المسرح الأثري في قرطاج.
حفل وردة في قرطاج لم يكن عاديا بالمرة ولم يمر دون مفاجآت حيث جلب أحد الجمهور عدل تنفيذ لمدير مهرجان قرطاج بوبكر بن فرج بعد أن اقتطع تذكرة بقيمة 50 دينارا ولم يمكنه أعوان الحراسة من الدخول للمسرح بحجة امتلائه ليجد بن فرج نفسه في موقف لايحسد عليه ولاسيما أن خبرته لاتتعدى تظاهرة معرض الكتاب الدولي، ولم يحسن حتى التعامل مع الصحافيين ليتدخل المكلف بالإعلام نبيل الباسطي في كل مرة لإنقاذ الموقف.
للتذكير فقط فان وردة تعود لتونس بعد غياب دام ثماني عشرة سنة، وعمرناهز السبعين عاماً،كما أنها تحصلت على مبلغ يقدر بنحو 150 ألف دولار مقابل غنائها في قرطاج.