جوبا: اعلنت مسؤولة الامم المتحدة المكلفة شؤون العنف الجنسي في النزاعات المسلحة زينب بانغورا الجمعة انها لم تشهد على الاطلاق هذا العدد الكبير من عمليات الاغتصاب الا في جنوب السودان، الذي تمزقه حرب اهلية، تتخللها فظائع ومجازر عرقية.

وقالت زينب بانغورا الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة المكلفة العنف الجنسي في النزاعات المسلحة، اثناء زيارة الى جنوب السودان "لديّ خبرة تقارب 30 سنة في خدمة الدولة والامم المتحدة (...)، سافرت الى كل انحاء العالم، وأعود من دولة شهدت حربًا، لكني لم ار بعد على الإطلاق ما رايت اليوم".

واضافت اثناء مقابلة مع وكالة فرانس برس في بنتيو (شمال)، احدى البؤر الرئيسة للمواجهات في النزاع الذي تغيرت خلاله المواقع مرارًا في الاشهر الاخيرة والمدمّر جدا، ان هذا الوضع هو "اسوأ الاوضاع الممكنة، ان مواجهته مؤلمة للغاية فعلا".

وشددت زينب بانغورا التي تتحدر من سيراليون، على انها شهدت فظائع في هذا البلد اثناء الحرب الاهلية، التي دارت من 1991 الى 2020، وانها قابلت ضحايا اغتصاب في البوسنة وجمهورية الكونغو الديموقراطية او في الصومال، لكن الوضع في جنوب السودان هو الاسوأ لجهة اعمال العنف ضد النساء. واضافت ان القوات الحكومية والحركات المتمردة مسؤولة عن هذه الجرائم.

وقالت زينب بنغورا "انه امر غير معقول. من المؤلم معرفة الظروف التي تعيش فيها النساء، المضايقات واعمال العنف الجنسي في نقاط المراقبة. انه امر يدعو إلى الاسف الشديد". واستمعت مسؤولة الامم المتحدة الى شهادات ضحايا عمليات اغتصاب.

وقالت "لقد رووا لي قصة امراة تعرضت للاغتصاب بعدما ولدت مباشرة، قصة امراة مسنة تعرّضت للاغتصاب... طفلات في العاشرة او الحادية عشرة من العمر يتعرضن للاغتصاب يوميا". ولجأ حوالى 100 الف شخص الى قواعد الامم المتحدة في انحاء جنوب السودان ولا يزالون يخشون الخروج منها خوفا من تعرّضهم للقتل بسبب انتمائهم القبلي.

وفي هذه الحرب الدائرة بين انصار الرئيس سلفا كير وانصار نائبه السابق وخصمه رياك مشار، قتل الاف الاشخاص - عشرات الالاف من دون شك، لكن لا توجد حصيلة دقيقة - وطرد اكثر من 1,8 مليون شخص من منازلهم.
&