بيني: يشكو مسلمو بيني من انهم يتعرضون لمضايقات متزايدة منذ المجازر الاخيرة التي ارتكبها في شرق الكونغو الديموقراطية متمردون اوغنديون مسلمون.

وشهد مراسلا وكالة فرانس برس في هذه البلدة الكبيرة بشمال ولاية شمال كيفو عملية اعتقال كونغولي مسلم من قوات& الامن، فقط بسبب ارتدائه "ثوبا" كما يسمي سكان المنطقة القمصان الذي يرتديه الملتحون.

وقال موسى انغواندي ممثل الجالية المسلمة في منطقة بني (ما بين 3 الى 7% من السكان) "نحن المسلمين نتعرض الى مضايقات العسكر الذين يقولون اننا مع تحالف القوات الديموقراطية" حركة التمرد الاوغندية التي اغتالت بالسلاح الابيض حوالى ثمانين مدنيا خلال اسبوعين في المنطقة.

واعتقل احد اعمامه قبل قليل في مبو على مسافة عشرين كلم شمال بني للاشتباه في انتمائه الى تلك الحركة، لكن اطلق سراحه مساء واضطر الى دفع كفالة في حين لم تتبين اي ادلة ضده وفق شهادة مصور فرانس برس.

وينتقد "الشيخ" انغواندي (35 سنة) وهو موظف يستقبل الناس في مكتب عمله المجاور للجامع الكبير في المدينة، اعتقال المسلمين المتكرر بلا سبب و"من جهة اخرى تحالف القوات الديموقراطية الذي يطاردنا وتتهمنا بالخيانة".

وردا على سؤال حول جرائم تلك الحركة قال انغواندي ان "القرآن يحرم قتل الأبرياء".

وفي خارج المكتب تكتظ قاعة الصلاة بالمصلين من الرجال الملتحين والنساء المحجبات في انتظار صلاة العصر. ويقول اميسي رجب قرب حنفية الوضوء، ان "الناس يشكون فينا" بسبب ما فعلته حركة تحالف القوات الديموقراطية لكن "المسلم الذي ينضم الى حركة لقتل الناس ليس مؤمنا".

من جانبه يقر نائب بني مواكا بوينجي ب"مشاعر عدائية ازاء المسلمين" ويفسرها بان "عناصر تحالف القوات الديمقراطية عندما يذبحون الناس يتلون صلوات اسلامية" وبشهادات بعض الرهائن الناجين من المتمردين حول ارغامهم على اعتناق الاسلام.

ويمكن تفسير مشاعر ريبة غير المسلمين بتاريخ تلك الحركة التي نشأت من اجل الدفاع عن المسلمين الذين همشهم نظام يويرو موسيفيني رئيس اوغندا منذ 1986، واستقرت في& منطقة بيني في 1995.

واقام مقاتلو الحركة الذين يعيشون منزويين في الجبال علاقات تجارية وعائلية مع مسلمي المنطقة الذين تجند بعضهم فيها خلال السنوات الاولى، وفق ما افادت مجموعة الازمات الدولية.

ويرى خبير في شمال كيفو انه اعتبارا من 2005 عندما بدأ الجيش الكونغولي يقاتلهم، اخذوا يعتدون على المدنيين.

ويقول المسلمون الذي اتصلت بهم فرانس برس ان وضعهم الذي كان اصلا صعبا تفاقم كثيرا منذ كانون الثاني/يناير مع بداية هجوم الجيش الكونغولي على الحركة وعمليات انتقامها التي اخذت منحى خطيرا مع المجازر الاخيرة.

ويقول انغواندي ان "المسلم لا يخشى الموت (...) واذا استمروا في مضايقتنا فان الوضع قد يتفاقم". وحذر من انه "طفح الكيل"

وبين رعية الابرشية الكاثوليكية لمدينة بني قال الكاهن جان بول بيليبيلي "ليس لدي اي مشكلة في التعايش مع المسلمين" مؤكدا انه حث رعيته الاحد على تفادي الخلط بين الاسلام والارهاب.

من جانبه اعتبر الكاهن المعمداني كمبالي كاسوندولي من الجمعية الانجيلية في وسط افريقيا انه "لو كانت هناك عداوة ضد المسلمين بسبب علاقاتهم المفترضة مع حركة القوات الديمقراطية الحليفة فان "الناس قد يكون اضرموا النار في الجامع".

غير ان العديد من سكان المدينة ينظرون الى اتباع محمد بريبة اذ يقولون قصد التخويف "سأرسلك اليك المسلمين".