واغادوغو: يكتسب اللفتنانت كولونيل اسحق زيدا، رغم انه لم يكن معروفا لدى سكان بوركينا فاسو قبل اسبوع والذي نصبه الجيش زعيما للفترة الانتقالية، مزيدا من الثقة في كل يوم يقضيه في الحكم الذي يتوجب عليه اعادته الى شخصية مدنية بسرعة.
&
وفاجأ مساعد قائد الحرس الرئاسي لبليز كومباوري الجميع الجمعة الماضي بظهوره للمرة الاولى في مؤتمر صحافي معلنا منتصف الليل انه "يتولى" مسؤولية "رئيس الدولة" بعد حوالى 12 ساعة من اعلان قائد اركان الجيش الجنرال نابيري هونوري تراوري ذلك.
&
واراد حينها عسكريان ان يقودا البلاد بعد استقالة الرئيس كومباوري الذي حكم البلاد 27 عاما، وفضل الجيش السبت ادناهما رتبة واصغرهما سنا (49عاما) لان قائد الاركان كان مقربا جدا من الرئيس السابق.
&
واثار هذا الخيار سؤالا مهما، من هو اسحق زيدا؟ ولماذا يريد السلطة؟
&
وتساءل مصدر امني غربي حينها قائلا ان "ما يقلقنا هو انه كان مساعد رئيس الفوج الامني الرئاسي، هل يكون كومباوري من وراءه يحرك الامور؟"
&
وقد انضم زيدا الرجل المتين صاحب الشارب الخفيف والنظارات الذي تدرب في مركز بو (جنوب بوركينا) للمظليين، &في 1996 الى الحرس الرئاسي المخصص لامن كومباوري، حيث امضى حياته العسكرية.
&
وهذا النوع من المسيرة يثير مبدئيا الشبهات في هذا الضابط الذي يرتدي دائما زيه العسكري ويعتمر قبعته الحمراء.
&
واعتبر دبلوماسي انه تفوق على الجنرال جلبير دينديري قائد الاركان الذي كان مقربا جدا من كومباوري "بالسرعة" عندما خرج الى العلن، واكد عضو في الفوج الامني الرئاسي ان الجنرال دينديري لم يكن مطلعا على مشاريع مساعده.
&
ويبدو ان زيدا الذي يجمع الذين تحدثوا اليه على انه "ذكي" و"مصمم"، يتمتع حاليا بتاييد المجتمع المدني الذي يرى في فترة انتقالية عسكرية اقل الاضرار بعد ثلاثة عقود من حكم كومباوري بلا منازع قبل سقوطه السريع وغير المتوقع.&
&
لكن اطلاق الجيش النار في الهواء لتفريق حشد امام مبنى التلفزيون العام، ما اسفر عن سقوط قتيل، غير المعطيات، لان ذلك اثار في المجتمع الدولي مخاوف من انه قد يحتفظ لنفسه بالسلطة.
&
وبادرت الولايات المتحدة بتوجيه تحذير اليه، ثم هدد الاتحاد الافريقي الاثنين بوركينا فاسو بعقوبات اذا لم تسلم الحكم الى مدنيين في مهلة اسبوعين.
&
وقال ماريوس ايبريغا المتخصص في القانون الدستوري ورئيس منظمة غير حكومية ان ذلك التحذير بلغ هدفه لدى هذا الرجل "العاقل" الذي "ياخذ في الحسبان الواقعية السياسية".
&
وقال عبد الكريم سانغو القانوني والمحلل السياسي انه في اليوم نفسه بدا الضابط الذي "لم يتمتع بعد بالحكم" لقاء كافة الاطراف المعنية بالحوار الوطني الشامل.
&
ويبدو ان الرجل لا يريد "تهميش احد" ويستشير المعارضة السابقة والغالبية السابقة والسلطات التقليدية ورجال الدين والجيش والمجتمع المدني وحتى الموالين لكومباوري رغم الحقد الذي اصبحوا يثيرونه في الفئات الاخير من المجتمع، كما يرى عالم الاجتماع فراناند سانو من واغادوغو.
&
ويواصل زيدا مشاوراته من اجل مرحلة انتقالية "مدنية" في قاعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي غير الفخمة، وهناك استقر تاركا مقره في الفوج الامني الرئاسي متجنبا الاقامة في القصر الرئاسي المهجور.
&
واعتقل زعيم حزب كومباوري عاصيمي كواندا الثلاثاء لانه ادلى "بتصريحات قد تخل بالنظام العام" في ما يدل على الامساك بزمام الامور على الساحة السياسية.
&
والاربعاء استقبل زيدا في المطار وكأنه الرئيس، رؤساء غانا والسنغال ونيجيريا الذين قدموا كوسطاء الى بوركينا فاسو وتصافح معهم امام الكاميرات.
&
ونظم الرجل الذي يلزم الصمت ويصعد الى سيارته ذات الدفع الرباعي دون الادلاء باي تصريح للصحافيين، الخميس مؤتمرا صحافيا تحدى فيه الاتحاد الافريقي ضاربا عرض الحائط تهديداته بفرض عقوبات.
&
وقال ان "المهلة التي فرضوها علينا (..) لا تهمنا كثيرا" مضيفا "فليقل الاتحاد الافريقي +مهلة ثلاثة ايام+ ان ذلك لا يلزم احدا سواه" .
&
وقال مصدر عسكري ان هذا "المؤمن" البروتستانتي "الهادئ والتوافقي" "لا تهمه السلطة" كما اكد ذلك مريوس ايبريغا.
&
وقال ايبريغا ان زيدا "يفي بوعده" و"لا يريد البتة احتكار انتصار الشعب" مؤكدا "قلنا له انه بتصرفه هكذا سيخرج منتصرا" وينهي تحوله من جندي مجهول الى رجل ارسله القدر.
&