وضعت المستشارة الأميركية أنجيلا ميركل قضية التجسس عليها من قبل وكالة الأمن القومي الأميركية خلف ظهرها، وتريد زيارة الولايات المتحدة لفتح صفحات جديدة تركز على التجارة الحرة وبحث ملف الأزمة الأوكرانية.

قبيل زيارتها المقررة للولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل، يبدو أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لا تتوقع إحراز أي تقدم في ما يتعلق بتوضيح الملابسات الخاصة بواقعة التجسس عليها، وعلى هاتفها الشخصي، من جانب وكالة الأمن القومي الأميركية، وذلك على الرغم من أنها لا تزال غاضبة من تلك الواقعة المشينة.
ولفتت بهذا الخصوص مجلة دير شبيغل الألمانية إلى أن ميركل ستركز بدلاً من ذلك أثناء الزيارة على الحديث عن الأزمة المشتعلة في أوكرانيا، وعن التجارة الحرة مع أوباما.
واستهلت المجلة حديثها بلفتها إلى ذلك الاحتفال الذي أقيم قبل نحو أسبوعين في الولايات المتحدة من أجل الإعلان عن إعادة افتتاح quot;حديقة الصداقة الألمانية- الأميركيةquot;، مشيرةً إلى أن ذلك جاء بهدف تحسين العلاقات بين الطرفين.
وأضافت المجلة أن زيارة ميركل لواشنطن تأتي في وقت تمر فيه العلاقات بين الجانبين بمفترق طرق صعب، خاصة في ظل وجود عدة عقبات، من بينها فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي على ميركل، وتعقُّد المفاوضات بخصوص اتفاقية التجارة الحرة بين ضفتي الأطلسي والجهود التي بدأت تقوم بها روسيا خلال الآونة الأخيرة من أجل تبديل التوازنات الخاصة بتوزيع القوى العالمية.
وأشارت دير شبيغل إلى أن ميركل، وبمجرد وصولها واشنطن، سيكون لديها المبرر لكي تشعر بالامتنان للرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، والسبب هو أن التصاعد الحاصل في الأزمة الأوكرانية سوف يسمح لها بإظهار الشعور بالوحدة بين ضفتي الأطلسي في علاقة يشوبها في الوقت الحالي سوء فهم عميق.
ورجحت جوليان سميث، مساعدة مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أن يحذر أوباما أثناء الزيارة الرأي العام الألماني من خطر عدم التحرك أو حدوث شلل سياسي تجاه روسيا، مضيفةً أن أوباما من المرجح أن يصف ميركل بأنها quot;زعيمة مؤثرةquot; أو quot;صديقة مقربةquot;، كما يميل أن يفعل في الغالب.
في غضون ذلك، أشار روبرت كيميت، الذي سبق له العمل كسفير للولايات المتحدة لدى ألمانيا إبان فترة حكم الرئيس جورج بوش الأب، إلى أن كثيرين في واشنطن ينظرون إلى ميركل باعتبارها شخصاً على اتصال مباشر بالرئيس الروسي، وأنه وبالنظر إلى أن العلاقات الألمانية - الأميركية تُشكِّل حالياً جوهر العلاقة بين ضفتي الأطلسي، فإن ميركل تبدو باعتبارها أقوى مستشار ألماني يقوم بزيارة إلى واشنطن.
وأوضحت أنيت هيوسير، رئيسة مكتب مؤسسة بيرتليسمان غير الربحية في واشنطن، أن مراقبة المستشارة الألمانية شكّلت quot;خرقاً للثقةquot; ما زال يؤثر على العلاقات. وأضافت:quot; ومازالت إدارة أوباما غير مدركة حتى الآن أنها إذا لم توضح الأمر، فإنه سيبقى عبئاً دائماً على علاقاتها مع ألمانياquot;.