بغداد: احيا ملايين من المسلمين الشيعة في العراق بينهم عرب واجانب الاحد في بغداد ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، وسط اجراءات امنية مشددة لحماية الزوار الذين توافدوا على مدى ايام رغم توتر الاوضاع الامنية.&&

وبدأ توافد الزوار منذ منتصف الاسبوع الماضي من مختلف مناطق العراق سيرا عبر الطرق الرئيسية في بغداد، في اتجاه مرقد الامام الكاظم في منطقة الكاظمية في شمال بغداد.&
&
ورغم الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذتها السلطات الا ان ذلك لم يمنع وقوع ثلاثة هجمات داخل بغداد، اسفرت عن مقتل 25 زائرا واصابة العشرات الخميس الماضي.
&
وبلغت مراسم احياء ذكرى وفاة الامام ذروتها ليلة السبت الاحد، عند مرقد الامام الذي احتشد حوله عدد هائلة من الزوار.
&
وتحدثت العتبة الكاظمية في مؤتمر صحافي بعد نهاية الزيارة عن مشاركة اكثر من ثمانية ملايين زائر من العراقيين والعرب والاجانب، احيوا ذكرى وفاة الامام.
&
ولم يتسن تحديد عدد الزوار في شكل دقيق من مصادر مستقلة.
&
وتخلل المراسم قيام احد رجال الدين بسرد قصة الامام موسى الكاظم، نجل الامام جعفر الصادق، وسابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية امام المحتشدين.&
&
واجرى الزوار الذين قدموا سيرا وبينهم نساء واطفال تشييعا رمزيا للامام الذي مثل داخل نعش مغطى بقماش اخضر باتجاه المرقد، فيما علت اناشيد خاصة بالمناسبة وسط اجواء من الحزن، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس.&
&
وانتشرت على امتداد الطرق التي سلكها الزوار خيم تقدم الطعام واماكن لراحة الزوار كما تعالت عبر مكبرات الصوت اغان دينية تتحدث عن ذكرى وفاة الامام.
&
وقال علي البحريني الاتي من البحرين والذي يتولى ادارة احدى الخيم منذ اربعة ايام لتقديم خدمة للزوار في منطقة الكاظمية ان "سعادتي لا توصف وانا اخدم زوار الامام واشعر باني محظوظ لوجودي هنا والمشاركة في احياء هذه الذكرى".&
&
وفرضت قوات الامن اجراءات امنية مشددة على طرق رئيسية في بغداد خصصت لمرور الزوار عبر مناطق متفرقة باتجاه مرقد الامام ، بحسب ما افاد مراسلو فرانس برس.&
&
وقال العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية السبت، لفرانس برس ان "الزيارة تسير بانسيابية، وقيادة عمليات بغداد خصصت سيارات لنقل الزوار العائدين الى مناطقهم".
&
وتعليقا على خطر الهجمات، قال ابو علي احد الزوار الذي وصل من محافظة البصرة التي تبعد 500 كلم الى الجنوب من بغداد مع زوجته واطفاله الثلاثة وهو يرتدي زيا تقليديا، "ليتني اموت وانا في طريقي لزيارة الامام الكاظم".&
&
وتعد ذكرى وفاة الامام الكاظم من المناسبات الاكثر حزنا لدى المسلمين الشيعة.&
&
وولد الامام الكاظم في منطقة تعرف بالابواء بين مكة والمدينة وتوفي في سجن السندي ابن شائك حيث كان يعتقل في بغداد، علما بان الادبيات الشيعية تتهم الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الامام عبر دس السم له في السجن.
&
ويعتقد الشيعة ان الامام موسى الكاظم واحد القابه "كاظم الغيظ" هو صاحب كرامات ويوجهون طلباتهم اليه بصفته "ابو الحوائج" كما يطلقون عليه لقب "قتيل الظلمات".&
&
وشهدت مراسم احياء الذكرى احداث عنف متكررة خلال الاعوام الماضية، بينها مقتل نحو الف شخص جراء تدافع على جسر الائمة المؤدي الى الكاظمية في 31 اب/اغسطس 2005، في يوم هو الاكثر دموية منذ اجتياح العراق عام 2003.
&
&وتزامنت الزيارة هذا العام مع تواصل موجة اعمال عنف في العراق ادت الى مقتل اكثر من 3700 شخص منذ بداية هذا العام، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية.