تعتمد إسرائيل اليوم على برنامج جديد، يمزج الدراسة اللاهوتية والتدريب على استخدام الانترنت بحرفية، في جزء من جهد أوسع لدمج يهود إسرائيل المتدينين في الجيش.

بيروت: في ظل الجهود الإسرائيلية لجذب المتدينين المتشددين من اليهود للمساعدة في تقاسم عبء حماية البلاد، ومساعدتها في مهمة الدفاع، يجري إعداد مجموعة من الاسرائيليين في دورات تدريبية لمدة عامين كمدافعين على الانترنت في قوات الدفاع الإسرائيلية، واحدة من قوى الأمن السيبراني الأكثر تقدمًا في العالم.

سيبرانية دينية

من خلال برنامج يعرف باسم "هسدر يشيفا"، يقضي المتشددون ساعات عملهم النهاري منكبين على النصوص الدينية وعلى الانخراط في مناقشات لاهوتية قوية، هي حجر الأساس لتعليم "الحريديم" في الديانة اليهودية. وفي المساء، يقضي هؤلاء وقتهم في تطبيق 1000 ساعة من التدريب السيبراني استعدادًا للخدمة العسكرية.

في هذا السياق، اشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى أن هذه هي المبادرة الأولى من نوعها التي تخصصها إسرائيل لليهود المتدينين، الذين أعفوا تقليديًا من الخدمة في الجيش، ومن العمل التقليدي لصالح تلقيهم التعليم الديني، بهدف دمجهم بالجيش وتحديدًا في المناصب التكنولوجية.

ثمانية متدربين

يقول الحاخام كارمي غروس، الذي عمل مع الجيش لتأسيس البرنامج في حرم ماكون ليف الجامعي في القدس: "بدأنا البرنامج هذا العام مع ثمانية متدربين"، مشيرًا إلى أن مشاركتهم لا تزال حساسة وسرية للغاية، وبالتالي لا يستطيع التصريح عن طبيعة تدريبهم أو السماح لهم بالتحدث مع الصحيفة.

يشار إلى أن المشاركة الحريدية تشهد ارتفاعًا في البرامج الأكاديمية، بما في ذلك في المدارس التكنولوجية الكبرى مثل التخنيون في الجيش، حيث 90 بالمئة من الحريديم، يعملون في خدمة سلاح الجو في وظائف التكنولوجيا.

كما أن الحكومة الاسرائيلية أعلنت أخيرًا برنامجًا جديدًا لتمويل مشاريع الحريديم المتخصصة بالتكنولوجيا بنسبة 85 بالمئة.

شعبية واسعة

نمت الجهود الاسرائيلية لدمج اليهود المتدينين في الجيش بشكل مطرد في الآونة الأخيرة، لا سيما في سلاح الجو، حتى تضاعفت نسبة تجنيد الحريديم ثلاث مرات تقريبًا، نحو 90 بالمئة منهم يعملون في وظائف التكنولوجيا التي تحظى بشعبية واسعة لأنها تستوعب بعض الشروط الدينية مثل الفصل بين الجنسين.

يقول النقيب ناتان حنينا، أحد مؤسسي البرنامج: "هناك طلب كبير على هؤلاء الجنود المتدينين"، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتسخير مواهب الحريديم التكنولوجية لتغذية دفاعاتها التكنولوجية.
&