مايدوغوري: قتل 45 شخصا بيد مسلحين يشتبه في انهم ينتمون الى جماعة بوكو حرام، في محيط مدينة مايدوغوري، معقل هذه الجماعة الاسلامية المتطرفة في شمال شرق نيجيريا، كما افاد سكان وكالة فرانس برس الخميس.

ووقع الهجوم مساء الاربعاء في برداري في ضواحي مايدوغوري، مهد حركة التمرد الاسلامية، ونفذه رجال قدموا انفسهم على انهم دعاة اطلقوا النار فجأة على الحشد، بحسب اثنين من السكان.

والدعاة المتجولون امر شائع في شمال نيجيريا حيث الغالبية من المسلمين، ورجال الدين المزيفون هؤلاء جمعوا القرويين ليحدثوهم عن "الصراط المستقيم"، كما اوضح الشهود.

وروى ملام بونو الذي نجا من الهجوم "احصيت 45 جثة فور مغادرة المهاجين القرية".

واضاف "جاؤوا الى قريتنا (...). كذبوا علينا عندما قالوا انهم جاؤوا للدعوة، وعندما تجمع كل القرويين تقريبا خرجت مجموعة اخرى من المتمردين من مكان ما واطلقت النار على الحشد. فر الجميع عندئذ وهم يركضون للاختباء".

واكد ناج اخر يدعى كلامو بوكار ان افرادا "متنكرين بلباس دعاة" نصبوا هذا الفخ، مضيفا ان المسلحين الذين انضموا لاحقا "اضرموا النار ايضا في منازل ومتاجر عدة".

والجماعة الاسلامية التي شنت حركة تمرد دامية في 2009، تكثف حاليا الهجمات ولا سيما في شمال شرق البلاد.

واسفرت عمليات القتل التي نفذتها عن مقتل اكثر من الفي شخص منذ بداية العام.

واسفر هجوم اخر ضد اربع قرى في ولاية بورنو ايضا، الثلاثاء عن وقوع مئات القتلى، بحسب مسؤولين محليين وسكان.

250 الف نازح بسبب اعمال عنف بوكو حرام منذ عام

نزح حوالى 250 الف شخص بسبب اعمال العنف التي تنفذها جماعة بوكو حرام الاسلامية في شمال شرق نيجيريا منذ فرض حالة الطوارئ في هذه المنطقة قبل عام، بحسب تقرير لمنظمة غير حكومية نشر الخميس.

وقال هذا التقرير الذي اصدره مرصد حالات النزوح الداخلي ووضع استنادا الى ارقام الامم المتحدة، ان قرابة 800 شخص يتركون منازلهم كل يوم في شمال شرق (نيجيريا) بسبب اعمال العنف التي تنفذها بوكو حرام.

ومنذ فرضت حالة الطوارئ في المنطقة في ايار/مايو 2013، فر 250 الف شخص على الاقل من منازلهم في الفترة نفسها، بحسب التقرير.

وقتل قرابة ثلاثة الاف شخص خلال الفترة نفسها في هذا النزاع، كما اكد التقرير الذي لاحظ انه على الرغم من عمليات الجيش ضد الجماعة الاسلامية المتطرفة وفرض حالة الطوارئ، فقد زادت هجمات بوكو حرام من حيث العديد والقدرات.

وأعرب التقرير عن القلق من تصاعد نفوذ هذه الجماعة الاسلامية وقال "بينما تواجه الحكومة صعوبات في احتواء اندفاع بوكو حرام نحو الجنوب حتى العاصمة ابوجا (وسط)، فان مستقبل الاستقرار الاقليمي بكامله بات في خطر (...)".

وقال مدير مرصد حالات النزوح الداخلي الفريدو زاموديو ان "معاناة المدنيين هي النتيجة الفظيعة لاعمال العنف اليومية هذه، والاطفال في مقدمتها".

واصيب اقتصاد البلد ايضا بشكل خطير.

فقد نزح اكثر من 60 بالمئة من المزارعين في الشمال قبل البدء بموسم الزراعة مباشرة، ما يدفع الى الخشية من مشاكل خطيرة بسبب عدم الاكتفاء الغذائي وزيادة الاسعار، بحسب التقرير.

واضاف التقرير ايضا ان نيجيريا تعد اليوم ما مجموعه 3,3 ملايين نازح في كافة ارجاء البلاد، وهذا الرقم يشمل النازحين من السكان بسبب اعمال العنف الطائفية في مناطق عدة.