&
طهران: تهدف المفاوضات المباشرة التي تجري هذا الاسبوع بين ايران والدول الكبرى وبينها الولايات المتحدة، الى اقامة "الية ثقة" تضمن احترام الطرفين لاي اتفاق شامل يتم التوصل اليه بشأن الملف النووي، برأي دبلوماسيين وخبراء.
ويؤكد الاعلان عن اجراء محادثات منفصلة مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والمانيا -- الاعضاء في مجموعة 5+1 التي تتفاوض مع ايران - على ان خلافات جدية لا تزال ماثلة.&
ويقول دبلوماسيون حاليون وسابقون ان المشكلة تكمن في الاخفاق في توحيد المواقف والمصالح التي يجب ان يتم توحيدها بحلول 20 تموز/يوليو وهي المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق دائم بشان برنامج ايران النووي.&
&
واكدت ايران خلال الاسابيع القليلة الماضية مرارا على حقها "الثابت" في مواصلة برنامجها النووي لاغراض سلمية، وطالبت برفع العقوبات المفروضة عليها.&
وعلى النقيض الاخر فان الولايات المتحدة ودول مجموعة 5+1 الاخرى لم تدل باي اعلان، ما يشير الى فجوة كبيرة بين الفريقين المتفاوضين.&
&
وفيما تؤكد القوى الغربية وايران على رغبتهما في التوصل الى اتفاق، الا ان ايا منهما غير مستعد بعد الى تقديم التنازلات الكافية.&
يقول مفاوض اميركي سابق لوكالة فرانس برس ان "الايرانيين يريدون الاحتفاظ ببرنامج نووي مدني قوي يمنحهم قدرات نووية سريعة وخيار انتاج السلاح النووي في المستقبل".&
&
واضاف "ولكن الاميركيين يرغبون في ابعاد ايران باكبر قدر ممكن عن عتبة القدرة على انتاج اسلحة نووية"، مقرا بان جو التشكك يزيد من عدم التفاهم بين الجانبين.&
وراى ان الحل يكمن في التوصل الى اتفاق لا يتمكن اي من الجانبين من التراجع عنه لاحقا، ولكن رغم الحديث عن وجود جو جيد ومفاوضات بناءة، الا ان المفاوضات لا تزال تعاني من انقسام مرير.
&
وقال مصدر دبلوماسي غربي في طهران ان "الهدف هو ضمان عدم حصول ايران على قنبلة"، مقرا بان المحادثات دخلت مرحلة "مكثفة".&
واضاف "انهم يعرفون انه لم يعد امامهم الكثير من الوقت. ونعاني من نقص في الثقة بين الجانبين وعلينا ان نجد آلية لبناء الثقة، وهو الامر الذي يصعب تحقيقه".&
&
وانتهت المحادثات مع مسؤولين اميركيين في جنيف ليل الثلاثاء الاربعاء مع تاكيد كبير المفاوضين الايرانيين على وجود "اختلافات". ومن المقرر ان تجري لقاءات مع فرنسا في جنيف ومع روسيا في روما الاربعاء.&
والاربعاء اشارت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية في طهران مرضية افخم الى المحادثات وقالت ان ايران طالبت دائما "بالواقعية وبحقوقنا النووية"، مؤكدة ان الجمهورية الاسلامية "تعارض اي اسلحة دمار شامل او انتشار تلك الاسلحة".&
&
وتهدف المحادثات الثنائية مع اربعة من دول مجموعة 5+1 -- لم يتم التخطيط لاجتماعات مع بريطانيا او الصين -- الى جسر الهوة قبل الجولة التالية من المحادثات الرئيسية التي ستجري في فيينا في الفترة من 16-20 حزيران/يونيو.&
واكد غلام علي خوشرو النائب السابق لوزير الخارجية وعضو الفريق الايراني الذي شارك في المفاوضات النووية في الفترة من 2003-2005، على ضرورة تطبيق اجراءات لبناء الثقة، وقال ان المحادثات المباشرة يمكن ان تزيل الخلافات مع دول بعينها في مجموعة 5+1.&
&
واضاف "كلما اقتربنا من التوصل الى اتفاق شامل، كلما احتجنا اكثر الى بحث جميع المسائل" وخاصة مسالتا رفع مختلف العقوبات والحد من قدرات ايران لتخصيب اليورانيوم.&
وقال انه "خلال الاجتماع بين سبع دول (5+1 اضافة الى ايران)، ليس من الممكن مناقشة تفاصيل محددة حول جميع المسائل".&
&
وكان مفاوض ايراني سابق اخر طلب عدم الكشف عن هويته اكثر تحديدا، حيث قال ان موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي يشكل قلقا كبيرا لطهران.&
وقال "المشكلة الرئيسية هي ان اوباما فشل في اثبات امتلاكه للسلطة الضرورية والاحتياطي السياسي اللازم لحل المشكلة"، مشيرا الى تزايد التشاؤم بشان الموقف الاميركي.&
&
وقال "انهم يعلمون انه اذا لم يتم حل المشكلة في تموز/يوليو او في اب/اغسطس او ايلول/سبتمبر، فمن الممكن تماما ومع التغير في الكونغرس ان يصبح من الاصعب قبول الالتزامات التي تقطع لطهران".&
ورجح دبلوماسي غربي في طهران ان يكون قد اثير في اجتماعات جنيف الخوف من التوقيع على اتفاق وبعد ذلك عدم تنفيذه.
&
واضاف "ان اعرابهم عن المخاوف هو امر جيد"، مشيرا الى ان ايران التزمت بالتعهدات التي قطعتها في اتفاق جنيف المؤقت الذي ينتهي سريانه في 20 تموز/يوليو.&
واكد ان "ذلك يظهر كذلك ان التحفظ الايراني على التحدث مباشرة مع الولايات المتحدة قد زال".&