الخليل: قتل فتى فلسطيني اصيب شاب بجروح خطيرة برصاص جنود اسرائيليين الجمعة في الضفة الغربية حيث يواجه الجيش الاسرائيلي الذي يواصل عمليته بحثا عن ثلاثة من طلاب معهد ديني يهودي مفقودين منذ ثمانية ايام، مقاومة متزايدة من السكان.

واعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل منذ 12 حزيران/يونيو حوالى 330 فلسطينيا بينهم 240 عضوا في حركة حماس، يشتبه بانهم متورطون في عملية الخطف التي لم يصدر اي اعلان موثوق بتبنيها.

وقام بتفتيش 1150 منزلا ومبنى في جميع انحاء الضفة الغربية بدون اي مؤشر على نجاح قريب.

وفي جنوب الضفة الغربية حيث تتركز عمليات البحث قتل فتى في الرابعة عشرة من العمر في دورا جنوب الخليل، حسبما افادت مصادر امنية وطبية فلسطينية الجمعة.

وقالت المصادر الفلسطينية ان محمد دودين (14 عاما) قتل بالرصاص خلال مواجهات بعد توغل الجيش الاسرائيلي في بلدة دورا في اطار العملية التي اطلقها بحثا عن الشبان الاسرائيليين الثلاثة المفقودين.

واعلن الجيش الاسرائيلي الذي يركز عمليات البحث في هذه المنطقة، دخل الى دورا لاعتقال "ارهابي"، موضحا ان الجنود اطلقوا الرصاص الحي على فلسطينيين قاموا برشقهم بحجارة وزجاجات حارقة. واصيب الفتى برصاصة قاتلة في الصدر ونقل الى مستشفى في الخليل.

وقتل فتى فلسطيني آخر بالرصاص صباح الاثنين في ظروف مماثلة في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين بالقرب من رام الله.

وقالت مصادر فلسطينية ان شابا فلسطينيا آخر في العشرين من العمر كان في وضع حرج صباح الجمعة بعد اصابته بجروح في الرأس خلال مواجهات مع جنود بالقرب من القدس.

وقال الجيش الاسرائيلي انه اعتقل 25 شخصا وفتش مئتي منزل في جنوب الضفة الغربية وبالقرب من رام الله. وتحدث عن مواجهات "متقطعة"، موضحا ان جنديا اصيب بجروح طفيفة في قلنديا في انفجار قنبلة يدوية القاها متظاهرون. واوضح ان الجيش استخدم الرصاص الحي.

وقام الجيش الاسرائيلي باوسع عملية انتشار في الضفة الغربية منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في 2005 لمحاولة العثور على المفقودين الاسرائيليين.

وقال خبير في القضايا العسكرية في صحيفة اسرائيل هايوم ان "اسرائيل بلغت عمليا حدود قدراتها على مهاجمة البنى التحتية لحماس (السياسية والاقتصادية والمدنية والعسكرية بالتأكيد)"، وعمليات التوغل التي تقوم بها منذ يومين تواجه مقاومة.&

واضاف ان "ملفات الاستخبارات والاهداف المعدة منذ اشهر استنفذت في موجة الاعتقالات". وذكر دليلا على ذلك تناقص عدد الذين يتم توقيفهم على مر الايام بدون الاقتراب من الهدف كما يبدو.

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان بنيامين نتانياهو اكد خلال استقباله عائلات الشبان المفقودين الثلاثة ان "هدفه الرئيسي هو العثور على هؤلاء التفية"، موضحا انه تمت زيادة عديد القوات الامنية التي نشرت.

من جهته اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الجمعة اسرائيل بالمبالغة في ردها على قضية اختفاء الشبان الثلاثة مشيرا الى انه لم تثبت بعد مسؤولية حركة حماس عن اختفائهم.

غير ان المالكي قال انه اذا تبين ان الحركة الاسلامية خطفت الشبان، فان من شأن ذلك ان يهدد حكومة الوفاق الفلسطينية التي تم تشكيلها في وقت سابق هذا الشهر.

وصرح المالكي انه لا يحق لنتانياهو ان يوجه الاتهام بدون دليل. وقال لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر في مجلس الشيوخ الفرنسي في باريس "لا يمكنه مواصلة اتهام جهة بدون تقديم الدليل".

الا انه اكد انه"اذا تبين ان حماس تقف خلف ذلك (الخطف) فان حكومة الوفاق ستكون بالطبع في خطر. لن نتهاون ونقبل بحقيقة ان تستخدم حماس وتستغل هذا النوع من حكومة المصالحة لتضرب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني".

واكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان القوات التي تشارك في البحث عن الشبان الثلاثة "ليست لديها اي نية لزرع الفوضى".

وانتقد معلقان لدى صحيفة يديعوت احرونوت، كبرى الصحف الاسرائيلية، موقف نتانياهو لتجاهله موقف الرئيس محمود عباس الذي ادان بشدة عملية الخطف وكذلك تعاون قوات الامن الفلسطينية.

وكتب احد المعلقين ان "مساهمة قوات الامن الفلسطينية في جمع المعلومات مهمة جدا" دون مزيد من التفاصيل بسبب التعتيم الاعلامي. لكنه استهجن ان "يرد رئيس الوزراء على ذلك بادانة السلطة الفلسطينية".

& والاسرائيليون الثلاثة المفقودون هم ايال افراخ (19 عاما) من بلدة العاد الدينية قرب تل ابيب ونفتالي فرينيكل (16 عاما) من قرية نوف ايالون قرب الرملة بينما يقيم الثالث وهو جلعاد شاعر (16 عاما) في مستوطنة طلمون في الضفة الغربية المحتلة.

من جهة اخرى، فرضت الشرطة الاسرائيلية اليوم قيودا على دخول المسجد الاقصى لأداء صلاة الجمعة خوفا من حدوث مواجهات.

وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري ان "قيادة الشرطة قررت فرض قيود على دخول المصلين المسلمين للحرم بعد تقييم مجمل الصورة والاوضاع الجارية وتداعيات الاوضاع العامة والخاصة المحيطة بالقدس والاقصى".

واشارت الى "ورود معلومات مفادها نية شبان مسلمين الاخلال بالنظام في الحرم القدسي الشريف بعد صلاة الجمعة".

واوضحت السمري انه "سيسمح فقط للرجال حملة الهوية الزرقاء (فلسطينيو القدس الشرقية وعرب اسرائيل) من عمر ال45 عاما وما فوق بالدخول للصلاة بينما لن يتم فرض اي قيود عمرية على دخول النساء".

وقد عززت الشرطة الاسرائيلية تواجدها عند مداخل مدينة القدس وبوابات الاقصى وازقة البلدة لقديمة.

وفي قطاع غزة، افادت مصادر طبية وامنية ان ستة مدنيين فلسطينيين جرحوا في اربع غارات جوية نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي فجر الجمعة على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
&