بالتزامن مع ترحيل الأزمة العراقية إلى 12 من الشهر المقبل أكدت قوى شيعية وسنية وكردية اتفاقها على رفض ولاية ثالثة لرئيس الوزراء نوري المالكي وسط دعوات لوقف التدخل العسكري الإيراني السوري في العراق.


لندن: أعلنت قوى سنية اتفاقها على رفض ولاية ثالثة للمالكي اثر اجتماع ناقشت خلاله الاستحقاقات الدستورية في انتخاب الرئاسات الثلاث.

وقال ائتلاف "متحدون للاصلاح" بزعامة اسامة النجيفي اليوم حصلت "إيلاف" على نصه إنه اثر اجتماع مهم لتحالف القوى العراقية برئاسة النجيفي وحضور صالح المطلك رئيس ائتلاف العربية واياد السامرائي الأمين العام للحزب الاسلامي ممثلا لائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي وأحمد الجبوري، و جمال الكربولي رئيس حركة الحل وسليم الجبوري رئيس كتلة "ديإلى هويتنا" وقاسم الفهداوي رئيس قائمة "الوفاء للانبار" وعدد من النواب المنتمين لهذه الائتلافات.. فقد جرى حوار معمق حول توحيد الجهود بين ائتلاف الوطنية وتحالف القوى العراقية كما تمت مناقشة الاستحقاقات الدستورية في انتخاب الرئاسات الثلاث ومسؤولية المجتمعين في اختيار رئيس لمجلس النواب والمعايير المعتمدة في الاختيار.

وأكد ان المجتمعين قد اجمعوا على أنه "لا ولاية ثالثة للمالكي" داعين التحالف الشيعي إلى تقديم مرشح بديل عنه. وأشار إلى أنّ المجتمعين اتفقوا على أن لا يتم تقديم أسم مرشحهم إلا لهم في اطار اتفاق نهائي يتضمن أسماء المرشحين للرئاسات الثلاث والتوافق على برنامج حكومي يعالج السياسات الخاطئة ويحقق إصلاحات حقيقية في المجال الأمني وغيره من المجالات التي تتعلق بحياة المواطنين ومستقبلهم مراعيا خطورة المرحلة ومستجيبا لتحدياتها. كما اتفقوا على مواصلة الاجتماعات لحسم أسم مرشح تحالف القوى العراقية لرئاسة مجلس النواب خلال الايام المقبلة.

ومن جهته أكد اجتماع اخر لنواب هذه المكونات نفسها عدم الاستجابة لأي محاولة لا تخدم حقوق المحافظات المنتفضة في إشارة إلى المحافظات الست الشمالية والغربية التي تنظم احتجاجات واعتصامات منذ اواخر عام 2012. وأضاف انه جرى في الاجتماع مناقشة الوضع الأمني والسياسي وبخاصة ما يتعلق بترشيحات الرئاسات الثلاث ودور المجتمعين في تقديم مرشحهم لرئاسة مجلس النواب ومساهمتهم الفاعلة في تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على معالجة أزمات العراق وتقديم الحلول إخلاصا لبرامجها ووعودها للمواطنين.

الحكيم والصدر لرئيس حكومة غير المالكي

ومن جهته، دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم إلى دخول وجوه جديدة إلى المناصب والوزارات رافضا استغلال المناصب الحكومية لاطول فترة.

وقال الحكيم خلال الأمسية الرمضانية الثامنة التي أقامها في مكتبه في بغداد اليوم ان المكاتب الفاخرة والأعداد الكبيرة من السيارات المصفحة والمرفهة فضلا عن الجيوش من الحمايات والموظفين والمساعدين والخدم والحشم جعل من الصعب على متقلدي المناصب المهمة في الدولة من الوزراء والمسؤولين التخلي عن هذه المواقع.. عادا ذلك تأكيدا للجشع والانكباب على الدنيا وعدم الاكتفاء بالحاجات الأساسية.

وطالب بالاقتداء برؤساء العالم ووزرائه ومسؤولية في البساطة والتقشف ومحاربة الإسراف والمبالغة".. محذرا من "استغلال الدين والتكليف الشرعي في استغلال المناصب لأطول فترة ممكنة بعيدا عن الحقيقة والواقع.. داعيا إلى فسح المجال لدخول وجوه ودماء جديدة إلى المناصب والمسؤوليات والوزارات في بلد تعداده اكثر من ثلاثين مليونا مثل العراق ولا يخلو من الاختصاصات وذوي الخبرات والاختصاصيين.
وبالتزامن مع ذلك فقد أكد قيادي في ائتلاف الحكيم ضرورة اختيار مرشح التحالف الشيعي لرئاسة الحكومة بالتوافق بين مكوناته ودعا ائتلاف المالكي لتقديم مرشح بديل لزعيمه. وقال النائب حسن الساري إن "مكونات التحالف الوطني كلها متفقة على أنها هي من تسمي المرشح لرئاسة الحكومة وليس ائتلاف دولة القانون أو الائتلاف الشيعي بمفرده".

ودعا ائتلاف دولة القانون إلى "تقديم مرشح بديل عن زعيمه نوري المالكي للإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة". ولم يستبعد إمكانية تشكيل الائتلاف الوطني الحكومة المقبلة بمعزل عن ائتلاف دولة القانون.

ومن جانبه، اعتبر التيار الصدري تمسك المالكي بترشيح نفسه لدوره ثالثة مخالفا لرغبة التحالف الشيعي القاضية بأن يحظى المرشح للمنصب بالمقبولية من الفضاء الشيعي والوطني وفقاً لما نادت بهِ المرجعية الدينية الشيعية عاداً ذلك تصرفا يعني "تقسيم" العراق وتعقيد أزمته وتأخير تشكيل الحكومة كونه "مرفوضاً" من الكتل السياسية كلها. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا المالكي السبت إلى التنحي وعدم الترشح لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة.

الأكراد: لن نرشح لرئاسة الجمهورية اذا ترشح المالكي للحكومة

أما التحالف الكردستاني فقد أكد أنه لن يقدم مرشحه لرئاسة الجمهورية في حال أصر ائتلاف دولة القانون على ترشيح زعيمه نوري المالكي لرئاسة الوزراء وقال عضو التحالف مؤيد الطيب إن "هناك اتفاقاً بأن يكون منصب رئيس الجمهورية من حصة الكرد إلا انه إذا أصر دولة القانون على ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء فإن الكرد لن يكون لهم مرشحا لرئاسة الجمهورية"، مشيراً إلى أن "الكرد لغاية الآن بانتظار معرفة اسم رئيس الوزراء المقدم لتقديم مرشحهم لانهم لا يريدون تكرار التجربة الفاشلة" كما نقلت عنه وكالة "المدى بريس".

وكان المالكي أكد الجمعة الماضي انه "لن يتنازل ابداً عن الترشح لمنصب رئيس الوزراء" مؤكداً ان "ائتلاف دولة القانون هو الكتلة الأكبر" وانه يرفض أي شروط يضعها الشركاء السياسيون لأن هذا سيكون عودة إلى الديكتاتورية بحسب قوله. وكان رئيس قائمة متحدون اسامة النجيفي قد اعلن الخميس سحب ترشيحه لرئاسة البرلمان لدورة ثانية مؤكداً ان قراره جاء "استجابة لطلبة الشركاء.

دعوة لوقف التدخل العسكري الإيراني والسوري

دعا ائتلاف "متحدون للاصلاح" المجتمع الدولي إلى إدانة التدخلات العسكرية الإيرانية والسورية في العراق والعمل على وقفها. وقال الائتلاف في بيان اليوم حصلت "إيلاف" على نصه انه قد أكد لمرات متعددة أن الخيارات العسكرية في ظل غياب الحلول السياسية غير قادرة على بسط الأمن في ربوع بلادنا، وغير قادرة على استغلال الجهد الوطني العام وتركيزه باتجاه محاربة الارهاب المتمثل بالقاعدة وداعش.

وأضاف أن الجهد العسكري لوحده من شأنه أن يصيب مواطنين أبرياء يهجرهم ويدمر بيوتهم ومزارعهم ما يولد نقمة يستفيد منها أعداء العراق. واوضح "إن تطورات الأحداث تشير بشكل مؤكد إلى تدخلات عسكرية أجنبية في الشأن العراقي فهناك قصف لطائرات سورية على الحدود والقصبات القريبة منها ما أحدث دمارا وتضحيات في صفوف مدنيين لا علاقة لهم بداعش أو غيرها من التنظيمات الارهابية".
وشدد على ان هناك تدخلات عسكرية إيرانية أيضا.. وقال "لعل مقتل الطيار الإيراني الذي كشفته وسائل الاعلام الإيرانية وتناقلت مراسم تشييعه الفضائيات دليل آخر على هذا التدخل فضلا عن التحشيد الطائفي الذي تمارسه إيران، ودعم الميليشيات الطائفية".

وحذر الائتلاف من انه يعد ذلك من الأمور الخطيرة التي تعني تدخلا ذا بعد طائفي في شؤون العراق وهو يدعو الأطراف جميعا إلى المساعدة في انضاج وتقديم حلول سياسية تحقن الدم العراقي كما يطالب المجتمع الدولي بإدانة التدخلات العسكرية والعمل على وقفها.

وأمس شيعت إيران 23 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في معارك مع الفصائل المسلّحة شمال سامراء وغرب بغداد بحسب مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى. وقال مصدر في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي إنّ "السفارة الإيرانية في بغداد أشرفت على عملية نقل 23 عنصراً من الحرس الثوري قتلوا خلال تفجير انتحاري بسيارة مفخخة شمال سامراء نهاية الأسبوع الماضي واشتباكات في منطقة الرضوانية غربي العاصمة، من بينهم أربعة ضباط".

كما كشف برلماني عراقي عن إرسال الرئيس السوري بشار الأسد وفداً عسكرياً سورياً إلى بغداد وصل في ساعة متأخرة من ليلة أمس حيث عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي وعدد من قادته العسكريين. وعلى مدى الايام الخمسة الاخيرة قام الطيران الحربي السوري بقصف اهداف داخل الاراضي العراقية.