قد لا يدرك كثيرون أن للمطارات عبر العالم مدة صلوحية تنتهي ذات يوم، ويبدو أن الحجم الكبير لبعض المطارات يتسبب في هدمها وهجرها، أما المطارات الأصغر حجماً فعادة ما تلاقي مصيراً أكثر إشراقاً.


لميس فرحات من بيروت: المطارات مرافق كبيرة للغاية وعلى درجة عالية من التخصص، لذلك، فهي دائماً محكومة بحركة المسافرين ومتطلبات الطائرات الجديدة، الأمر الذي أرغم العديد منها على التقاعد لصالح مرافق أكبر وأكثر تطوراً. لكن هل يمكن العثور على استخدامات أخرى للمطارت منتهية الصلوحية؟

هدم "ميرابيل" الكندي

هذا الربيع، أعلن مطار مونتريال الكندي عن هدم محطة استقبال "ميرابيل" الضخمة، التي كانت الأكبر مساحة في العالم عند افتتاحها في عام 1975 من قبل رئيس الوزراء بيير ترودو.

وعلى الرغم من الخطط المختلفة التي كانت تسعى إلى تحويل هذا المطار إلى مدرسة أو مستشفى أو حتى منتزه، كان القرار الأخير هو هدم "ميرابيل" التي تبعد 34 كلم عن وسط مدينة مونتريال وكانت مركزاً للسفر الجوي الدولي في كندا.

في السنوات الأخيرة، كان هذا المطار المهجور ساحة للكثير من صانعي الأفلام الذين يرغبون في تصوير أعمالهم في المطارات الكبيرة والحديثة. لكن قرار الهدم وضع حداً للكثير من الأفكار والسيناريوهات التي كان من المرتقب تصويرها في ميرابيل.

انتهت صلوحيتها

لاقت الكثير من المطارات الحديثة الأخرى مصيرًا مشابهًا، ليس بسبب حجمها فقط، بل لأنها اعتبرت غير صالحة للتعامل مع متطلبات الطائرات الكبيرة.

ففي يناير 1970 عندما حلقت طائرة "بوينغ 747" المعروفة بلقب "جامبو جيت"، استقبلها للمرة الأولى مركز TWA في مطار جون كنيدي الذي أصبح مهجوراً منذ عام 2001.

لكن مركز TWA في مطار جون كينيدي حافظ على رمزيته وموقعه في عالم الطيران على الرغم من أنه لا يستقبل الطائرات أو المسافرين.

الحجم هو العائق

في حين تم إعلان هذا المرفق واحداً من المعالم التاريخية لمدينة نيويورك في عام 1994 ووضع على السجل الوطني للأماكن التاريخية بعد 11 عاماً، إلا أن كل الخطط قد فشلت لتحويله إلى مركز للمؤتمرات أو إلى مطعم وفندق.

ويبدو أن الحجم الكبير هو العائق الاول أمام تنفيذ هذه الخطط، فالمطارات الأصغر حجماً لاقت مصيراً أفضل وأكثر إشراقاً.

على سبيل المثال، أغلق المبنى (أ) في مطار "بيلي بيشوب" في مدينة تورونتو. لكن هذا المركز الذي يعود تاريخه إلى عام 1939 انتقل 230 متراً الى الجنوب الشرقي من موقعه وتحول إلى متحف للطيران، ومطعم، ومنطقة لتنظيم المناسبات ولتجمع الطيارين.

"تمبلهوف" هو الأنجح

منذ عام 2000، تحول مطار (آرت ديكو)& في جنوب لندن، الذي صمم عام 1928، إلى متحف للطيران جنباً إلى جنب مع مركز لرجال الأعمال.

أما المطار الأوفر حظاً والذي نجا بمجمله تقريباً، فهو مطار تمبلهوف في برلين الذي تمكن القائمون عليه من ايجاد استخدامات جديدة لمرافقه، إذ تحول إلى حديقة ومركز للمناسبات.

وبني مطار تمبلهوف بين عامي 1936 و 1941 كجزء رئيسي من إعادة تصميم مدينة برلين، ويبلغ طوله 1.2 كلم وبقي قيد الخدمة حتى عام 2008. اما الآن، فهو يحتضن الآلاف من المعماريين والفنانين الذين أقاموا فيه الاستوديوهات المميزة، إلى جانب الحديقة والمتنزه الذي أنشأته المدينة لاستخدام ما تبقى من المساحة للترفيه عن السكان وإتاحة الفرصة لهم للركض والتزلج وحتى زراعة الخضار.