يخضع المبعوث الأميركي السابق إلى العراق وأفغانستان، زلماي خليل زاد، لتحقيق بشأن غسيل أموال عن طريق الحساب البنكي الخاص بزوجته في فيينا.


نصر المجالي: يتهم زلماي خليل زاد، الذي كان صاحب أعلى منصب يتبوّأه أفغاني ومسلم أيضاً في الإدارات الأميركية، بتحويل مبلغ 1.4 مليون دولار إلى حساب زوجته في النمسا.

وذكرت التقارير أن الأموال المحولة إلى النمسا لها علاقة بالتهرب من الضرائب وبشركات في العراق والإمارات العربية المتحدة.

وكان خليل زاد، الذي كان يطلق عليه في واشنطن اسم (كينغ زاد أو الملك زاد)، مبعوثًا إلى الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان بين 2003 و2007.

وتقول مجلة (بروفايل) النمساوية إن وثائق قضائية اطلعت عليها وتعود إلى شهر مايو (ايار) 2013 تشير إلى أن السلطات النمساوية جمدت عدة حسابات في فيينا تعود إلى زوجته عالمة الاجتماع والمؤلفة، تشيريل بينارد التي تحمل الجنسية المزدوجة الأميركية النمساوية.

وقال محامي بينارد إن السلطات الأميركية لم تقدم بعد "أدلة ملموسة" ضد موكلته.

الزوجة المحللة

يذكر أن بينارد المولودة العام 1953 في نيو اورلينز تعمل محللة في مؤسسة راند الأميركية وهي تدير مبادرة شباب الشرق الأوسط (IMEY).

كما أن زوجة خليل زاد روائية وكاتبة مناصرة لحقوق المرأة وتكتب في مواضيع مثل الأحداث الجارية والنساء في إعادة بناء الأمم (الفاشلة) وتطرف الشباب (المسلم) في المهجر الاوروبي والعلمنة في ما يتعلق بالإسلام.

ويشار الى أن بينارد بنار حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة ڤيينا وبكالوريوس من الجامعة الأميركية في بيروت.

السياسي المهاجر

أما بالنسبة للزوج خليل زاد المهاجر الأفغاني المولود في مزار شريف العام 1951 وكان والده مسؤولاً حكومياً في عهد الملك محمد ظاهر شاه، فإنه شارك صانعي القرار في البيت الأبيض منذ مطلع ثمانينيات القرن الفائت، وهو صاحب أعلى مركز لأميركي أفغاني، وأعلى مركز تبوّأه مسلم في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش.

وتضمنت مناصب خليل زاد السابقة في تلك الإدارة عمله في مجلس الأمن القومي الأميركي، ثم سفير الولايات المتحدة في أفغانستان (مباشرة بعد الغزو الأميركي) وسفير الولايات المتحدة إلى العراق. ويعد زادة أحد أركان المحافظين الجدد في الإدارة الأميركية، ومشاركاً رئيسياً بوضع خطط وإستراتيجية غزو أفغانستان والحرب على العراق وإحتلاله.

الهجرة

هاجر خليل زاد إلى الولايات المتحدة ودرس في جامعة شيكاغو ، حيث أصبح تلميذاً ومساعداً لبول وولفويتس، وصديقاً حميماً لديك تشيني الذي اصبح في ما بعد نائبًا للرئيس،& ثم عمل مديرًا في شركة نفط أميركية كبيرة هي شركة يونوكال، ثم في وظائف في وزارتي الخارجية والدفاع في عهد الرئيسين ريغان وبوش الأب.

وفي عام 1984 عمل في الخارجية الأميركية أيام حكم ريغان، حيث كان رئيسه المباشر بول وولفويتس أيضاً. وخلال تلك الفترة ساعد زادة في تسليح قوات المجاهدين الأفغان التي كانت تقاتل السوفيات لإحتلالهم أفغانستان.

ازالة نظام صدام

ولكونه عضواً مؤسساً لمشروع القرن الأميركي الجديد، فقد عمل أعضاء هذا المشروع على إتخاذ موقف معادٍ شديد تجاه العراق، ومنذ بداية تأسيس هذا المشروع.

فعلى سبيل المثال، في عام 1998، بعث أعضاء هذا المشروع رسالة إلى بيل كيلنتون أيام كان رئيساً للولايات المتحدة قالوا فيها "إن سياسة إحتواء النظام العراقي بدأت بالتآكل بشكل خطير، بحيث لم يعد بإمكاننا الإعتماد على شركاء تحالفنا في حرب الخليج للإستمرار بإلتزام الحظر المفروض على العراق، وأن هذه التطورات تشكل خطراً كبيراً على أصدقائنا كإسرائيل والدول العربية المعتدلة وجزء ضخم من إحتياطي النفط العالمي".

وقد ختموا الرسالة بمطالبة كلنتون بإزاحة النظام العراقي بأي شكل من الأشكال، واعتبروا ذلك المطلب هدفاً للسياسة الأميركية الخارجية، ووقع تلك الرسالة خليل زاده مع عدد كبير آخر ممن أصبحوا في ما بعد أعضاء مهمين في إدارة بوش اليمينية المتطرفة.
وفي عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش شغل خليل زاده منصبًا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الذي رأسته في ذلك الوقت كوندوليسا رايس وزيرة الخارجية السابقة، وتخصص السفير خليل زاده في شؤون منطقتي الخليج وآسيا الوسطى.

وتتلمذ خليل زاده سياسيًا على يد نائب الرئيس السابق ريتشارد تشيني الذي كان وزيرًا للدفاع أثناء عمل خليل زاد فيها، وذلك قبل تعيينه سفيرًا في العراق وكان قبل ذلك سفير اميركا في بلده الأصلي أفغانستان. وهناك أسهم في إرساء هيكل الحكومة وأشرف على جهود إعادة الإعمار &وعلى اول انتخابات رئاسية.
&