&
يواجه حزب النور&السلفي أزمة شديدة في خوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة، لاسيما في ظل نبذ غالبية الأحزاب المدنية له، ورفضها التعاون معه في التحالفات الإنتخابية رغم كونه الحزب الإسلامي الوحيد الذي أيد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.

&
&القاهرة: يعاني حزب النور السلفي من العزلة السياسية، بسبب نبذ الأحزاب المدنية له، ورفضها التحالف أو التواصل معه سياسياً، فضلاً عن أنه يعاني من رفض الأحزاب الإسلامية التحالف معه، بل أنها تتهمه بتأييد ما يعتبرونه "إنقلاباً عسكرياً ضد الرئيس الإسلامي المنتخب".
ولم تقف عزلة حزب النور عند هذا الحد، بل يعاني أيضاً من رفض مجتمعي، لاسيما من قبل الشباب، حتى الشباب الإسلامي، من المنتمين لجماعة الإخوان أو الجماعة الإسلامية.
&
ويتعرض حزب النور كذلك لرفض مجتمعي، من قبل الأقباط، بسبب مواقفه المتشددة حيالهم، لاسيما أن رموز هذا الحزب لا يكفون عن إصدار الفتاوى، بحق الأقباط، فيصفونهم بـ"الكفار"، ويدعون إلى فرض الجزية عليهم، وحرمانهم من تولي المناصب العليا.
&
ومواقف حزب النور السلفي المتشددة تجاه المرأة، تجعله محل نفور بالغ من قبلها، لاسيما أنه يراها غير مؤهلة لتولي المناصب العليا، ورفض في السابق ترشحها للإنتخابات، بل أنه يعتبر أن الديمقراطية والإنتخابات من مظاهر الكفر البواح.
وضعت هذه المواقف حزب النور في مأزق سياسي في المرحلة الراهنة، خاصة مع إقتراب موعد الإنتخابات البرلمانية، ووجد نفسه في حالة من العزلة، قد تحرمه من الوصول إلى البرلمان، لاسيما أن القانون يشترط ترشيح الأحزاب السياسية للمرأة والأقباط والشباب على قوائمها. وفشل الحزب الإسلامي حتى الآن في اجتذاب أي من هذه الفئات إليه، والترشح على قوائمه في الإنتخابات المقبلة.
&
وحيال هذا الوضع الانتخابي المتأزم للحزب، لجأ مؤخراً للتحالف مع فلول الحزب الوطني المنحل ورموز نظام حسني مبارك. ويجري الحزب والدعوة السلفية &مشاورات قوية لإقناع عدد منهم، للانضمام على قوائمه، والمنافسة باسم الحزب على المقاعد الفردية، ووفقًا لتقارير أمانات الحزب بالمحافظات فإن هناك تعثراً شديداً في شكل المفاوضات بين الطرفين. &
&
قرار نهائي
التحالف مع رموز نظام مبارك انتخابياً، أمر بات في حكم الواقع، وقال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن قرار ترشح أعضاء بالحزب الوطني المنحل على قوائم حزب النور في الانتخابات البرلمانية المقبلة تم اتخاذه بشكل نهائي من قبل المجلس الرئاسي للحزب، مشيراً إلى أن الحزب وضع شروطاً من أهمها تمتع المرشح بالسمعة الطيبة ونظافة اليد وعدم تورطه في فساد يتعلق بنظام مبارك والحزب الوطني المنحل &بجانب تمتعه بشعبية ورضا بين أبناء دائرته.
&
وأضاف لـ"إيلاف"، إن هناك الشرفاء من أعضاء الحزب الوطني المنحل، لافتاً إلى أن حزب النور يدعو للمصالحة مع الجميع. ونبه إلى أن الدستور أعطى الحق لجميع المصريين بممارسة حقوقهم السياسية. وقال إن أعضاء الحزب الوطني المنحل ممن لم تصدر بشأنهم أحكام قضائية من حقهم المشاركة في الانتخابات.
&
تسول المرشحين
&
وأضاف أن حزب النور لا يتسول مرشحين كما يتردد داخل الإعلام، بل أن نواب الوطني المنحل هم الذين يطالبون بالانضمام للحزب للمشاركة في الانتخابات، ونفس الحال بالنسبة للشخصيات الإسلامية، مشيراً إلى أن الحزب يرغب في ضم شخصيات عامة من خارج الفكر السلفي إلى قوائم حزب النور.
&
وأفد بأن حزب النور لم يتخذ موقفاً نهائياً بشأن التحالفات الانتخابية، ومازالت المشاورات تدور حول التنسيق مع بعض الأحزاب، نافياً أن يكون الحزب تقدم حتى الآن للإنضمام إلى أي تحالف انتخابي، حتى يقابل طلبه بالرفض.
&
التاريخ يحكم
وبالمقابل، يرى جورج إسحاق، الناشط السياسي، أن تاريخ حزب النور السلفي منذ عمله في السياسة يؤكد أنه يقبل عمل أي شيء في سبيل مصلحته، مشيراً إلى أن الحزب بلا ثوابت سياسية ومواقف واضحة، فدائمًا يقدم الولاء للسلطة وقد ظهر ذلك في عهد مرسي ثم غيّر موقفه سريعاً بعد بيان القوات المسلحة في 30 يونيو/ حزيران 2013.
وقال لـ"إيلاف" إن تحالف النور مع الفلول ليس غريباً، مشيراً إلى أن السلفيين كانوا يدورون في فلك نظام مبارك وجهاز أمن الدولة.
&وحذر من أن فلول الحزب الوطني سوف يدخلون البرلمان عبر الأحزاب العملية في مصر من بينها حزب النور السلفي.
&
حملات تشويش
وحسب وجهة نظر الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، فإن الحزب يتعرض لحملات تشويش منذ ثورة 30 يونيو، رغم دوره الوطني بالوقوف مع الثورة والمطالب الشعبية بعزل الرئيس الأسبق مرسي. وقال لـ"إيلاف" إن قيادات الحزب يتوقعون زيادة حدة هذه الحملة مع إجراء الانتخابات البرلمانية. واتهم الإعلام بالترويج لشائعات ضد الحزب، من بينها رفض الأحزاب المدنية التحالف مع النور، على حد قوله.
وأضاف أن الحزب يسعى الى حصد 20% فأكثر من مقاعد البرلمان المقبل، مشيراً إلى أن الحزب سوف ينافس على 50% من المقاعد الفردية فقط. وقال إن الحزب يتواصل مع الشارع على مدار الفترة الماضية وقدم العديد من الخدمات تؤهله لتحقيق نتائج جيدة في الانتخابات وسوف تكون مفاجأة لمن ينتقد الحزب حالياً.
&
وأشار إلى أن جميع التحالفات الانتخابية سوف ترشح فلول الحزب الوطني في قوائمها، والانتخابات السابقة خير دليل على ذلك. ودافع عن ترشح الفلول على قوائمه بالقول إن حزب النور لا يفرق بين المواطنين عند اختيار المرشحين طالما لم يشارك أي منهم في فساد، ولا يزال هناك الكثير من أعضاء الوطني يتمتعون بشعبية كبيرة،لا سيما أن لديهم إمكانيات مالية وقدرة واسعة على حشد أتباعهم. &&
&
من جانبه، يرى الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، أن الحزب السلفي يعاني منذ الإطاحة بمرسي من عزلة سياسية، حيث تعرض لهجوم شديد من غالبية القوى الإسلامية التي رفضت ما جرى في 3 يوليو، فضلاً عن سقوطه شعبيًا نظير مواقفه السلبية في بعض القضايا السياسية الهامة، &وهناك من يعتبره أكثر تشددًا من جماعة الإخوان المسلمين.
وقال ﻟ"إيلاف": إن تحالف النور مع الفلول سوف تكون السقطة الكبرى للحزب وستؤدي لإنهياره نهائيًا على المستوى السياسي والشعبي، لافتًا الى&أن السبب الحقيقي وراء لجوء الحزب للفلول يرجع في الأساس إلى إحساسه بالتراجع، معتبراً أن لجوءه لورقة الفلول يعود إلى أنهم يتمتعون بالأموال والشعبية، وهي الورقة &الأخيرة المضمونة للنور لدخول البرلمان.
&