الإدانات العربية والإسلامية للهجوم على الصحيفة الاسلامية شارلي إيبدو مستمرة، لأنه يسيء للدين الاسلامي أكثر من أن يعتبر انتقامًا للرسول.

بيروت: توالت مشاعر الادانة العربية للهجوم المسلح على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، الذي أوقع 12 قتيلًا. فقد دان الازهر الهجوم المسلح، واصفًا ما حدث في بيانٍ اليوم بالحادث الاجرامي، مبينًا رفض الاسلام لأعمال العنف والتعرض للمدنيين.

أسى سعودي

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر سعودي قوله إن المملكة تابعت بأسى شديد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مجلة شارلي ايبدو بالعاصمة الفرنسية باريس، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء.

وقال المصدر: "المملكة إذ تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يرفضه الدين الإسلامي الحنيف كما ترفضه بقية الأديان والمعتقدات، فإنها تتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديقة، وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل".

وفي ابو ظبي، ادانت الامارات الهجوم "الارهابي الغادر" وشددت على أن "مثل هذه الأعمال الإجرامية المفجعة تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات لإستئصال هذه الظاهرة التي تسعى إلى نشر الدمار و الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار".

طعنة خرقاء

ودان رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري بأشد العبارات الجريمة الإرهابية. وقال: "إذا صح ما نسب إلى شهود عيان عن هوية المرتكبين، فإن أولئك الذين يتخذون من اسم النبي الكريم وسيلة لطلب الثأر وارتكاب أبشع الأعمال هم حفنة ضالة لا تستهدف الإساءة للعلاقات الاسلامية الفرنسية فحسب، بالقدر الذي تستهدف فيه الاسلام، دينًا وقيمًا وتربية ودعوة دائمة للاعتدال والحوار والتكامل بين الأديان".

أضاف: "الهجوم المسلح الذي تعرضت له العاصمة الفرنسية طعنة خرقاء توجه لصدر الاسلام ولمئات آلاف المسلمين الذين تحتضنهم فرنسا منذ عشرات السنين، وترعى حقوقهم الاجتماعية والسياسية والإنسانية، وهو هجوم لا يمكن ان يقوم به ويخطط له، سوى الذين يريدون بالإسلام والمسلمين شرًا ويضرمون النار في علاقات العرب والمسلمين مع العالم والثقافات الاخرى".

وختم: "الهجوم الإرهابي محل ادانة وتنديد كل العرب والمسلمين، الذين يقفون في الصفوف الأمامية الى جانب فرنسا والمجتمع الدولي، بمعركة التصدي لقوى الاٍرهاب والتطرف".

قتل باسم الاسلام

وعبّر المفكر الإسلامي طارق رمضان عن غضبه وصدمته من هذا الحادث الدموي. وقال رمضان، وهو من أكثر المفكرين الإسلاميين حضورًا في أوروبا: "عكس ما يقال بكون القتلة قاموا بالانتقام للنبي محمد من مجلة شارلي إيبدو، فإن هذا الحدث تدنيس وخيانة للإسلام ولقيمه ومبادئه، ويجب إدانة هذا الحدث ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف".

وكتب رمضان على صفحته الرسمية في موقع فايسبوك أنه يدين بشدة هذه الجريمة البشعة، وبأنه غاضب مما أقدم عليه القتلة باسم الإسلام، وعبر عن تضامنه مع عائلات الضحايا.

إدانة عربية

عربيًا، دان وزير الخارجية المصري سامح شكري بأشد العبارات الحادث، ووصفه في بيان أصدره اليوم الأربعاء بـ"الإرهابي الآثم"، وأكد وقوف مصر إلى جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم، وتتطلب تكاتف الجهود الدولية للقضاء عليه.

كما دانت قطر الهجوم، وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها إن "مثل هذه الأعمال التي تستهدف المدنيين العزل تتنافى مع كافة المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية". وعبرت عن تعازيها ومواساتها لحكومة الجمهورية الفرنسية ولأسر الضحايا.

وقال وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني: "الهجوم اعتداء على المبادئ والقيم السامية، واعتداء على فرنسا الصديقة"، مذكرًا بالعلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين، ومجددًا تضامن الأردن مع الأصدقاء في مواجهة كل أشكال الإرهاب.

وفي تونس، أدانت الحكومة الهجوم الذي استهدف مقر المجلة ودعت المجموعة الدولية للمزيد من التنسيق لمواجهة ظاهرة الإرهاب.

وقالت الحكومة التونسية في بيان لها اليوم: "في هذا الظرف الأليم، تعرب رئاسة الحكومة التونسية عن ادانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الجبان وعن تضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق، كما تجدد دعوتها للمجموعة الدولية لمزيد التنسيق والتعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الأمن والاستقرار في العالم''.

لا للرد بالعنف

ونددت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالهجوم، واعتبرته جريمة نكراء يرفضها الإسلام ويجرمها، مشددة على أن مواقف الجريدة المستتفزة لمشاعر المسلمين لا يتم الرد عليها بالعنف والقتل والترهيب.

وأشارت، في بيان نشرته على موقعها، إلى أن نشر رسوم كاركاتورية مسيئة للرسول من قبل المجلة الفرنسية الساخرة يجب الرد عليه في إطار الحوار والإقناع وتوضيح حقائق الإسلام وتبيان حرية التعبير استنادا إلى القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان وقرارا الأمم المتحدة بشأن مناهضة تشويه صورة الأديان.

هولاند يدعو الى الوحدة

ومن جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء الى وحدة المجتمع، بعد الاعتداء الدامي الذي استهدف اسبوعية شارلي ايبدو الساخرة واوقع 12 قتيلا و11 جريحا، معلنا الخميس "يوم حداد وطني" في فرنسا.

وقال الرئيس الفرنسي في كلمة قصيرة للامة نقلتها شبكات التلفزيون "سلاحنا الافضل هو وحدتنا. لا شيء يمكن ان يقسمنا ولا شيء يجب ان يفرقنا" موضحا ايضا انه سيتم تنكيس الاعلام لمدة ثلاثة ايام.

واضاف هولاند "اريد هنا، ان اعبر باسمكم عن كل تقديرنا وامتناننا للاسر، للضحايا، للجرحى، للاقارب، لكل الذين ادماهم اليوم هذا الاغتيال الجبان".

وتابع "انهم اليوم ابطالنا لذلك اعلنت ان غدا سيكون يوم حداد وطني".

وقال الرئيس الفرنسي "سيتم الالتزام في الساعة الثانية عشرة(11 ت غ) بدقيقة صمت في جميع المؤسسات العامة وادعو الشعب كله الى الانضمام اليها" موضحا ان "الاعلام ستنكس لمدة ثلاثة ايام".

واعلن الرئيس الاشتراكي ايضا انه سيجمع الخميس "رئيسي مجلسي البرلمان والقوى الممثلة فيه لاظهار حزمنا المشترك".

وقال "اليوم الجمهورية كلها هي المعتدى عليها" مضيفا "الجمهورية هي حرية التعبير، الجمهورية هي الثقافة، هي الابداع هي التعددية هي الديموقراطية". وشدد على ان "هذا هو الذي كان مستهدفا".

واكد هولاند ان "الحرية ستكون دائما اقوى من الهمجية (...) ولا شيء يمكن ان يجعلنا ننحني" داعيا الى "التوحد بكل شكل من اشكاله".

واكد الرئيس الفرنسي ان 11 رجلا وامراة واحدة قتلوا في الاعتداء. وكان مدعي عام باريس فرنسوا مولان اعلن في وقت سابق مقتل 12 واصابة 11 بدون المزيد من الايضاحات.
&