&
دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني السلطات الى الاسراع بكشف قتلة اربعة ائمة سنة في محافظة البصرة الجنوبية مؤخرًا، وأدًا للفتنة الطائفية، وانتقد بشد كثرة أيام الإجازات في البلاد التي تستنزف ثلث ايام السنة وطالب باستثمار الغاز الطبيعي للتخفيف من الآثار السلبية لتقلبات اسعار النفط على ميزانية البلاد التي تعاني عجزًا كبيرًا.&

&
قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم انه في الوقت الذي تدين فيه المرجعية جريمة اغتيال أئمة المساجد "من اخوتنا أهل السنة في مدينة الزبير بمحافظة البصرة ممن عرفوا بالاعتدال والوسطية والدعوة الى التواصل والتعايش والمحبة بين مختلف مكونات الشعب وخاصة الطائفتين الكريمتين الشيعية والسنية ادراكًا منهم بأن هذا النهج هو من أصل الدعوة المحمدية والحفاظ على النسيج الاجتماعي .. فإن على الاجهزة الامنية الاسراع بكشف الجناة والتحقق من دوافع جريمتهم احقاقًا للحق وتعزيزًا للثقة بالاجراءات الامنية &وتفويت الفرصة على الواقفين خلفهم لزرع الفتنة والاحتقان الطائفي".&
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا في الاول من الشهر الحالي اربعة من ائمة وخطباء المساجد السنية في قضاء الزبير بمحافظة البصرة الجنوبية، الامر الذي اثار غضبًا شعبيًا واسعًا فيما لم تعلن السلطات لحد الان عن القبض على الجناة. وذكر مصدر في القضاء أن الائمة الذين تم اغتيالهم هم كل من الشيخ مصطفى محمد سلمان خطيب جامع البكر، والشيخ حسن علي درويش خطيب جامع المزروع، والشيخ يوسف محمد ياسين خطيب جامع الزبير، والشيخ ابراهيم خطيب جامع العوهلي.&
&
معالجة العجز في ميزانية عام 2015&
واشار معتمد المرجع السيستاني الى ان مجلس النواب يناقش حاليًا ميزانية للبلاد للعام الحالي 2015 وهي تعاني عجزًا يبلغ اكثر من 20 بالمائة من قيمتها البالغة حوالي 100 مليار دولار بعد أن تم تقليصها من 150 مليار دولار .. وقال إن هذا التقليص سيؤثر سلبًا على توفير الخدمات ويؤدي الى تراجع فرص العمل لاعداد كبيرة من المواطنين، وذلك نتيجة الانخفاض الكبير في اسعار النفط الذي تعتمد عليه الميزانية في مواردها بنسبة 80 بالمائة.
واضاف انه مع توقع عدم تحسن القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية العراقية في وقت قريب ومع عدم وجود خطط سريعة لمعالجة الفساد المالي الذي يهدر كميات ضخمة من اموال الدولة، فإنه يجب على المسؤولين وضع خطط سريعة لاستثمار الغاز الطبيعي ليكون معززًا للثروة النفطية، وذلك بالاستفادة من تجارب الدول الاخرى والمختصين في هذا المجال ليكون ذلك مخففًا من الاثار السيئة لتقلب اسعار النفط.
وانتقد الشيخ الكربلائي عدم صرف مرتبات موظفي وزارة الصناعة لاشهر عدة، مما جعلهم يعانون شظف العيش وعدم التمكن من توفير مستلزمات حياتهم اليومية. وعبر عن الاسف لما وصل اليه القطاع الصناعي من تدهور بعد ان كان سابقاً مفخرة للاقتصاد الوطني، لكنه انهار بسبب سوء الادارة والفساد المالي . وطالب الحكومة بصرف مرتبات هؤلاء المواطنين لحين تنفيذ خطط سليمة لانقاذ هذا القطاع. وشدد على أن ظروف البلاد الحالية تستدعي استمرار العمل لتطوير قطاعات الصناعة والزراعة والاستثمار والخدمات.
&
كثرة الإجازات تؤخر التعليم والانتاج والخدمات ومصالح الناس
ووجه الشيخ الكربلائي نقدًا لاذعاً لكثرة العطل الرسمية وغير الرسمية التي يصل عددها لاكثر من 150 يوماً في العام، وبما يشكل ثلثه لما لذلك من تداعيات خطيرة على المستويات التعليمية والانتاجية العامة وتعطيل المشاريع الاستثمارية.
واضاف أن كثرة هذه العطل تؤدي الى تداعيات سلبية على المستوى التعليمي للطلبة، حيث تعجز المؤسسات التعليمية عن اكمال المناهج الدراسية لطلبتها، الامر الذي يؤدي الى تدني مستواهم العلمي، اضافة الى ما يسببه هذا من تولد الاسترخاء واللامبالاة بين الطلبة والمدرّسين، اضافة الى التأثير النفسي لذلك على الشباب وحبهم للعمل. واوضح ان ذلك يدفع الكثير من العوائل الى الاعتماد على الدروس الخصوصية لابنائها من اجل تلافي تدني مستواهم العلمي ، رغم أن هذا الامر يكلفها نفقات مالية متعبة لها.
واضاف ان هذه العطل تؤخر انجاز معاملات المواطنين مما يسبب لهم احباطًا وتذمرًا، اضافة الى التأثير السلبي الآخر على تنفيذ واكمال المشاريع الاستثمارية، ومن ثم على الاقتصاد ودفع مرتبات للموظفين والعاملين من دون مردودات . ودعا الحكومة المركزية والاخرى المحلية في المحافظات الى معالجة هذه الظاهرة التي تضاف تداعياتها الى المشاكل الخطيرة الأخرى التي يواجهها العراق حاليًا. وشدد على ضرورة وضع ضوابط صارمة للعطل الرسمية وغير الرسمية وتقليصها الى الحد الادنى وتشجيع ثقافة العمل واستثمار الوقت وتعزيز روح المواطنة لدى جميع العراقيين وفي جميع المجالات والاقتداء بالقوات المسلحة التي يضحي افرادها بأرواحهم من اجل العراق .. وقال: "ليلتحم جهاد البناء بمسيرة التضحية من اجل العراق".
يذكر أن العراق يحتل المركز الأول بين دول العالم في عدد أيام العطل، والتي تصل وفق قانون العطل الرسمية إلى 150 يومًا في السنة، ما يرى فيه الكثير من الخبراء استنزافًا للاقتصاد العراقي. ويحتل العراق مركز الصدارة في تنوع المناسبات الوطنية والدينية والعطل الرسمية وغير الرسمية حيث أن هناك يومي عطلة في الاسبوع وعطل المناسبات الوطنية ثم عطل ولادة ووفاة الائمة الاثني عشر للشيعة، تضاف اليها عطل أخرى غالبًا ما تفرضها الاوضاع الامنية والسياسية. &
&

&