حدد منسق عسكري في الجيش السوري الحر ثلاثة ضوابط لكبح جماح التطرف والخروج من عنق الزجاجة التي يعيشها الشمال السوري، داعيًا إلى سرعة اعادة هيكلة الجيش الحر، وطالب الغرب بإثباب الجدية واعادة الثقة مع السوريين. أما الأمر الثالث فهو ايقاف اقتتال كتائب الجيش الحر مع بعضها على خلفية الأحداث التي تتوالى أخيرًا بين بعض القوى العسكرية على الأرض، مشيرا الى توتر بين الجيش الحر وبعض الكتائب الاسلامية اثر اغتيال قيادي معروف بمهاراته في القنص في جبهة ثوار سوريا.


بهية مارديني: طالب كرم خليل الناشط السياسي والمنسق العسكري مع الجيش الحر في حديث مع "ايلاف" بوضع استراتيجية لاعادة هيكلة الجيش الحر، محذرا أنه لم يتبق من الجيش الحر سوى لملمات في شمال سوريا، ومعتبرًا أنه لا يمكن لأي احد مهما بلغت قوته ان يقوم بقتال التطرف والنظام معًا، مشددا على أن من يقوم بذلك سيسقط تماماً وينهار سريعا، لافتا إلى "ان الثقة انعدمت في الغرب، بل بات ينظر اليه على انه معاد للثورة، ويستثمر الوقت لإجهاضها بعد ان يتم الانتهاء من القدرات العسكرية والبنى التحتية للدولة السورية"، ورأى ان تنامي التطرف في المنطقة نتيجة لهذا الشعور، لذلك فالتطرف يتوسع، ولا بد من لجمه.
&
ترميم الجيش الحر
واعتبر كرم خليل "أنه يجب العمل سريعاً حيال ذلك ووضع استراتيجية وآلية عمل لترميم الجيش الحر في الشمال خاصة وفي سوريا عامة، وفي الوقت الراهن لا توجد معطيات حقيقية من الغرب لاعادة ترميم بقايا الجيش السوري الحر، وعلى الغرب أن يثبت للسوريين أنه لم يغرر بثوارهم بتصريحاته النارية حول النظام ونهاية صلاحية بشار الأسد".

جبهة الساحل
وحول جبهة الساحل قال "تنظيم داعش ليس له وجود في المنطقة بالوقت الحالي، ولكن جبهة النصرة لها الغالبية وهي شبه مسيطرة، والجيش الحر لديه فصيلان منظمان، وهي فرقة الساحلية الاولى واللواء العاشر الذي يضم المقاتلين الذين خرجوا من حمص المحاصرة، وهذان الفصيلان يعملان تحت مظلة الجيش السوري الحر، وان كان هناك أي مشروع او تنظيم عسكري في المنطقة سوف يكونوا نواة ذلك التنظيم".
&
وحول الاغتيالات التي استمرت في صفوف الجيش الحر أكد خليل "أن الاغتيالات تصب في مصلحة النظام وتحول إتجاه الثورة من محاربة النظام الى محاربة الجيش الحر، مما يعني أن الحرب الان بين الجيش الحر والمتطرفين".
&
وقال ان "الاتجاهات تشير الى توسع في هذه الحرب، وان حدثت لن تبقى هناك حرب مع النظام، لا بل سيستعيد النظام المناطق التي اصبحت الان تحت سيطرة الجيش الحر، لان الرصاصات ستصبح موجهة الى الثوار مع بعضهم البعض، وبذلك ستنفذ ذخيرة الثوار على بعضهم، لا بل سيتناقص عددهم بسبب هذه الحرب".
&
وكشف خليل أن الإغتيال الذي تعرّض له قائد كتيبة القناص محمد الاخرس في مرسين التركية في الأسبوع الماضي سبّب توتراً شديداً بين الجيش الحر وبعض الكتائب الإسلامية، وهو الأمر الذي سيؤدي بالتالي الى إضعاف الجهود المبذولة في إسقاط نظام الأسد. في الوقت الذي يقوم الجيش النظامي بإجتياح أرجاء سوريا "الحرب الداخلية" والتي تصب في مصلحة النظام".
&
ولفت في نهاية حديثه الى أن استمرار الثوار بهذا الطريق لن يكون في مصلحتهم، بل ذلك ما يريده النظام، معبّرًا عن أسفه لأن هذا ما يعني أنه تم تنفيذ أجندة خطط لها النظام وهو ما يجب الوقوف عنده طويلا وتداركه سريعا.