تونس: اعلنت النيابة العامة في تونس السبت انها منعت بث مقطع من مقابلة متلفزة لشرطي يعترف ويبرر تعذيب معارضين في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، كما اعلنت فتح تحقيق بحق الشرطي.

وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العمومية "امرنا بحذف المقطع الذي يتحدث فيه عون الشرطة (كمال المرايحي المكنى بشقيف) عن ممارسته التعذيب (..) بلا مبالاة وتباه".

وفي الشريط الدعائي لحلقة برنامج "لاباس"، التي تبث مساء السبت على قناة "الحوار التونسي" الخاصة، تحدث الشرطي الذي كان جالسًا الى جانب احدى ضحاياه، الذي قال ان "اذنه اليسرى ثقبت بسبب التعذيب". وسال صحافي البرنامج الشرطي "هل استجوبت الكثير من الاسلاميين؟"، فاجاب مبتسما "ومناضلي اليسار ايضا".

واضاف "انا بوليس الدولة، ولم اكن بوليس بن علي. نحن مناضلو الدولة"، مشيرا الى استخدام وسائل تعذيب عديدة، بينها ما يعرف بـ "الارجوحة"، حيث يتم تعليق السجين. وقال المتحدث باسم النيابة العامة "لقد فتحنا تحقيقا ضده. ولا يمكن ان نبقى متفرجين" ازاء هذه التصريحات.

وقال المتحدث ان القناة قبلت امر النيابة حذف مقطع من المقابلة. وقالت وزارة الداخلية ان الشرطي سيجمد معتبرة تصريحاته "غير مقبولة". يذكر ان التعذيب كان ممارسة واسعة الانتشار في عهد بن علي (1987-2011) الذي اجبر على الفرار الى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير 2011 اثر ثورة عارمة على نظامه. لكن رغم الثورة لم يحدث حتى الان في تونس اي اصلاح لجهازي الامن والقضاء الاداتين الاساسيتين للقمع في عهود الاستبداد السابقة.
&