أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، أول أطلس عالمي للرياح، في خطوة ستعمل على توفير معلومات دقيقة حول موارد الرياح في الإمارات، ما من شأنه أن يدعم& الاستثمارات في مشاريع الطاقة النظيفة.


دبي: مع إطلاق أول أطلس عالمي للرياح، تغدو الإمارات أول دولة في المنطقة تطور أطلسًا خاصاً بالرياح متاحاً للاستخدام العام، حيث تم ربطه بمنصة الأطلس العالمي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) كمساهمة من جانب الحكومة الإماراتية.

يأتي ذلك ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث تحتضن الإمارات سلسلة من الفعاليات والمؤتمرات والمعارض الدولية الكبرى، يشارك فيها أكثر من 32 ألف شخصية من متخذي القرار والمسؤولين والأكاديميين والباحثين والمختصين في شؤون الطاقة النظيفة والبيئة والغذاء والاستدامة، وذلك لمناقشة العلاقة المترابطة بين الطاقة والمياه والغذاء، واستراتيجيات إدارة النفايات، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية حول العالم.

وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد "مصدر" - جامعة بحثية مستقلة للدراسات العليا تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة - إن& إطلاق أطلس الإمارات للرياح يأتي كإنجاز جديد لمركز البحوث لرسم خرائط الطاقة المتجددة والتقييم في معهد مصدر، كما يمثل جانباً رئيسياً آخر من مساهمة المعهد في دعم مشاريع الطاقة النظيفة من خلال تسهيل الاستثمارات، مؤكدا انه&في ظل دعم القيادة الإماراتية الرشيدة ، يواصل المعهد تصدره جهود البحث والابتكار الساعية إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة وخلق الأدوات والتقنيات الجديدة التي تعود بالنفع على المجتمع.

ويتضمن أطلس الرياح العالمي الخرائط المكانية والزمانية لسرعة الرياح، واتجاهاتها وطاقتها ، كما يقدم منتجات أخرى مثل تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة والخرائط الموسمية، وخرائط التقلبات السنوية، وخرائط تناوب ضغط الهواء وأنماط الدوران ضمن مناطق واسعة، وخرائط تأثير تغير المناخ، وخرائط الارتفاع والتوزيع، وهي معلومات هامة وقيمة جدا لتأمين التمويل لمحطات الرياح& لا سيما ان مستويات الرياح تتفاوت كثيرا، حيث تختلف شدتها بشكل كبير بين مواقع لا تبعد عن بعضها سوى 40 متراً تبعاً لتأثيرات الخشونة والارتفاع والاتجاه.

هذا وتطلب العمل على تطوير أطلس الرياح، إجراء عمليات محاكاة مناخية، تم إجراؤها بالتعاون مع شركة (3 تير) الأميركية، إحدى ابرز الشركات الرائدة عالمياً في مجال تحليل المخاطر المتعلقة بالطاقة المتجددة، والبيانات، والتنبؤ لفائدة مشاريع طاقة الرياح والشمس والمياه، حيث قام مركز أبحاث تصميم وتقييم خرائط الطاقة المتجددة& بناء على طلب من وزارة الخارجية في دولة الإمارات، بتطوير أطلسي الرياح والشمس في الإمارات وربطهما بمنصة الأطلس العالمي.

من جهته، قال الدكتور عدنان أمين، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، إن& إطلاق أطلس الإمارات للرياح يمثل إنجازاً بارزاً آخر تحقق في سياق سعي الوكالة الحثيث إلى توفير خريطة عالمية شاملة لموارد الطاقة النظيفة عبر توفير حزمة واسعة من البيانات والمعلومات القيمة، والتي ساهم معهد مصدر بدور هام في إطلاقها، حيث ستساعد&في &دعم ومساعدة العاملين&في مشاريع الطاقة النظيفة على اتخاذ القرارات الصائبة بشأن استثماراتهم.

كما أوضح عدنان، أنه ستتم استضافة نسخة تفاعلية مع مجموعة واسعة من التطبيقات للمستخدمين النهائيين ضمن خادم مخصص بمعهد مصدر، مشيرا إلى أن أطلس الرياح يختلف عن أطلس الطاقة الشمسية، حيث يجب توليد الرياح على عدة ارتفاعات، وينبغي لذلك وضع ملف شامل للارتفاعات، حيث تعمل تقنيات توربينية مختلفة على ارتفاعات عدة على الجانب الآخر، فيما إن الإشعاع الشمسي يتغير قليلاً على نطاق إقليمي، فالإشعاع في موقع معين لا يختلف عن الإشعاع في مكان آخر.