ردت روسيا على هجوم الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب الاتحاد السنوي ضدها، باتهام الولايات المتحدة بمحاولة إخضاع روسيا، وجاءت الردود على لسان الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف والسكرتير الصحفي للكرملين.

نصر المجالي: قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلقا على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما إن موسكو غالبا ما تسمع من الشركاء الغربيين حول ضرورة مواصلة عزل روسيا، مشيرا إلى أن تلك المحاولات فاشلة.

وأشار لافروف خلال مؤتمر صحافي عقده، الأربعاء، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحا في خطابه أمام المجلس الفيدرالي حول عدم سير روسيا في طريق العزلة الذاتية والشكوك والبحث عن الأعداء.

قال وزير الخارجية الروسي، إن حديث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حول مواجهة تنظيم "داعش"، تدل على تعاطي واشنطن مع الوضع في سورية بأسلوب جديد.

الدبلوماسية الروسية

وأضاف في مؤتمره الصحافي الذي تركز على نتائج الدبلوماسية الروسية للعام 2014: "بالعودة إلى خطاب الرئيس الأميركي أوباما، الجزء المرتبط بمسألة مواجهة (داعش)، أعيد صياغته بشكل جديد، إذ وصفت هذه المسألة بأنها الأهم بالمقارنة مع المسائل الأخرى المرتبطة بتجاوز الأزمة السورية".

وأكد عميد الدبلوماسية الروسية موقف روسيا الثابت حيال ايجاد سبل تسوية الأزمة في سورية، موضحا أن التسوية في هذا البلد تحتاج لمواجهة تنظيم (داعش) وليس رحيل رئيسه.

وقال لافروف: "الأهم هو الثقة المتزايدة، بما في ذلك في الغرب، بأنه لا مفر من العملية السياسية في سورية وأن المسألة رقم واحد هي مواجهة (داعش)، لقد تحدثنا لفترة طويلة حول&اجتثاث الإرهاب، والحيلولة دون أن تجول سورية إلى دولة إرهابية، ومواجهة خطط إقامة (الخلافة) في هذه المنطقة تعد بالتأكيد مسألة أكثر أهمية من تغيير النظام، وإنشاء هيئة ما بهدف رحيل الأسد".

يشار إلى أن واشنطن أكدت مرارا وتكرارا، طوال فترة الأزمة، التي تعيشها سورية، منذ حوالى أربعة أعوام، موقفها تجاه تسوية الأزمة السورية، مشددة على أن الرحيل الفوري للرئيس الأسد، هي أولوية بشأن التوصل إلى التسوية السورية.

لا مشاركة في المفاوضات

وأعلن وزير الخارجية الروسي، أن روسيا لن تشارك رسمياً في المفاوضات السورية التي ستجري في العاصمة الروسية موسكو في الفترة ما بين 26 — 29 كانون الثاني (يناير) الحالي، وسينوب عنها في هذه المفاوضات خبراء.

وقال لافروف: "لن يكون هناك أي ممثلين رسميين عن روسيا. سيقوم خبراؤنا، الذين يعرفون جيداً المعارضين السوريين بمساعدتهم في ترتيب الكلمات [عملية التنظيم]، ولكن [المباحثات] سيقوم بها السوريون بأنفسهم".

كما أشار لافروف إلى انه لا يوجد خطة للخروج بوثيقة مشتركة في ختام اللقاء السوري في موسكو قائلا: "لا يخطط للخروج بوثيقة مشتركة في ختام المحادثات، المعارضون سيتوصلون إلى فهم انهم يريدون العيش بسورية المستقلة، موحدة الأراضي، و جميع القوميات والطوائف فيها محمية بشكل متساو".

يذكر أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، كان أعلن بداية كانون الأول (ديسمبر) 2014 عن استعداد روسيا لتأمين "ساحة" لأطراف النزاع السوري بحيث يستطيعون الاجتماع ومناقشة شكل المرحلة الثانية للحوار في إطار مؤتمر.

ووجهت روسيا دعوات لـ 30 شخصية من المعارضة السورية للمشاركة في لقاء موسكو، ولكن أعضاء الائتلاف السوري المعارض اعتذروا عن الحضور، وحذا حذوهم تيار بناء الدولة، فيما أبقت هيئة التنسيق قرار المشاركة بيد أعضائها المدعووين. ومن جهتها قررت الحكومة السورية المشاركة في هذا اللقاء وصولا لعقد مؤتمر يجمع السوريين.

إخضاع روسيا

وإلى ذلك، كان الرئيس الروسي اتهم الولايات المتحدة بمحاولة إخضاع روسيا، وألقى باللوم على الغرب في الاطاحة برئيس ساندته موسكو في اوكرانيا العام الماضي، وقال ان واشنطن أذكت احتجاجات ضده قبل ثلاثة اعوام.

وقال بوتين أمام اجتماع للجنة الصناعة، الثلاثاء، في روسيا "نرى كيف ان دولا اخرى لا تتردد في التدخل صراحة في الشؤون الداخلية لدول مستقلة بينما توسع وتحسن بشكل نشط ترساناتها العسكرية". وأشار إلى أن هذه الدول "تنفق أضعاف ما ننفقه نحن (على الاسلحة). يمكننا بل يجب علينا أن نرد على هذا التحدي".

وأكد الرئيس الروسي انه يجب على روسيا ان تعزز وتطور قواتها المسلحة لحماية سيادتها في مواجهة "التحدي" الذي تشكله دول اخرى قد تهدد موسكو.

وخلص بوتين إلى القول: "نواصل تعزيز قواتنا المسلحة واجهزتنا العسكرية ككل بجعلها متطورة وسريعة الحركة وجيدة التجهيز وقادرة على اداء مهامها الرئيسة.. لتحييد المخاطر والتهديدات السياسية والمحتملة لأمن بلدنا".

ولم يذكر بوتين تهديدات محددة لكن العقيدة العسكرية الجديدة لروسيا تقول ان توسيع حلف شمال الاطلسي يمثل تهديدا. من جانبه، ذكّر السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف بأن الرئيس بوتين شدد على ضرورة أن تكون روسيا قوية حتى تقدر على مواجهة الغرب الذي لا يكف عن ممارسة الضغط عليها.

إستغلال الصراع

وأضاف بيسكوف ان الغرب يحاول استغلال الصراع في جنوب شرق أوكرانيا، حيث تواصل كييف عاصمة أوكرانيا حملتها العسكرية على مناهضي الانقلاب الذي وصل عبره موالون للغرب إلى السلطة الأوكرانية، "لإسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" ــ على حد قول المتحدث باسم بوتين.

وعبّر الناطق باسم الرئاسة الروسية، في حديث لصحيفة (أرغومينتي إي فاكتي) عن اعتقاده بأن "الغرب لن يتركنا وشأننا"، بل سيواصل حملته على روسيا التي لا يريدها (الغرب) قوية، سيدة، متحججا بذرائع شتى مثل الأزمة الأوكرانية التي فجّرها انقلاب كييف.

وفي ما يخص الأزمة الأوكرانية، ستبقى روسيا تبذل ما بوسعها لحلها، مشددة على ضرورة أن تبدأ كييف تفاوض معارضيها في شرق البلاد.

وحول ما أعلنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي استبعدت إمكانية دعوة بوتين للمشاركة في اجتماع قادة الدول الكبرى السبع، قال بيسكوف "إن بوتين لا ينتظر الدعوة"، معبرا عن شكوكه في جدوى اجتماع لا تحضره روسيا والصين والهند.