نجح فريق طبي أسترالي في إعادة رأس طفل بعد انفصاله بالكامل، هذا الإجراء دفع العديد من المراقبين إلى وصفه بــ "المعجزة" غير المسبوقة على مستوى العالم برمته.

إيلاف - متابعة: سمعنا الكثير عن عمليات جراحية دقيقة تكللت بالنجاح بعد جهد إستثنائي قام به طبيب أو مجموعة من الأطباء، لكن هذه الجهود كانت غالبًا ضمن إطار "المعقول". تعرفنا معهم، مثلًا، على إعادة وصل الأطراف بعد قطعها وإلى إجراء عمليات دقيقة وحساسة دون اللجوء إلى الطرق والأدوات التقليدية، كذلك هي الحال في التعامل مع عمليات القلب والدماغ والنخاع الشوكي والرئتين.

إعادة رأس طفل

كل ما تقدم أصبح ممكنًا، وبات أمرًا عاديًا يرافق حياتنا اليومية مع التطور الدائم والمستمر للطب والأبحاث، لكن المفارقة تكمن بحدث إستثنائي جدًا في شكله ومضمونه ونتائجه. فقد نجح فريق طبي أسترالي في إعادة رأس طفل بعد أن قُطع جراء حادث تصادم للسيارات.

وفي التفاصيل، كان الطفل جاكسون تايلر البالغ من العمر 16 شهرًا مع أمه وأخته في السيارة لحظة إصطدامها على نحو عنيف بسيارة مقابلة في 15 أيلول (سبتمبر) الماضي، ما أدى إلى قطع رأس الطفل داخليًا وإنفصاله عن النخاع الشوكي، بحيث لم يعد يربطه بالجسم سوى أعصاب الرقبة.

المعجزة!

العملية الجراحية التي وصفتها بعض وسائل الإعلام الغربية بـ "المعجزة"، استمرت نحو ست ساعات في مستشفى "بريسان" الأسترالية، وأشرف عليها الدكتور جيف اسكين الموصوف بأنه "عراب جراحة العمود الفقري. وفي نهاية المطاف، استطاع الفريق الطبي عبر عملية جراحية معقّدة& إعادة الرأس باستخدام الأسلاك الطبية بالإضافة إلى قطعة من ضلع الصدر.

هذا ويرتدي جاكسون، بصورة موقتة، بعض الأجهزة المخصصة للحفاظ على التوازن والإستقرار الجسدي والتي من المحتمل إزالتها خلال أسابيع، وبعد ذلك سيتمكن الطفل من العيش بشكل طبيعي بعد تماثله للشفاء بشكل كامل.

في المقابل، لفت الدكتور أسكين، إلى وجود عدد كبير من الأطفال الذين يموتون جراء هذا النوع من الإصابات، وإن بقوا أحياء، فالغالب أنهم لن يتمكنوا من الحركة أو من التنفس بشكل طبيعي، مؤكدًا أن الطفل جاكسون كان محظوظًا للغاية في هذه العملية وقد كُتب له عمر جديد.

يذكر أن والدة الطفل جاكسون، ريلايا تايلر، تتذكر الحادثة بالقول: "عندما أخرجوه من السيارة أدركت على الفور بأن رقبته مكسورة".
&